في الوقت الذي مازالت فيه أكثر من 4500 قطعة أثرية غارقة تحت مياه الإسكندرية عاصمة الحضارة، قررت اللجنة الدائمة للآثار المصرية في جلستها الأخيرة برئاسة د. مصطفي أمين، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، الموافقة علي استكمال العمل في كشف واستخراج هذه القطع في محيط »قلعه قايتباي» والذي يتولاه المركز الوطني للبحث العلمي ومركز الدراسات.. ويوضح د. محمد مصطفي عبد المجيد مدير عام الآثار الغارقة بوزارة الآثار، أن أعمال تلك البعثة يتم تجديده بشكل سنوي منذ عام 1994، مشيرا إلي أن البعثة توصلت من خلال أعمال المساحة والرسم والتصوير الفوتوغرافي تحت الماء إلي إكتشاف بقايا »الفنار» القديم، وعدد من التماثيل الضخمة، والمسلات، والأعمدة، وكذلك مجموعة تماثيل »أبو الهول»، ويلفت إلي أن أعمال البعثه تتضمن الرفع المساحي من قلعه »قايتباي» لموقع الحفائر تحت الماء،بما في ذلك الميناء الشرقي بإستخدام جهاز الرفع المساحي، وجهاز »جي بي إس» GBS، مما يساعد علي المزيد من الاكتشافات الأثرية تحت الماء، وكذلك العمل علي إنهاء طبوغرافية المكان تحت إشراف التفتيش التابع لوزارة الآثار.. ويعود حلم إكتشاف آثار غارقة تحت الماء إلي أوائل القرن العشرين، منذ عام 1910، حينما كان مهندس الموانئ الفرنسي »جونديه» مُكلفًا بإجراء توسعات في ميناء الإسكندرية الغربي، حيث إكتشف مُنشآت تحت الماء تشبه أرصفة المواني غرب »جزيرة فاروس»، وفي عام 1933 لعبت الصدفة دوراً في اكتشاف أول موقع للآثار الغارقة في مصر، في »خليج أبي قير» شرقي الإسكندرية، وكان مُكتشفه طيار من السلاح البريطاني، وقد أبلغ الأمير »عمر طوسون»، الذي قام بتمويل مشروع البحث والإنتشال وأسفرت عن استخراج رأس من الرخام للإسكندر الأكبر محفوظة الآن بالمتحف »اليوناني الروماني» بالاسكندرية،وفي الستينيات استكمل تلك المهمة »كامل أبو السعادات»، أحد مُحترفي الغوص ومحبي الآثار، وكان من أحلامه انتشال تلك الآثار ونجح في وضع خريطتين للآثار الغارقة، الأولي للميناء الشرقي، وخليج »أبي قير».. وقد شارك أيضاً مع البحرية في انتشال بعض مكتشفاته من موقع الفنار.