رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السوس نخر في كل جوانب نظام مبارك
التوريث والتزوير والفساد وطول فترة الحكم وسوء اختيار المسئولين.. أهم أسباب السقوط
نشر في الأخبار يوم 26 - 03 - 2011

توفيق عبده اسماعيل واحد من الضباط الأحرار شارك في ثورة يوليو ودفع ثمن مطالبته بالديمقراطية، واحد من دفعة حسني مبارك بالكلية الحربية، كان صديقه حتي تولي مبارك الحكم وانعزل عن الجميع.. تولي وزارتي السياحة وشئون مجلسي الشعب والشوري في عصر مبارك، ودخل السجن 7 سنوات في قضية نواب القروض الشهيرة.
توفيق فتح خزانة ذاكرته وتحدث ل»الأخبار« بكل صراحة.. أكد أن الجيش قام بثورة يوليو وسانده الشعب بينما الشعب قام بثورة يناير وسانده الجيش، قال إن الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت كريهة وأديرت كلعبة دومينو ووصلت بمصر إلي قمة العفن ولهذا سقط النظام بعدها، قال إن ثورة يناير ناعمة ولكنها تحتاج لتوحيد الأهداف والقيادة، وأن بطء نظام مبارك في التعامل مع الأحداث ساهم في نجاح الثورة فالسوس كان قد نخر في كل جوانب النظام وكان يحتاج دقة صغيرة ليقع.. وقال إن هناك 6 أسباب كانت وراء هشاشة نظام مبارك وسقوطه سريعاً هي: التوريث وسوء اختيار المسئولين وطول فترة الحكم والفهم الخاطئ للشعب المصري والتزوير والاهتمام بالمظاهر الكاذبة بدون عمل حقيقي.
في البداية سألته.. متي تولي توفيق عبده اسماعيل الوزارة ومتي دخل البرلمان؟
أجاب.. دخلت الوزارة أول سبتمبر 2891 عند تعييني وزيراً للسياحة والطيران المدني حتي 71 يوليو 4891 حيث تم تعييني وزيراً لشئون مجلسي الشعب والشوري وغادرت الوزارة في 5 سبتمبر 5891، أما البرلمان فبدأ انتخابي به عام 6891 بدائرة دكرنس بالمنصورة ودخلت الانتخابات 7 مرات نجحت فيها جميعاً حتي تركت البرلمان عام 0991، ومنذ دخولي تم انتخابي وكيلاً للجنة الاقتصادية حتي عام 7891 حيث انتخبت رئيساً للجنة الخطة والموازنة.
دبابات يوليو
كنت أحد الضباط الأحرار.. فما دورك في ثورة يوليو 2591؟
يقول توفيق عبده اسماعيل: في ثورة يوليو كنت أحد الضباط الأحرار، وكانت مسئوليتي تحريك الدبابات وذلك تحت قيادة حسين الشافعي ومساعديه خالد محيي الدين وثروت عكاشة، فقمت بتجهيز الدبابات وتوليت توزيعها علي العمليات المختلفة.
خلاف الديمقراطية
وما دورك بعد نجاح الثورة؟
بعد نجاح الثورة صدر قرار باستمرار الضباط الأحرار في الاجتماع وكان يحضر الاجتماعات أعضاء مجلس قيادة الثورة، وتناقشنا فيما يجري بمصر من نهاية يوليو حتي ديسمبر 2591، ووقتها ظهرت الخلافات بين الضباط الأحرار، فالبعض كان يطلب الديمقراطية والبعض يرفض، وفي يناير 3591 بدأ سجن عدد كبير من ضباط المدفعية، ولأنني كنت مع الديمقراطية فقد تم نقلي إلي خارج سلاح الفرسان كتهذيب وتأديب، وبعد 4 أشهر تم تعييني مدرساً في الكلية الحربية من يونيو 3591 حتي يونيو 4591 حيث صدر قرار بإنهاء خدمتي في القوات المسلحة بلا معاش لأنني اتهمت بالمشاركة في أحداث سلاح الفرسان والتي قيل أن محمد نجيب وخالد محيي الدين كانا وراءها رغم أنها لم تكن لها صلة بهما، ولكنها بدأت في نفس توقيت استقالة محمد نجيب وكنا نطالب بتفعيل الدستور الذي أعدته لجنة علي ماهر وبعودة الجيش للثكنات.
وماذا فعلت بعد طردك من الجيش؟
ابتعدت عن السياسة وعملت بمكافأة لعدة أشهر في مصلحة السياحة والتحقت بجامعتي القاهرة والأمريكية كمنتسب للدراسة، ثم التحقت بوظيفة جيدة في شركة كمسئول عن تموين الطيران الحربي والمدني حتي عام 1791، ثم عانيت من مرض كان قد هاجمني عام 4691 وعولجت منه بانجلترا، وعندما سافرت لانجلترا أخبروني بحاجتي لإجراء جراحة في نيويورك، فعدت لمصر وقابلت الرئيس أنور السادات في استراحة القناطر الخيرية لعلاجي علي نفقة الدولة، فوافق بشرط نقلي للعمل برئاسة الجمهورية ووافقت وانتقلت للرئاسة وسافرت للعلاج شهرين، وعندما عدت وجدت مكتبا خاصا وسيارة ولكن بدون عمل، وكتبت مذكرات للسادات أخبره فيها أنني لا أعمل فطلب مني أن أنتظر ثم عينني بوزارة الخارجية وكان الوزير د. حسن الزيات الذي طلب مني العمل وكيل وزارة إداري للإشراف علي إنهاء مبني الوزارة وبعدها يتم تعييني سفيراً بالخارج، ولكنني رفضت.. وفي عام 4791 تم إنشاء المجالس القومية المتخصصة فعملت بها أمين عام المجلس للاقتصاد والشئون المالية حتي عام 0891.
ومتي انتقلت للعمل الخاص؟
في عام 0891 وجدت فرصة لعمل مشروع خاص في القرية مع والدي واستقلت من الرئاسة، وتم منحي وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، وأخبرني النائب حسني مبارك أنها المرة الأولي التي يتم فيها منح وسام لمن يستقيل من الرئاسة وذلك لرغبة الرئيس السادات في تكريمي، وعملت مشروع الألبان واللحوم، وفي عام 1891 أخبرني المهندس توفيق كرارة محافظ الدقهلية برغبة الأهالي في إنشاء بنك وطني للتنمية بالدقهلية برأسمال 01 ملايين جنيه، وتم إنشاء الشركة المالكة والمساهمين واختاروني مديراً للبنك، وفي 13 أغسطس 2891 تم ترشيحي للوزارة فتركت العمل الخاص لأنه لا يصح الجمع بين الوزارة وأي عمل خاص.
لعبة دومينو
أين كنت عندما قامت ثورة 52 يناير.. وهل كنت تتوقعها.. وهل شاركت فيها؟
عندما قامت الثورة كنت مريضاً لا أستطيع الحركة وكنت يومها في القاهرة، ومنذ يوم 52 يناير كانت زوجتي وحفيداتي وأحفادي ينزلون يومياً إلي ميدان التحرير، وشعرت بالحزن لعدم قدرتي علي مشاركتهم، لقد كانوا ينزلون الميدان في التاسعة صباحاً ويستمرون حتي الليل ويحملون معهم المأكولات والمشروبات لهم ولزملائهم في الميدان.
سقوط النظام
هل كنت تتوقع سقوط نظام مبارك بهذه السرعة؟
مبارك ونظامه تعاملوا مع المظاهرات والثورة ببطء شديد وكل قراراته كانت متأخرة 4 أيام علي الأقل وهو ما ساهم في ارتفاع سقف المطالب والإصرار علي إسقاط النظام، لقد كان أسلوب مبارك في التعامل أحد الأسباب الرئيسية لنجاح الثورة.
ولا أخفي أنني لم أكن أتوقع أن يسقط النظام بهذه السرعة.. وهناك قول مأثور لزوجتي يبرر ما حدث وهو »أن السوس نخر في كل جوانب النظام وكان محتاج دقة صغيرة حتي يقع«.
ولماذا كان النظام هشاً بهذه الصورة؟
يرد توفيق عبده اسماعيل: هناك 6 أسباب لذلك أولها طول مدة مبارك في الحكم، فأي نظام تطول فيه مدة الرئاسة ينتهي هكذا.. وثانيا: عندما استكان الشعب فهم الممسكون بزمام الأمور أن من حقهم فعل ما يريدون والشعب لن يسألهم، وهذا فهم خاطئ لطبيعة الشعب المصري، ومن تواجدوا في الميدان شاهدوا أن عامة الناس تحركوا عندما وجدوا من يعبر عنهم.. وثالثاً: أن الاختيار لجميع المسئولين شابه قصور شديد بدون أي رقابة أو محاسبة، فلم نعرف لماذا يدخل الوزراء ولماذا يخرجون ولم نسمع عن محاسبة أي وزير طوال 03 سنة عندما غادروا الوزارة.
ويضيف أن أي جهاز سياسي يدير مصر في المرحلة القادمة يحتاج لنظام محاسبة دقيق لكل القيادات التي يختارها.. أما رابع الأسباب فكان ملف التوريث. وخامسها تزوير الانتخابات، وسادسها الاهتمام بالمظاهر الكاذبة بدون أي عمل حقيقي من أجل الناس.
دفعة مبارك
متي بدأت علاقتك بالرئيس السابق مبارك وكيف استمرت؟
عرفت مبارك منذ سبتمبر 7491 فقد دخلنا الكلية الحربية معاً وتخرجنا في فبراير 9491، واستمرت العلاقة بيننا حتي أصبح رئيساً للجمهورية، لقد كنا نتحدث في كل الأوقات، ونتزاور ونلتقي كل شهرين مع أفراد الدفعة ومنهم المشير أبو غزالة وجمال الليثي وعبد رب النبي حافظ.
ويضيف توفيق عبده اسماعيل: عندما أصبح مبارك رئيساً توقف عن زيارة أي أحد.. هناك مجموعة قبضت عليه ووضعته في قفص حديدي بدعوي المحافظة عليه، لقد كنا نلتقي ونحن طلاب ثم ضباط وأثناء قيادته للقوات الجوية ثم نائباً للرئيس.
وماذا تغير في مبارك بعد الرئاسة؟
قبل الرئاسة كانت المعلومات متوافرة لديه، أما بعد الرئاسة فلم تصله المعلومات كاملة عما يحدث في مصر.
ولماذا اختارك للوزارة؟
القصة الحقيقية لاختياري للوزارة كانت بحثه عن اناس يصلحون للعمل الإداري.. ود. عاطف صدقي هو من رشحني للعمل في أي وزارة.. وعندما احتاج مبارك لحدّ في وزارة السياحة رشحني، وكلمني تليفونياً ليخبرني أنه قرر تعييني وزيراً للسياحة والطيران المدني.. ولا أخفي أنني فوجئت بهذا القرار.. لأنني في كل اجتماعات القيادات والحزب الوطني كنت أعلن آراء معارضة، لقد كنت وقتها ضد استمرار الدعم، وفي أبريل 2891 طلبت من مبارك أن يؤدي خدمة لمصر بإلغاء الأبدية في ولاية مصر، لقد طلبت منه أمام الجميع ذلك.. وقد نشرت جريدة »الأخبار« ذلك.. ورد بأنه لا يريد الاستمرار إلا لفترة واحدة فقط.
وقلت له عندما مات عبدالناصر تصور البعض أن مصر ماتت ولكن هذا لم يحدث فقد عاشت مصر وانتصرت، وعندما جاء أنور السادات كان يريد فترة واحدة ولكن المنافقين أقنعوه عام 9791 بأن يستمر رئيساً مدي الحياة ولكن القدر لم يمهله ولم يكمل الفترة الثانية.. لقد كنت صريحاً جدا في نقدي ولهذا كان اختياري للوزارة مفاجأة.
فلماذا تركت الوزارة بعد ذلك؟
تركت الوزارة عندما حدث تغيير وزاري.. لقد عملت في وزارتي فؤاد محيي الدين وكمال حسن علي.. وعندما جاء علي لطفي رئيساً للوزراء أراد تغيير طاقم الدفاع عن الوزارة في مجلس الشعب فخرجت ودخل بدلاً مني محمد رضوان والسيد علي السيد.. ولكن لم يكن هناك خلاف أو صراع مع أحد.
دخلت السجن 7 سنوات في عهد مبارك في قضية نواب القروض الشهيرة وخرجت عندما تم الإقرار بأن كل القروض والفوائد تم سدادها.. فكيف تتذكر ما حدث؟
يجيب توفيق عبده اسماعيل: الرقابة الإدارية لعبت دوراً غريباً جداً في هذه القضية، وأبلغوا مبارك كتابة ولديّ هذا الخطاب بأن توفيق عبده يحصل علي رشاوي من عملاء بنك الدقهلية الذي كنت أرأسه في بداية التسعينيات، وقد أثبتت التحقيقات بطلان اتهام الرشوة، ومبارك أبلغ د. عاطف صدقي رئيس الوزراء وقتها بأنه سيترك التحقيق في القضية للنيابة العامة لأن الجميع يثق بها، وبعد سنتين من التحقيقات علمنا من داخل النيابة العامة أن القضية ستحفظ، ثم فوجئنا بتقرير من الرقابة الإدارية إلي رئيس الوزراء وقتها د. كمال الجنزوري يدعي أننا قدمنا رشوة عن طريق محامية معروفة إلي المستشار رجاء العربي النائب العام وقتها حتي يحفظ القضية، وذلك برغم أن قرار الحفظ كان يستند إلي سداد جزء كبير من القروض وتقديم ضمانات تغطي باقي القروض وهو ما ثبت بالفعل بعد أكثر من 01 سنوات في المحاكم.
لقد ثبت من التحقيقات أنه لا يوجد رشاوي أو استغلال للسلطة أو إضرار بالبنك، فبنك الدقهلية خلال 3 سنوات كانت محل التحقيق حقق أرباحاً 001 مليون جنيه بعد أن كان خاسراً.
سرور والجنزوري
ويضيف توفيق: فوجئت بعدها بالدكتور الجنزوري يسأل د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب: هل دفع المتهمون القروض أم لا.. خاصة أن تقرير الرقابة الإدارية اتهمنا بأننا جمعنا الملايين ونستعد للهرب خارج مصر بعد رشوة النائب العام، وبعدها طلب الجنزوري من وزير العدل وقتها فاروق سيف النصر إحالة القضية للمحاكمة، وتم إحالتنا للمحاكمة بتهمة الإضرار العمدي بالمال العام، وفي أول جلسة حضر عضو النيابة المحقق ليطلب إضافة تهمة الاستيلاء علي المال العام، واستمرت المفاجآت فقد أحيلت القضية لدائرة غير مختصة برئاسة المستشار سمير أبو المعاطي رغم أن والد زوجته كان شاهد إثبات في القضية واستمرت المحاكمة 71 شهراً تعرضنا خلالها لحملة إعلامية ضخمة، ثم تنحي أبو المعاطي وأحلنا لدائرة ثانية وتم ندب مستشار تحقيق لإضافة تهمة التربح وكان شقيقه متهما في قضية أخري وققر جبسنا جميعاً احتياطياً، إلا قلة منهم ابن خالته فؤاد هجرس الذي طلب منه تجهيز كفالة 002 ألف جنيه لإخلاء سبيله.
ثم أحالنا لدائرة المستشار حسيب البطراوي وتوفي أثناء المحاكمة فأحالنا لدائرة رابعة برئاسة المستشار نصر الدين صادق فأصدر أحكاماً تراوحت بين السجن سنة مع الإيقاف إلي السجن 01 سنوات بمجموع أحكام ضد المتهمين 112 سنة سجن، ثم طعنا علي الحكم بالنقض وفي أول جلسة ألغت النقض الحكم لتعاد المحاكمة من جديد.
وأحلنا لدائرة برئاسة المستشار محمود عبداللطيف وبعد 04 جلسة وتشكيل لجان بكل البنوك وسماع شهادة رؤسائها ثبت أن كل المتهمين سددوا كل القروض التي تجاوز مليار جنيه بالفوائد كاملة وأن كل البنوك حققت أرباحاً.. وقررت المحكمة إخلاء سبيلنا، وبعدها فوجئنا برئيس محكمة استئناف القاهرة بتعليمات من وزير العدل يمنع الدائرة من الحكم في القضية، وتمت إحالة القضية لدائرة المستشار أحمد عزت العشماوي، الذي قرر حبس من حضر احتياطياً ورفض سماع الدفاع أو الاعتراف بالشهادات الرسمية للبنوك بسداد القروض، وأصدر ضدنا أحكاماً من السجن 3 سنوات إلي 51 سنة بمجموع 544 سنة، وهرب 6 من رجال الأعمال بعد أن شعروا بوجهة نظر المحكمة ووزير العدل.. وطعنا بالنقض علي الحكم، وقررت محكمة النقض إلغاء إلزامنا بسداد أية مبالغ مع تأييد الحبس.
وكيف انتهت القضية بعد ذلك؟
بعدها تم تعديل قانون البنوك بإعفاء من يتصالح مع البنوك من العقوبة.. حيث طلب البنك المركزي تعديل القانون، ولكن فاروق سيف النصر اعترض علي أن يشمل الاعفاء من صدر ضدهم حكم بات من النقض حتي لا تخرج من السجن وتمت الاستجابة له، وبعدها عاد الهاربون وحصلوا علي حكم بالبراءة وهاجمت المحكمة الرقابة الإدارية وتقاريرها، وبذلك استفاد من التعديلات من هرب ولم يستفد من التزم ودخل السجن، ولذلك تم تعديل القانون مرة أخري عندما ترك فاروق سيف النصر وزارة العدل، ولأن كل القروض كان قد تم سدادها مع الفوائد، فقد خرجت من السجن في 5 مايو 7002 بعد 38 شهراً وراء القبضان.
بعد الموافقة علي التعديلات الدستورية.. ماذا تحتاج مصر الآن؟
بعد نجاح الثورة وموافقة الشعب علي التعديلات تحتاج مصر الآن إلي القدوة في كل مكان، وفي كل عمل إداري خاص أو عام، كما تحتاج إلي الحزم في المحاسبة، فلا يوجد عندنا أي محاسبة لأحد ولا أعرف مم نخاف.
الانتخابات والإخوان
كيف تري انتخابات مجلس الشعب القادمة؟
الأمل كبير أن الانتخابات القادمة التي ستجري في سبتمبر ستفرز نواباً علي مستوي من الوعي السياسي والوطني يصلحون لكي نرفع مصر إلي مستوي القرن 12.
البعض يتخوف من سيطرة الإخوان المسلمين علي البرلمان القادم؟
لاأعتقد أن جماعة الإخوان ستحصل علي أكثر من 52٪ من أعضاء مجلس الشعب.
جبل الفساد
ما رأيك فيما ينشر من فساد عصر مبارك.. وهل وصلنا لمحاسبة كل الفاسدين؟
في الحقيقة ما نراه منشوراً عن الفساد هو قمة الجبل فقط وليس الفساد الحقيقي، فكل القضايا تتعلق بالأراضي، ولكن هناك مفاسد كثيرة أخري، وطبقاً لتعريف البنك الدولي فالفساد هو استغلال سلطة الوظيفة في تحقيق منفعة لمن لا يستحقها، فهناك مسئولون استغلوا سلطاتهم في تعيينات ومنافع ومصالح والفساد نخر في كل جوانب الحياة.
انهيار مبارك
لماذا انهار مبارك ونظامه في آخر سنوات حكمه.. وماذا حدث له؟
ما حدث كان بسبب نقص المعلومات التي تصل إليه وأن غالبية ما يصل إليه معلومات ملوثة غير كاملة، ولهذا كانت كل قراراته غير سليمة، والأمور منذ 02 عاماً كانت تزداد سوءاً، وأتذكر في أول 01 سنوات لحكمه كان واعياً يتابع ويسأل عن كل شيء ثم تغير كل ذلك مع طول فترة الحكم.
ويختتم توفيق عبده اسماعيل حديثه بأن المؤكد أن قضية التوريث الذي كان يريده جمال وتؤيده سوزان كانت سبباً رئيسياً في انهيار نظام مبارك وما شاهدناه من نهايته بدقة صغيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.