كنت واحدا من المقتنعين بأن أقول نعم في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، هذا لا يعني انني ضد الثورة.. فقد كنت معها منذ اللحظة الأولي وقبلها ومازلت عند تمسكي بها ومبادئها. وكنت ومازلت أؤمن بأن الذين قالوا نعم او قالوا لا.. هم مصريون وطنيون مؤمنون جميعا بالتغيير الذي فرض نفسه علي كل بقعة في مصر.. وان مصر لايمكن ان تعود إلي ما قبل 52 يناير مهما كانت قوة اعداء الثورة الذين اصبحوا قلة لا حول لهم ولا قوة. ولكني كنت اتمني ان يكون الخلاف بين من قالوا نعم ومن قالو لا خلافا سياسيا او منهجيا.. أو خلافا علي الطريقة التي سنحقق بها النقلة الديمقراطية في مصر إلي سلطة مدنية بطريقة سلمية.. يعني قد نختلف علي الطريقة والاسلوب.. لكن الهدف واحد. ما أزعجني حقيقة ان الامر لم يعد كذلك.. وتحول الخلاف بين »النعميين« و»اللائيين« إلي خلاف تغلفه عمامات وعباءات وذقون.. وتحيط به روائح البخور والعطور.. وتحوم حوله كلمات مقدسة وصكوك غفران. وأكثر ما أزعجني هو ان جانبا وصف الآخر بأوصاف تقترب من الكفر.. ليس بالثورة وحسب.. ولكن بالله ايضا.. لم يكن هذا هو المقصود من الثورة.. ولا هو المقصود من وراء الاستفتاء الخلاف كان حول الطريق الذي نسلكه لتحقيق الانتقال الآمن السلمي للسلطة في مصر.. وليس الطريق الذي نسلكه من أجل تقسيم مصر إلي قسمين. أخاطب الجانبين.. كونوا عقلاء من أجل مصر.