منذ رفعنا شعار عض قلبي ولا تعض رغيفي والحكومة نازلة عض في قلوبنا حتي كلت نواجذها وكله يهون مادامت الأمور بعيدة عن رغيف العيش، ولكن في تطور سريع فوجئ المواطنون من حاملي الكارت الذهبي بتخفيض حصتهم من الخبز إلي ثلاثة أرغفة بدلاً من خمسة وعندها خرج الناس عن شعورهم وتعالت صرخاتهم التي سجلتها وسائل الإعلام واسرعوا إلي المحافظين ومسئولي الوحدات المحلية الذين أنكروا علاقتهم بالموضوع وألقوا بكل المسئولية علي وزارة التموين. ولم تكذب وزارة التموين خبرا بعد أن »فرقعت» بالونة الاختبار التي أطلقتها فأسرعت تشجب وسائل الإعلام التي تثير الشائعات ولا تتحري الدقة في أخبارها وتكدر الأمن والسلم العام بكذبها ونفت تماما صدور أي قرار من جانبها بخفض حصة المواطن من الخبز. وطبعا نحن نصدق وزارة التموين ووزير التموين ونشجب معهم وسائل الإعلام المغرضة الكاذبة والمواطنين المأجورين الذين »طلعوا من هدومهم»، وخرجوا بأولادهم أمام منافذ الخبز وصورتهم المواقع ونشرت آلامهم الفيديوهات.. نصدقهم لأن رغيف الخبز هو آخر الخطوط الحمراء التي يمكن لأحد الاقتراب منها.. نصدقهم لأنه لا أحد من هؤلاء الغلابة يستطيع شراء الرغيف بجنيه.. ونسأل وزارة التموين ماذا بقي للغلابة إلا العيش الحاف بعد أن عز عليهم الفول وتطاول عليهم العدس واختفت ألوان الطعام عن موائدهم. كذبوا الإعلام.. إلعنوه وإشجبوه كما يحلو لكم ولكن إلا الغلابة.