قد تكون هذه هي المرة الأولي في التاريخ التي تؤدي فيها نتيجة استفتاء الي نفس النتيجة، وهي أننا وضعنا أول لبنة في بناء ديموقراطي حقيقي، يستند فيه القرار الي صندوق الانتخاب الحقيقي وغير المزور. ولأول مرة أجد من يقول »لا« لديه رحابة تقبل من قال نعم لهذه التعديلات، ولأول مرة أجد في بيتي حراكا سياسيا تحدثت عنه كثيرا، ولم أجد أبدا صداه لا في الشارع، ولا في البيت ولا في الغيط! أولادي، ايضا لأول مرة، سألوني: ماذا ستقول ولمن ستعطي صوتك، وفوجئت بأن منهم من يعرف الأسباب، ويدافع عن وجهة نظره. عرفت أن الثورة أتت بأهم نتائجها عندما ذهبت أنا وزملائي في »الأخبار« لنقف في طابور طويل، لنعطي صوتنا في شيء رأينا أنه مهم لمستقبل البلد، الذي أصبح بلدنا، ولم أعد اسمع الجمل السلبية مثل، و»احنا مالنا« أو »البلد بلدهم«. سعدت وأنا أري القبطية تفسح طريقا لمنتقبة أكبر منها سنا لكي تدلي بصوتها، وسعدت أكثر وأنا استمع لنقاش بين اثنين، هذا مع التعديلات، والآخر ضدها، وكلاهما لا يضيق بالآخر، أو يخونه. قبل أن انهي المقال اكتشفت انني كررت »أول مرة« كثيرا.. ولكنها الحقيقة ويارب عقبال المرات القادمة.