بدأ أمس نحو 6 ملايين مواطن صرف معاش كرامة وتكافل بواقع 1.5 مليون أسرة تقع ضمن الأسر الأكثر فقراً علي مستوي محافظات الجمهورية وذلك من مكاتب البريد المصري المتوفرة بالقري والمدن، ليحصل المواطن المستفيد من معاش برنامج كرامة علي 350 جنيها، كما تحصل الأسرة من برنامج تكافل علي 350 جنيها بجانب 60 جنيها علي كل طفل في المرحلة الإبتدائية، و80 جنيها للطفل في المرحلة الإعدادية و100 جنيه للطالب بالثانوية بحد أقصي 1050 جنيها، ومن أمام مكتب بريد منشية ناصر وقايتباي رصدت الأخبار فرحة الأهالي بإستلام المعاش بعدما تم تحويله إلي معاش شهري بدلاً من صرفه كل ثلاثة شهور من منتصف يناير الماضي. قول نهلة محمود » زوجي يعمل بائع في احد المحلات الصغيرة المجاورة لنا يظل واقفا علي قدمه طوال النهار ثم يعود ليكمل بقية يومه في جمع بقايا مخلفات القمامة والتي تطلبها بعض المصانع لتعيد تدويرها وبعد هذا اليوم الشاق يعود زوجي منهكا قبل الفجر بساعات قليلة يلقي بجسده علي الفراش ليستيقظ السادسة صباحا ليدور في نفس الساقية من جديد وكل مايحصله شهريا بعد كل هذا هو 1000 جنيه يدفع منهم 500 جنيه ايجار شقتنا بمنشية ناصر ومائة جنيه فاتورة الكهرباء ومائة جنيه فاتورة المياه وكل مايتبقي هو 300 جنيه لاخر الشهر منها كافة مصروفاتنا من طعام وشراب وعلاج ولدينا طفلتان فكانت تمر علينا العديد من الايام التي لا نجد فيها حتي الخبز الحاف ، وحين اخبرتني جارتي بمعاش التكافل والكرامة الذي اقره الرئيس مؤخرا ، فلم اقتنع في البداية انه من الممكن فعلا ان نحصل عليه ، ولكني حين وجدت جارتي تتردد علي البريد شهريا لتصرف معاشها ، اخبرت زوجي بالأمر وشجعته علي تقديم اوراقنا ولم نخسر شيئا ، ومنذ ذلك الحين وانا اتردد علي البريد شهريا لأحصل علي 350 جنيها معاشنا ، ومهما وصفت فرحتي بهذا المبلغ الذي لم نكن نتوقعه ابدا ولن استطيع ، فقد اشتريت بعض الدواجن واصبحت ابيع البيض الذي احصل عليه منهم ، واطعم اطفالي اي اصبحنا نكمل شهرنا دون الحاجة للسلف . سداد ديون وبإبتسامة سعادة ورضا اقبل علينا الحاج زكريا وفيق حنا،60 عاما، قائلا »ربنا ساترنا بالمعاش دا ومانع عنا الحبس والغرامات» مضيفا انه قضي عشرات السنوات متنقلا بين كافة الجهات للحصول علي إعانات لسداد ديونه التي تراكمت عليه من أجل توفير لقمة العيش لاسرته التي تبلغ 8 من الاولاد وزوجة لا تستطيع العمل، وبمجرد ان انتهي من ديونه منذ نحو العامين اضطر مرة أخري إلي الإقتراض والبدء في تحرير إيصالات امانة لتزويج ابنته الثانية عن طريق الأقساط؛ إلا انه فور سماعه ب»معاش السيسي» - كما يطلق عليه الأهالي - قدم اوراقه للحصول علي المعاش وبالفعل بدأ في صرفه منذ عام. وهنا رفع لنا الحاج زكريا المعاش قائلا» الفلوس دي بدفعها شهريا للقسط اللي صاحبها كان عاوز يحبسني، ربنا يبارك في الريس ويعينه علي مساعدة الغلابة» واشار الي ان اولاده لا يزالون في مرحلة التعليم الان انه اضطر لاخراج معظمهم من المدراس ليعملوا لتوفير قوت يومهم وخصص المعاش لدفع اقساط زواج ابنته، مصرا علي اكمال طفلته الصغري لتعليمها حتي يكون لها مستقبلا افضل. تموين الشهر علي أبواب مكتب البريد جلست الحاجة مني حربي 50 عاماً وعلي قدمها حفيدتها، منتظرة دورها في إستلام المعاش، اقتربنا منها فقابلتنا بابتسامة رضا وبدأت في الحديث معنا قائلة » هذا المعاش يعد سنداً هاماً لي ولبناتي بعد سنوات طويلة من الشقا وبالرغم من أنه لا يغطي كافة مصاريف المنزل من أكل ومصاريف دراسة، إلا انه يسد خانة كبيرة للإحتياجات اليومية » وأضافت » تزوجت منذ 33 عاماً ورزقني الله طوال هذه المدة ب 6 من الأبناء ثلاث بنات وثلاثة صبية وطوال هذه السنوات اعتدت انا وزوجي واثنين من أبنائي علي التنقل بين المحلات والمصانع والمنازل للعمل في أي مهنة نجدها ستسترنا، حتي تمكنا من تزويجهما معا منذ عدة سنوات، ومنذ ذلك الوقت بدأنا في المعاناه حيث ان البنات هن الأصغر ولا يسمح لهم والدهم بالعمل، والآن وصلوا إلي مرحلة الزواج وتمت بالفعل خطبة اثنين منهن، وأوضحت الحاجة مني أن جزءاً كبيراً مما يدخل من عملها وعمل زوجها يقومون بوضعه في جمعية شهرية لتوفير جهاز البنات ومصاريف المدارس لآصغر طفلين، أما ما تأخذه من »معاش السيسي» فتقوم شهريا بتسديده لصاحب البقالة في المنطقة مقابل حصولها علي الزيت والأرز طوال الشهر محاولة ألا يتعدي ثمنهم مبلغ المعاش المحدد، وأنهت حديثها معنا قائلة » الزيت والرز دلوقتي أهم حتي من الماية اللي بنشربها والحمد لله ان المعاش موجود علي الأقل سادد عننا هم كبير وبقينا نستناه كل شهر بفارغ الصبر». ستر للأولاد أما رضا علي محمود، 27 سنة، متزوجة ولديها ثلاثة أبناء أحدهم في المرحلة الإعدادية والثانية في المرحلة الإبتدائية والصغري تبلغ من العمر 4 سنوات، فتؤكد أن قلة الحيلة والحظ المتعثر كانا مصاحبين لها طوال سنوات زواجها فزوجها رزقي لا يستطيع الحفاظ علي عمل واحد طوال الشهر، كما أن أبناءها في حاجة لدروس تقوية إلا أنها لا تستطيع توفير كل المتطلبات لهم كما أنها قضت سنوات لا تستطيع شراء ملابس جديدة لهم في بداية كل عام دراسي، وأضافت قائلة » الحياة بقت غالية والواحد في عرض جنيه يستره وانا حالياً بقبض 440 جنيها والحمد لله مكانوش في الحسبة ولا كنت أعرف أني كنت هقبضهم أصلاً، كل شهر بحاول أول ما اقبضهم آخد ولادي واجيبلهم حاجة جديدة عشان ميحسوش أنهم أقل من حد، وفيه شهور تانية بوفر الفلوس عشان العيد ورمضان ومصاريف الاكل والشرب طوال الشهر. تحديث شهري ومن جانبه أكد مدير التضامن الإجتماعي بمنشية ناصر، د.ايمن فرج، انه يتم التأكد شهريا من استحقاق كافة المواطنين لمعاش كرامة وتكافل عن طريق التأكد من صحة البيانات بشكل دوري حتي يتم رصد أي مستجد من شأنه ان يوقف عمليه الحصول علي المعاش.