لندن- واشنطن- وكالات الأنباء: اتفق المشاركون في المؤتمر الدولي الخاص بليبيا الذي أنهي أعماله في لندن أمس بمشاركة 40 دولة علي ضرورة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي، متعهدين بمواصلة العمل العسكري ضد قواته إلي أن يذعن لقرار مجلس الأمن بحماية المدنيين الذين لهم الحق في تقرير مستقبلهم. كما اتفق المشاركون علي تشكيل مجموعة اتصال لتنسيق الجهود السياسية بشأن ليبيا ستعقد أول اجتماع لها في قطر قريبا وأيدت عرضا من الحكومة القطرية لبيع نفط يتم إنتاجه في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في ليبيا لدفع تكاليف الاحتياجات الإنسانية. وجاء في بيان صدر عن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج بوصفه رئيس المؤتمر أنه تم "الاتفاق علي العمل في إطار منظمة الأممالمتحدة والمنظمات المحلية علي استصدار عقوبات إضافية بحق بعض الشخصيات والهيئات المرتبطة بنظام القذافي". وأضاف هيج "المشاركون وافقوا علي أن القذافي ونظام حكمه فقدوا شرعيتهم تماما وسيتحملون مسؤولية أفعالهم". وأوضح أن أنه بينما لا تشارك بريطانيا في جهود اختيار جهة يذهب إليها القذافي فإن الدول الأخري لها حرية أن تفعل ذلك. وحول تسليح الثوار قال هيج إن هذا الموضوع لم يتم التطرق إليه في المناقشات. من جانبه أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أنه تم الاتفاق في مؤتمر لندن بالإجماع علي أن "القذافي يجب أن يغادر البلد". وقال فراتيني إن "تتمة هذا الموضوع رهن بالدولة التي قد تعرض استضافة القذافي"، مشددا علي انه "في الوقت الراهن ليس هناك اقتراح من أي بلد لاستضافته، بما في ذلك الدول الإفريقية التي ربما قد تكون مستعدة لذلك". من جهته حث رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني القذافي علي التنحي حقنا للدماء وقال في مؤتمر صحفي عقب اختتام المؤتمر إنه ربما تكون أمامه بضعة أيام فقط للتفاوض بشأن الخروج. وفي افتتاح المؤتمر اتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مؤيدي القذافي بشن "هجمات إجرامية" علي مدينة مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن الضربات العسكرية التي تشنها قوات التحالف الغربي علي ليبيا يجب أن تستمر الي أن يذعن القذافي تماما لمطالب الأممالمتحدة بوقف العنف ضد المدنيين وسحب قواته. وقبل المؤتمر بساعات أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان توسيع نطاق العمليات العسكرية الدولية لتشمل الاطاحة بالنظام الليبي سيكون خطأ، مشيرا الي ان الولاياتالمتحدة لايمكنها تحمل عواقب تكرار ما حدث في العراق. وفي نفس الوقت، قال أوباما في اول خطاب له منذ بدء العملية العسكرية الدولية في ليبيا إنه يعتقد ان ليبيا ستظل غير مأمونة الجانب الي ان يتنحي العقيد الليبي معمر القذافي عن السلطة. وأضاف "اذا حاولنا الإطاحة بالقذافي بالقوة فإن ائتلافنا سيتطاير". وأشار الي ان "المخاطر من ارسال قوات علي الأرض ستكون كبيرة جدا. في المقابل، وجه القذافي رسالة إلي الدول الأعضاء في "مجموعة الاتصال" قبيل بدء اجتماعها في لندن، قال فيها: أوقفوا عدوانكم الوحشي الظالم علي ليبيا"، مشبهاً إياه باجتياح قوات هتلر لأوروبا إبان الحرب العالمية الثانية. وأضاف في رسالته "اتركوا ليبيا لليبيين.. إنكم ترتكبون عملية إبادة لشعب آمن وعملية تدمير لبلد نام". وتساءل: "كيف تهاجمون من يقاتل القاعدة؟". ومن جانبها، اعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث ان نفي القذافي ما زال ممكنا "قانونيا" لان المحكمة الدولية لم تتهمه بعد او تلاحقه. وكان مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو أعلن في الثالث من مارس فتح تحقيق حول جرائم ضد الانسانية في ليبيا يستهدف خصوصا العقيد القذافي وابناءه. وفي حين أعلن الرئيس الأمريكي أن الحلف الأطلنطي سيتولي اليوم - الأربعاء- قيادة مجمل العمليات العسكرية للائتلاف الدولي في ليبيا، ذكر مصدر دبلوماسي أن الهمة ستبدأ من الغد الخميس. وقال مسئولون عسكريون امريكيون ان الولاياتالمتحدة تعد للسحب التدريجي لبعض سفنها في البحر المتوسط بعد ان تولي حلف الاطلنطي قيادة عملية ليبيا.