المواطنون غاضبون.. الباعة الجائلون يحتلون المحطات.. والركاب يقفزون فوق الماكينات المعطلة وزير النقل: لن أترك المترو يتحول إلي سكة حديد أخري! زاد سعر تذكرة المترو وارتفعت شكاوي المواطنين من الزيادة التي اضافت عبئا جديدا علي جيبوهم، قليلون من اكدوا ان رفع قيمتها كان ضروريا غير ان الجميع شددوا علي اهمية تطوير الخدمات وفي اليوم الثاني لتطبيق السعر السعر الجديد قامت »الأخبار» بجولة علي عدد من المحطات لترصد الحالة المزرية التي وصلت لها وسوف تواصل متابعتها للتأكد من ان الزيادة ساهمت في تحسين الخدمة بشكل ملحوظ. قرار مفاجئ في بهو محطة الشهداء أكد محمد ابوالعلا »موظف» ان الزيادة صعبة علي المواطن البسيط الذي يعتبر المترو وسيلة النقل الارخص حيث توفر للبسطاء اموالا من اجل التعايش مع الغلاء وتساءل: هل سيواكب الزيادة تقديم خدمات جديدة؟ لا ينتظر اجابة ويواصل: نحدد ميزانية الشهر علي اساس ان قيمة التذكرة جنيه واحد والآن يجب ان نعيد توزيع الميزانية وفقا للزيادة التي تحمل كل فرد 60 جنيها اضافيا شهريا اذا كان يركب في الذهاب والعودة. وقال أجورنا انخفضت ومصاريف الدراسة تنهش جيوبنا ونضطر للاستدانة كي نستطيع الوفاء بالتزاماتنا وطالب الحكومة باتخاذ خطوات ملموسة لعدم المساس بمحدودي الدخل. وأكدت زينب شعبان »ربة منزل» انها تركب المترو يوميا مع كل افراد اسرتها واضافت ان الزيادة تعني مضاعفة الميزانية المخصصة للانتقال واشارت الي ان القرار جاء مفاجئا. بينما رأي محمد زكي »مهندس» ان رفع قيمة التذكرة شر لابد منه، واوضح ان سعرها هو الاقل في العالم كله، لكنه شدد علي ضرورة اضافة خدمات جديدة يستفيد منها مستخدمو المترو. أما محمد زين فتعجب من ان يتساوي من يركب لمحطة واحدة مع من يستقلون عدة محطات ورأي انه كان من الافضل ان يتم فرض الزيادة علي اساس عدد المحطات وطالب بالاهتمام بالنظافة، فقد تراكمت القمامة امام بعض البوابات المغلقة وتصاعدت روائحها الكريهة الي الشارع. تحت حصار الباعة بدأت جولة »الأخبار» بمحطة مترو العتبة التي حاصرها الباعة الجائلون من كل اتجاه لدرجة ادت الي اغلاق بعض المداخل واعاقة حركة رواد المترو. تكرر الامر نفسه في محطة حدائق القبة لكن معاناتها كانت اكبر، فقد تحولت الي مركز لتجمع عدد كبير من الباعة لدرجة انهم أخفوا ببضائعهم اسم المحطة وزادت عربات التوك توك من وطأة المشكلة وتسببت في اعاقة الحركة علي مرأي ومسمع رجال المرور.. المشهد لم يختلف كثيرا في محطة جمال عبدالناصر فقد افترش الباعة الجائلون الارصفة المحيطة بمنطقة الاسعاف وأعاقوا مرور رواد المترو الذين بدا عليهم الضيق، خاصة مع غلق أغلب ابوابها، وقصر الدخول والخروج علي باب واحد. ماكينات معطلة لم يقتصر الامر علي المشكلات الخارجية ففي محطتي جمال عبدالناصر والشهداء اصطف المواطنون امام ماكينة تذاكر واحدة نتيجة تعطل بقية الماكينات واضطر الموظفون الي فتح بوابة صغيرة كحل سريع لمواجهة جحافل المواطنين لدرجة ان بعض الشباب قفزوا فوق الماكينات للحاق بالمترو. ووسط التصريحات الرسمية عن ضعف ايرادات المرفق انتشرت المساحات الاعلانية غير المستغلة، وهو ما يشير الي عدم وجود استراتيجية واضحة لتسويقها رغم انها يمكن ان تكون مصدر دخل كبير للهيئة، حيث تم وضعها في اماكن خاطئة لا تتيح للرواد رؤيتها بالاضافة الي انه سهل تحريكها وتخريبها. وعلق شريف عمرو »مهندس كمبيوتر» مؤكدا ان محطات المترو في الغرب تعتمد علي الاعلانات بشكل اساسي فبالاضافة لكونها تدر ارباحا تساهم في تحسين الحالة المزاجية للركاب باعتمادها علي وسائل وأشكال مبتكرة. أكد د. هشام عرفات وزير النقل أن هناك خطة متكاملة لتطوير خطوط المترو الثلاثة، خاصة الخط الأول الذي تم انشاؤه منذ 30 عاما، وفي حاجة ماسة للتطوير الفوري، وأوضح أنه سوف يتم بدء تنفيذ الخطة بداية من النصف الثاني من العام الحالي، ووعد المواطن بملاحظة التغييرات في المنظومة بالكامل، وأشار إلي أن الزيادة هدفها حل مشكلات المترو وتحسين الخدمات ودفع الديون التي بلغت 500 مليون جنيه واجراء الصيانات العاجلة خلال العام الأول، فالهدف هو تطوير أهم مرفق نقل جماعي في القاهرة الكبري وأكبر مشروع نفقي في الشرق الأوسط وليس تحميل المواطن أعباء.. وأكد عرفات في تصريحات خاصة ل »الأخبار» انه لن يترك المترو يتحول لسكة حديد أخري وانه لن يسمح لمشكلاته أن تتفاقم حتي تصبح تكلفة حلولها بالمليارات، وقال هدفنا الاستثمار في وقت المواطن، وأشار إلي أن المترو يحقق إيرادات سنوية، تبلغ 716 مليون جنيه، تشمل »تذاكر- إعلانات- تأجير محال»، في الوقت الذي تبلغ فيه المصاريف السنوية 916 مليونا، ممثلة في تكلفة التشغيل والصيانة والرواتب، وبذلك كانت خسائر المترو السنوية 200 مليون وأعلن أن هدفه تحقيق مكاسب في 2018، حيث إن استغلال المولات والاعلانات الموجودة بالمحطات من أولوياته في الفترة القادمة، بالتوازي مع تحسين مستوي النظافة والقضاء علي جميع السلبيات التي طرأت في السنوات الأخيرة. وقد حصلت »الأخبار» علي تقرير عن متوسط الدخل الشهري لهيئة مترو الأنفاق حيث بلغ اجمالي ايراداتها 61٫69 مليون جنيه، بينما تصل المصروفات إلي 83٫68 مليون جنيه، أي أن الهيئة تتحمل خسائر تزيد علي 22 مليونا، وأوضح التقرير ان سبب الخسارة يتمثل في عدم تعديل تعريفة الركوب منذ 2006 مع ارتفاع المرتبات والكهرباء وقطع الغيار وسعر العملة، بالاضافة إلي الأعباء المالية للخط الثالث. وذكر البيان أن 62٪ من الركاب يستخدمون التذاكر، ويدرون 94٫5٪ من الايرادات بينما يتعامل 38٪ بالاشتراكات، وأشار إلي أن متوسط عدد الركاب في اليوم العادي يبلغ 2٫8 مليون، وايرادهم اليوم 1٫8 مليون جنيه.