حاولت ألا أصدق الخبر ولا أستطيع أن أتصور كيفية وقوعه ولكنه حدث في إطار ذلك التسيب الذي نراه في حماية آثارنا وكم من السرقات تقع علي تاريخنا الأثري وكان آخرها سرقة أجزاء أثرية من مسجد الإمام الشافعي. الخبر كما نشر في الزميلة أخبار اليوم يقول إنه تم ضبط 7 أشخاص في منطقة السلسلة بكوم أمبو بأسوان يقومون خلسة وأكرر خلسة أي من وراء أعين كل الناس بأعمال حفر أسفل مقصورة الملك رمسيس الثاني بالمنطقة الأثرية وهي تتبع الإدارة المركزية لآثار مصر العليا وهي منطقة محاجر لقدماء المصريين من الأسرة الثامنة عشرة وحتي عصور مصر اليونانية والرومانية ويوجد بها عدد كبير ومهم من الآثار الفريدة والنادرة. السؤال الذي ما إن قرأت التفاصيل بدر إلي ذهني هو كيف رتب هؤلاء اللصوص عملية الوصول إلي أسفل المقصورة؟ وما أدواتهم التي دخلوا بها إلي المنطقة؟ وكيف وصلت وبمساعدة من؟ وصحيح أن الخبر أورد أن حرس المنطقة ولا أعرف أي جهة يتبعون تمكنوا من ضبطهم ولكن أين كانوا في كل مراحل التحضيرالتي سبقت ذلك وهي مراحل خطيرة استلزمت الإعداد والشروع والبدء في عمليات الحفر وهي حفر قطعا يعرف قيمة وأهمية ذلك الجزء الأثري من تاريخ مصر القديم ولكن في أي مرحلة تم الضبط ويا تري لو لم يتمكن الحرس من ضبطهم ماذا كان سيحدث وإلي أي مصير سيصير تمثال الملك الكبير؟ مشكلتنا أننا لا نعرف كيف نحمي آثارنا من أيدي اللصوص المحترفين ممن يقومون بمثل تلك الأعمال هم من كبار تجارها في العالم أو يقوم من يفعل ذلك بهذا العمل لحسابهم. صحيح أن الأمر يحتاج إلي أموال ضخمة وإلي تكنولوجيا حديثة للسيطرة وإحكام المراقبة وهو ما نطالب أن تكون له ميزانية خاصة نبحث عن مصدر لها من خارج محفظة الدولة المثقلة بالمطالب المالية الكبري لتوفير العيش للناس والخطر هنا أن المناطق المفتوحة أثريا في كل أنحاء مصر وهذا فضل من الله أن تتمتع بلادنا بتلك الميزة من الصعب أن تسيطر عليها كلها خاصة مع مطامع الطامعين ومع الأسف تلك الهجمة الجديدة من الناس الذي يستبيحون كل شيء بحثا عن الآثار حتي تحت بيوتهم. الموضوع فعلا يحتاج إلي اهتمام حتي لا نصبح يوما لنجد من ينقب تحت الأهرامات أو تحت أبوالهول. وقد لا نكشفهم مع تطور التكنولوجيا التي يستخدمها اللصوص ولنا فيما نشاهده في أنفاق سيناء ورفح والشيخ زويد علي الحدود مع غزة العبرة والعظة. منذ وقت قريب كانت آثارنا والسياحة يحققان ما يمكنهما من تدبير ما نحتاجه من مصاريف تكفي لعمل الإنشاءات الجديدة أو تدبير عمليات التأمين في الكثير من الأماكن الأثرية ولكن بعد انحسار السياحة وضعف الإقبال علي المناطق الأثرية التي تتبع ذلك قلت الموارد وبالتالي لم يعد هناك ما يمكن ان نوفره للمشروعات الجديدة ولا لعمل مخازن تنقل لها تلك الآثار وهو ما تطالب به الوزارة وما يجب أن نعمل له مستقبلا. وما يرتبط بذلك هو تصريح وزير الآثار من أننا نحتاج إلي 100 مليون جنيه لاستكمال تطوير هضبة الأهرام و350 لاستكمال المتحف الجديد بالرماية يجعلني أدعو إلي ضع خطط لا تعتمد علي الدولة لمحاولة المساعدة في تدبير ما تحتاجه تلك المشروعات ويا حبذا لو أن وزير الآثار كرس مجهوده للاتصال بالجهات الخارجية المهتمة بذلك ولا عيب في هذا فهناك من المنظمات من يهمها الحفاظ علي التراث التاريخي للدول وما أقيم ما لدينا من ذلك علي مر العصور منذ عرف التاريخ وحتي الآن المحافظة علي آثارنا واجب وحمايتها فرض علينا جميعا.