بين آلام يقاومها ونظرة تبدو ضبابية لمستقبله.. يعيش حمدي سعد ابن محافظة دمياط، الذي تلقي 400 طلقة خرز استقرت في قدميه يوم جمعة الغضب حزينا .. حمدي كان رافضا أن يعرض مشكلته، من منطلق أن " الشكوي لغير الله مذلة "، لكن أبناء محافظته أقنعوه بالحضور إلي جريدة " الأخبار"، لعل يكون في نشر قصته مخرجا لأزمته الصحية . بدأت قصة هذا الشاب عندما قرر إطلاق لحيته، حيث أصبح بعدها ضيفا دائما علي مباحث أمن الدولة وبصفة دورية، وخلال هذه الزيارات المتتالية حاول ضباط أمن الدولة تجنيده كمرشد علي كل من يصلي في المسجد، لكنه رفض فلفقوا له تهمة سرقة بالإكراه وتم حبسه 10 أيام إلي أن تمت تبرئته.. وسرعان ما اتهموه في قضية سرقة أخري بالإكراه قضي علي إثرها 6 أشهر حبس إلي أن تمت تبرئته أيضا. وخوفا علي أسرته من بطش جهاز أمن الدولة .. وقرر ترك البلاد . ولكن علي طريقة من لا يرحم ولا يترك رحمة ربنا تهبط علي عباده، عرقلوا له إجراءات السفر واحتجزوه لفترة ثم أطلقوه. شاءت الأقدار ان تكون ليلة "جمعة الغضب" بعد أيام من هذه الزيارة الأخيرة لجهاز أمن الدولة، وكان من الطبيعي أن يكون بين الشباب الغاضب في يومها ، وما أن شاهده ضباط وأمناء شرطة أمن الدولة أطلقوا علي إحدي ركبتيه " ظرف خرطوش" ، فسقط علي الأرض، و انهالوا عليه ضربا وركلا ، ثم أمروه بالهرب. وعندما ارتكز علي قدمه الأخري سارعوا بإطلاق " ظرف خرطوش " آخر علي ركبته الأخري، فانهار تماما علي الأرض غارقا في دمائه . ولأن الجلاد يحب أن يستمتع بمشهد التعذيب، اقتادوه إلي أقرب مستشفي، ليعطوه مسكنات تسكن آلامه، ليستمتعوا مرة أخري بإيقاظ الآلام فيه . وكان القدر رحيما بحمدي في المستشفي، حيث أصر الطبيب علي بقائه،. وقد أكد الأطباء بمستشفيات دمياط عدم قدرتهم علي إخراج ال 400 طلقة خرز التي أظهرتها كل الأشعة لأن عددها كبير جدا، بدرجة يخشي معها إتلاف الأعصاب أو تمزيق الأوردة . حمدي " سروجي " يعمل باليومية ، ويعول أسرته المكونة من زوجته و أمه وأخيه الأصغر. ويتساءل ما الذي يجب أن يفعله ليتم إخراج الطلقات من ركبتيه، والتي بات يمثل وجودها خطرا علي قدميه يتمثل في إصابته بالشلل. هل يجد هذا الشاب الدمياطي المكافح الإجابة عند د.أشرف حاتم وزير الصحة ؟