في رحلة الحياة تعرفت وتشرفت برجال يفخر بهم هذا الوطن منهم العزيز الغالي الدكتور كمال الجنزوري أحد أشرف الذين تصدروا للعمل العام في مصر وأيضا الرجل الذي دخل أغني وزارة في مصر فخرج منها أفقر مما دخلها وهو المهندس حسب الله الكفراوي.. كان الوفاء هو سمة جمعت الرجلين أقول قوله هذا الآن بعض أصدقاء الولد الشقي السعدني الكبير رحمه الله هم في حاجة إلي عملية جراحية لكي يتحولوا إلي رجال.. أما الرجال من صنف الكفراوي والجنزوري فقد حرصوا علي السؤال والزيارة حتي انتقل السعدني إلي رحاب الله ومن حسن حظي انني اقتربت كثيرا منهم وكان المهندس الكفراوي في آخر زيارة للولد الشقي منذ ما يقرب من العام اقترب منه وهو يدعو الله أن يمد في عمرهما معا لمدة ثلاثة أيام فقط بعد سقوط أو رحيل حسني مبارك.. وهنا قلت للمهندس الكفراوي لماذا لا تدعو الله أن يطيل المدة قليلا.. فأجاب الرجل.. أبدا 3 أيام تكفي.. سوف نسمع فيها ونري العجب العجاب وأقسم الكفراوي ان ما حدث في مصر في عهد هذا الرجل لم يحدث لها من قبل ولن يحدث لها من بعد.. وقد تحققت نصف أمنية الكفراوي فقد ذهب السعدني إلي رحاب ربه قبيل الثورة وقد ظهر الكفراوي علي الساحة بحساب.. ثم قرر الاختفاء من أجل أن يري ويسمع ويقرأ وهو الآن يستعد لكتابة الجزء الثاني من مذكراته الشخصية التي سوف تكشف بالتأكيد عن مرحلة بالغة الخطورة من العمل الوطني عامرة بالأحداث والذكريات بعضها ظل مستعصيا علي الفهم ولكن بعد هذه الأيام المقترجة تبددت أمام المهندس الكفراوي جميع علامات الاستفهام. وأصبح قادرا علي حل الألغاز جميعا ولكن مالفت انتباهي هو هذا الصمت الرهيب للدكتور الجنزوري الذي يحمل في جعبته الكثير من الأسرار وقد ظهر علينا عبر شاشات التليفزيون مرة واحدة فقط في برنامج دريم اتصلت بسيادته بعدها مباشرة وحاولت أن اسأل عن السر وراء كتمان هذه الأسرار فوجدتها وحدي دون عناء.. انها اخلاق الفرسان.. والعفو عند المقدرة.. وقد سألته عن سر هذا الانتصار العظيم لشباب الثورة فقال إنها الإرادة والحماس لدي هؤلاء الشباب وبعد ذلك لا يجب أن نغفل أبدا دور الجيش الذي انحاز إلي الثورة!.. والحق أقول إن كلام الدكتور الجنزوري حول دور الجيش لم تسفر عنه الأيام بعد ولكن ما استطيع أن أؤكده أن المشير حسين طنطاوي سطر واحدة من أنصع صفحات العسكرية المصرية عندما انحاز إلي الناس في مصر واختار صف الثوار ووقف إلي جانب هذه الورود التي تفتحت في جناين مصر.