كثر الحديث عن النظام الانتخابي الأمثل الذي يجب ان تجري علي أساسه الانتخابات البرلمانية القادمة هل هو النظام الفردي الذي يركز علي اختيار الأشخاص أكثر من الأحزاب ويقوم علي تقسيم البلاد إلي دوائر كثيرة تنتخب كل دائرة نائبين لتمثيلها في البرلمان في مقابل نظام القائمة النسبية الذي تكون فيه الدوائر الانتخابية أقل عددا وأكبر مساحة ويقوم علي تقديم كل حزب سياسي لقائمة من المرشحين في كل دائرة ويقترع الناخب لصالح القائمة ككل ويفوز كل حزب سياسي بحصة من مقاعد الدائرة الانتخابية تتناسب مع ما حصل عليه من أصوات الناخبين ويفوز بالانتخاب المرشحون علي قوائم الأحزاب وذلك بحسب ترتيبهم داخل القائمة. وأجمع الخبراء والسياسيون علي ضرورة تطبيق نظام القائمة النسبية في هذه المرحلة لأنه يقضي علي سلبيات النظام الفردي والمتمثلة في استخدام البلطجة والرشاوي الانتخابية ويزيد من الوعي السياسي لدي الناخب ويفعل دور الأحزاب في الشارع مشيرين إلي أن هناك النظام المختلط الذي يجمع بين نظامي القائمة النسبية والفردي. يري د. شوقي السيد أستاذ القانون الدستوري أن الأنظمة الانتخابية هي قضية مزمنة ومستمرة ولكن في تلك الظروف الخاصة التي تمر بها مصر فإن النظام الانتخابي مرتبط بالتعديلات الدستورية وعن الجدل المثار حول نظام الانتخابات الفردي ونظام الانتخاب بالقائمة النسبية يؤكد ان النظام الفردي اتسم بالعيوب الكثيرة بسبب التسلط والبلطجة واستخدام المال والنفوذ والسلطة والعصبيات في التأثير علي إرادة الناخبين ولا تفرز هذه الانتخابات أفضل المرشحين خاصة في ظل الثقافة المنتشرة والمطالبة بالوجوه الجديدة والأفكار الجيدة.. وان أهم ما يميز النظام الانتخابي الفردي هو أن صلة النائب بالناخب مباشرة دون وسائط ويختار الناخب المرشح الذي يتوافق مع مطالبه وطموحاته ويتفق مع أفكاره .. أما الانتخاب بنظام القائمة النسبية غير المشروطة فهو من أفضل الأنظمة المتاحة والمعبرة عن إرادة حقيقية للناخبين دون التأثير تجاه اختيار أفراد بعينهم كما انها تفرز نواباً صالحين وعلي قدر عال من الفكر والمصداقية. كما أن من أهم مميزات القائمة النسبية أنها تضمن تمثيل المرأة والأقباط إذا ما تم ادراجهم في القوائم في مواقع متقدمة وهذا النظام لا يخضع فيه الناخب لتأثير النائب لأن الناخب يختار أفضل القوائم لأنها تعمل علي تجميع شامل لجميع القوي السياسية. وأضاف د. شوقي السيد أنه يجب ان يكون هناك حوار مجتمعي مطول ويأخذ وقته الكافي لاختيار نظام انتخابي يحقق الطموحات المطلوبة لأن ذلك هو المحك الأساسي في الفترة الحالية. ومن جانبه أكد د. عمرو هاشم ربيع خبير الشئون الحزبية ان نظام الانتخاب الفردي يعيبه انه يكرس العصبية والقبلية ويطرح المرشحين بأشخاصهم لا بفكرهم أو انتماءاتهم كما انه يغلق العديد من الفرص لانتشار الرشوة بسبب المعرفة الشخصية بين الناخب والمرشح كما ان الدوائر الضيقة التي يتسم بها النظام الفردي تزيد من فرصة سيطرة الفوضي والبلطجة كما انه يقوم علي اساس قاعدة التصويت الشهيرة وهي الصوت مقابل الخدمة. وفيما يتعلق بنظام القائمة فيؤكد د. ربيع ان نظام القائمة مناسب جدا للدول التي تتطور سياسيا ويلائم ظروف الثورة الديمقراطية التي تعيشها مصر حيث يؤدي إلي تمثيل الأقليات ويقلل من فرص تأثير المرشحين علي الناخبين وتزييف إرادتهم وبالتالي يقلل فرص التزوير، كما أن اتساع الدوائر في حالة النظام بالقائمة يقلل ويحد من العنف وأعمال البلطجة. وأشار إلي أن أفضل النظم الانتخابية التي تتماشي مع مصر حاليا هو الانتخاب بنظام القائمة النسبية غير المشروطة وهي لا تعتمد علي اشخاص بعينهم وتتيح فرصة للمستقلين ولا تشترط ان يخوض المرشحون الانتخابات في كل الدوائر. ويؤكد د. إبراهيم نوار أمين التثقيف بحزب الجبهة الديمقراطية أن نظام القائمة النسبية يسمح بالتنافس بين الأحزاب السياسية من خلال قوائم وليس علي أساس الأفراد وتستخدم الأحزاب في الدعاية والبرامج السياسية وليس هناك مجال للاعتبارات الشخصية في الاختيارات. ويقوم كل حزب بترتيب مرشحيه حسب قوتهم داخل القائمة التي يخوض بها الانتخابات..ويضيف نوار أن حجم الدائرة التي تدور فيها الانتخابات في نظام القائمة يفوق بكثير حجمها في النظام الفردي مشيرا إلي أنه تم اعتبار العراق كلها دائرة واحدة في انتخابات 5002 وتم تقسيمها إلي 81 دائرة في انتخابات 0102..ويوضح أمين التثقيف بحزب الجبهة أن الناخب يقوم باختيار القائمة بالكامل وليس أفرادا وفي نهاية التصويت يتم توزيع المقاعد بناء علي النسبة المئوية التي حصلت عليها كل قائمة..وأشار إلي أن المستقلين يمكن ان يخوضوا الانتخابات بقائمة تجمعهم. ويؤكد نوار أن نظام القائمة النسبية ليس سهلا لأننا غير مدربين وإذا اخذنا به يجب نشر الثقافة اللازمة عنه ويمكن ان نأخذ بنظام مختلط يجمع بين النظامين الفردي والقائمة بحيث يسمح بالتنافس علي مقعد واحد بالنظام الفردي والباقي للقائمة..ويؤكد نوار أنه لتنفيذ هذا النظام بكفاءة يجب تشكيل مفوضية عليا للانتخابات. ويؤكد د. جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق ان المصلحة العامة تقتضي في هذه المرحلة الراهنة تطبيق نظام القائمة النسبية غير المشروطة وذلك لأننا نعد المجتمع علي طريق التحول الديمقراطي نحو النظام البرلماني بدلا من النظام الرئاسي مشيرا إلي أن نظام القائمة يزيد من تفعيل البناء الحزبي والتعددية كما يزيد من ارتباط المواطن بالاحزاب من خلال الارتباط بالبرامج السياسية الأمر الذي يرفع الوعي لدي الناخب بالدور الحقيقي لنائب البرلمان كما أنها تخلق تمثيلا أقرب إلي الحقيقة في البرلمان ولا يهدر صوتاً واحداً في المقابل يحرم النظام الفردي 9.94٪ من الناخبين من حق اختيار ممثليهم في البرلمان نتيجة غلبة نظرية الأغلبية المطلقة كما أن النظام الفردي يقوي من مركز الفرد والعائلية والعصبية والبلطجة. وأوضح زهران أنه ومعه اكثر من 001 نائب قدموا مشروعا في مارس الماضي للبرلمان لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية بحيث يتم تطبيق نظام التصويت الالكتروني بقاعدة الرقم القومي وأن تكون اللجنة العليا للانتخابات قضائية تماما وان تتم الانتخابات بنظام القائمة النسبية لكنه حفظ في الأدراج!.