اكد الشيخ صلاح نصار شيخ الجامع الازهر ورئيس اتحاد الأئمة علي ان الازهر الشريف هو القبلة الثانية بعد الكعبة المشرفة.. فاذا كان الناس يؤمون البيت الحرام للحج أو العمرة فان المسلمين في مشارق الارض ومغاربها يؤمون الازهر لتلقي العلم.. فهو قبلة العلم والعلماء.. فإذا ذكرت مصر ذكر الازهر. واشار الشيخ نصار الي المنهج الوسطي للازهر الشريف واعتداله.. وقال انه اذا كان دور الازهر قد همش في المرحلة السابقة فهذا يعود لاسباب كثيرة منها تكميم الافواه عن طريق جهاز أمن الدولة بالاضافة الي كثير من المعوقات منها أجهزة الاعلام التي شوهت صورة الدعاة والازهريين وحجبتهم عن الناس. جاء ذلك في الملتقي الشعبي لدعم مسيرة الازهر الاصلاحية واستقلاليته وعالميته الذي عقد بنقابة الصحفيين وحضره عدد كبير من علماء الازهر وشيوخه وطلابه. قال الشيخ نصار أن إلازهر وبعد الثورة المباركة وتحرر الكلمة فعلي العلماء ان تنطلق كلمتهم بحرية منضبطة بغير فوضي، وان يساهموا للتعريف بالصورة الحقيقية لمنهج الاسلام الوسطي بعيدين عن كل غلو أو تطرف.. وطالب الشيخ نصار بإنشاء نقابة للازهريين مشيرا الي انه قد تم اعدادها بالفعل بكل هيئاتها وسيتم عرضها علي المسئولين ليتم انشاؤها.. كما طالب بعمل كادر خاص بالدعاة والائمة حتي لا يحجر أحد علي فكرهم. وعن سبل دعم استقلالية الازهر تحدث د. فياض عبدالمنعم استاذ الاقتصاد بجامعة الازهر مشيرا الي ان ميزانية الازهر في الموازنة العامة للدولة لا تكفي ابدا احتياجات الازهر ومعاهده والانفاق علي المساجد والصحة والغذاء. وقال ان وقف الازهر لا يدر سوي 150 مليون جنيه وان التطور المطلوب للازهر الشريف وحتي يشعر الازهريون بهذه الاستقلالية يتطلب حاليا 80 مليار جنيه كميزانية مستقلة في الموازنة العامة للدولة حتي يؤدي الازهر دوره علي اكمل وجه. واضاف د. فياض ان هناك عددا من الاقتراحات لتحقيق الاستقلال المالي منها اعادة أوقاف الازهر داخليا وخارجيا كما كان الحال قبل عام 1952 وانشاء صندوق لدعم استقلال الازهر، وصدور تشريع لتخصيص نسبة من صندوق خدمات المحافظات للازهر بالاضافة الي تخصيص سهم تحت مسمي »ابن السبيل« وجزء من سهم »في سبيل الله« من الزكاة للمبعوثين بالازهر علي ان يتم ذلك من خلال لجنة من كبار علماء الازهر والمتخصصين بها وبين نشر ما يتم دراسته باللجنة والاعلان عن النتائج مؤكدا علي ضرورة إعطاء الامام الاكبر »شيخ الازهر« حرية أكبر وصلاحيات أكثر في المسائل الفنية علي أساس رؤية محددة للاصلاح. وقال الشيخ جمال قطب ان الازهر لن يستطيع الاصلاح الا ان يتم تجميع شتاته بعد ان تعمدت السياسة منذ بداية القرن التاسع عشر وحتي الآن الارهاب الفكري للأزهر وعلمائه. ودعا د. قطب إلي عودة هيئة كبار علماء الازهر وفق المعايير الموضوعية التي تحقق مصلحة الازهر ووسطيته وان يكون اختيار شيخ الازهر بالانتخاب من هيئة كبار العلماء التي تبدأ من انتخاب شيخ المعهد الازهري حتي نصل الي الهيئات العليا التي تختار شيخ الازهر وطالب الشيخ قطب بضرورة انصاف جميع العلماء وان يتم تعيين جميع خريجي الازهر منذ عام 93 وحتي الآن واعادة الكتاتيب وتطوير دورها مؤكدا علي دور المسجد الذي يتم غلقه بعد كل صلاة مطالبا بضرورة فتح المساجد والقاء الخطب والمواعظ ليس فقط يوم الجمعة. وقال ان اختيار شيخ الازهر يتم عرضه علي رئيس الجمهورية للتصديق عليه فقط ولا يحق لأحد عزله او فصله الا من اغلبية هيئة كبار علماء الازهر. وعن دعم عالمية الازهر وعودة دوره الريادي للعالم الاسلامي تحدث د. اسامة السيد المدرس بقسم الحديث بكلية اصول الدين مؤكدا ان الازهر وعلي مر العصور قام بحماية المسيحيين داخل مصر منذ عصر الخديو توفيق وحتي الآن كما ان الازهر بوسطيته واعتداله يؤمن فكر كل الاطياف والاديان دون تشدد او تطرف. واشار د. اسامة إلي ان الازهر مؤسسة دينية تعني بشئون المسلمين في شتي بقاع الارض مؤكدا علي ضرورة ان يكون للازهر مكاتب تمثله في كل دول العالم تهتم بشئون الازهريين وان تحرص الدول الاسلامية علي معادلة المعاهد والكليات الشرعية مع الازهر، وان تضم هيئة كبار علماء الازهر العلماء ذوي الكفاءة من الدول الاسلامية. وسيتم وضع الكلمات والمقترحات التي تمت خلال المؤتمر الاول امام شيخ الازهر لبحثها ودراستها وامكانية تطبيقها علي ارض الواقع.
