لا توجد خطوط حمراء، يمكننا أن نقول أي شئ وكل شئ.. لا توجد قوائم ممنوعات، ولا محظورات.. الجماعات المحظورة نفسها خرجت فوق الأرض.. عبود الزمر خرج بعد 03 عاما في السجن، خرج الي شاشات التليفزيون، مشهد أفزع الكثيرين وتساءل البعض: (هل يريدون تحويله الي بطل قومي؟!) لكنهم لم يتساءلوا عن معني حبس انسان 03 عاما من عمره، 03 عاما في ظلمة السجن، ثم يستكثرون عليه قليلا من الضوء الزائف!! هل أدافع عن عبود الزمر؟ بالتأكيد لا.. وعلي الاطلاق، فأنا ضد (الجماعة الاسلامية)، وضد (الجهاد)، وضد (السلفيين) وضد (الاخوان المسلمين) وكل فصائل أو تيارات الاسلام السياسي والتي انشقت الأرض فخرجوا علينا جميعا دفعة واحدة وبصورة أفزعتنا، وربما أربكتنا.. لا أدافع عن عبود الزمر ولكن عن حق انسان أجبر علي الصمت 03 عاما، أن يتكلم.. عن حق انسان قيد ذراعاه وقدماه طوال 03 عاما ان يتحرك قليلا.. هذا حق فسيولوجي قبل أن يكون حقا انسانيا. حرية ان تقول كل شئ دون خطوط حمراء.. معناه حرية أن تسمع كل شئ ايضا دون خطوط حمراء... هذا الفضاء المفتوح رغم ما يثيره من رعب وقلق، الا انه يضعنا مباشرة أمام المسئولية والوعي. السكوت الطويل بالغ في صورة (العفريت).. والسكوت الطويل ايضا أحدث الكثير من الخلط واللبس،، فثمة فوارق كبيرة تصل الي حد التناقض بين (الاخوان المسلمين) وجماعة (الجهاد) وبين (السلفيين) و(الجماعة الاسلامية).. أمن الدولة نفسه استخدم جماعات منهم لضرب جماعات أخري، تماما كما فعل السادات حين أخرج (الاخوان المسلمين) لضرب (اليسار).. الحرية ليست عبارة للاستهلاك، ولكنها مسئولية وقدرة علي تحملها.