الذي لم يكن يصدق انها ثورة شعبية حقيقية.. أو الذي لم يعترف بها.. كان عليه أن يقوم بجولة في أي لجنة من لجان الاستفتاء علي الدستور.. كان سيري مصر أخري لم يشاهدها منذ ستين عاما. كان سيؤمن انها ثورة فعلا وليست هوجة شباب. لأن المسألة ليست فقط رحيل رئيس.. وسقوط نظام وإنما الأهم كان هو تغيير الشعب وتغيير سلوكياته.. وتغيير نظرته إلي بلده وإلي نفسه أيضا. لم أكن أصدق أن الشعب المصري يقف في طوابير طويلة كهذه إلا من أجل الخبز.. لكنه وقف في طوابير بالغة الطول من أجل الحرية والكرامة.. وصناعة مستقبل جديد. لم يكن الهدف هو أن يقول نعم.. أو يقول لا. كان الهدف هو أن يقول رأيه.. وأن يصنع بنفسه ملامح المستقبل لبلاده. لذلك يجب أن نشكر ثورة 52 يناير علي ما فعلته.. ليس من أجل رحيل الرئيس أو سقوط النظام أو محاسبة المفسدين.. ولكن لأنها اكتشفت لنا شعباً جديداً.. ومصراً جديدة.. ومهما كانت نتيجة الاستفتاء -وهي أقرب للموافقة علي التعديلات-فإن المهمة الأكبر للشعب في المرحلة المقبلة هي حماية الثورة.. وتبديد المخاوف من انتهائها أو اجهاضها.. والشعب قادر علي تحقيق هذا الهدف.. فالملايين التي خرجت لتقول كلمتها في استفتاء سري.. قادرة علي ان تخرج لتقول كلمتها في استفتاء علني لو حدث وتم الالتفاف علي الثورة وأهدافها. اذا كانت مصر قد أصبحت جديدة.. وشعبها أصبح جديدا.. فلا خوف مطلقا من أن يعيدها أحد الي الوراء.. صمام أمان هذا البلد ليس حاكما أو نظاما أو حتي العسكر.. انما صمام الأمن الحقيقي هو الشعب.. شعب مصر الجديد. قولوا معي مرة أخري شكرا لتلك الثورة.. التي صنعت هذا الشعب.