رغم أن التوقيت مختلف.. والكيفية متباينة.. والنتائج متضادة، فإن التشابه قائم ومقبول.. فتسونامي اليابان كان صباح الجمعة 11 مارس الحالي إثر زلزال مدمر.. وتسونامي مصر جاء السبت »أمس الاول« بعد حراك معمر.. هناك كانت أمواج البحر عاتية ومهلكة، والدخان النووي مازال مرعباً.. وهنا كانت أمواج البشر هادرة متتالية في طوفان انساني - لا مائيا - لم تشهده مصر من قبل.. وعلي شواطئ المحيط البعيدة مات وشرد عشرات الالوف من البشر، وقبلهم خسر اليابانيون مئات المليارات من الدولارات.. أما علي شواطئ النيل والمتوسط فكانت المكاسب جمة، والانجازات ضخمة لا تعادلها مئات التريليونات من أغلي العملات.. باختصار.. هناك في اليابان ثارت الطبيعة ضد البشر.. وهنا في »المحروسة« ثار البشر ضد الطبيعة »وأعني طبيعتهم طوال أكثر من عقود أربعة«.. نعم أربعة وليست ثلاثة كما كنا نحسب أو نظن. فبعد وحدة المصريين عام 37 التي حققت الانتصار.. لم نشاهد الا وحدتهم خلال هوجة »الأحرار« في ثورة يناير البهية الفتية، التي أثمرت خروج الملايين للاستفتاء.. أطفالا ونساء.. شبابا وشيوخا.. خرجوا في أمواج بشرية هادرة، لا يعوقها عائق، ولا تحدها موانع او سواتر.. خرجوا وهم فرحون، مستبشرون، ضاحكون.. تراص الجميع في الجوار، فأقاموا سداً منيعاً لا ينهار.. صنعوا عرساً للحرية.. بل مأتما لدعاة الانهيار والانكسار.. إنه شعب مصر البطل المغوار.. الذي شارك في الفرح.. فرح الاستفتاء، وعرس البناء. شعب خرج في أمواج بشرية كاسحة »تسونامي النيل«، واصطف في طوابير طويلة تحت شمس سطعت عليهم بنورها وحرها.. قدم فيها الصغار الكبار.. افسح الرجال للنساء.. حملوا جميعاً علي اكتافهم أطفالاً صغاراً.. فهذا شأن الأعراس في مصر..حق الأطفال فيها يأتي قبل الكبار. ولأول مرة.. أشارك في انتخاب واستفتاء.. ذهبت للعرس مع 54 مليون مدعو.. أقول رأيي.. وأهنئ بالديموقراطية.. وأبارك علي الحرية.. واشيد بالإرادة القوية.. كان هذا هو تسونامي مصر البشري الذي عاش الفرح وشارك في العرس.. عرس مصر التي حق لها أن ترقص اليوم علي أنغام دقات قلوب ابنائها..عرس مصر الذي عشناه وقلوبنا موجوعة علي ضحايا وخسائر تسونامي اليابان. وبعد العرس.. لا يمكن أن نقبل »خناقة« أو مشاجرة بين أهل العريس، وأهل العروس.. يجب ان تمر »الصباحية« في فرح وسرور، وزغاريد وابتسامات.. تسبق تناول الحلوي والشربات.. فمن قال نعم للتعديلات هم أهل العريس، ومن قال لا هم أهل العروس.. وكلاهما ساهم في تكوين اسرة جديدة.. اسرة الحرية والإخاء.. قلت رأيك.. وقلت أنا رأيي.. إذا فلنبق أحباء متوحدين في الدفاع عن الفرح وصاحب الفرح وهو الشعب.. لقد دخل صاحب »لا« وقائل »نعم« إلي اللجان معاً.. وخرجا بعد الصندوق متحابين، ويتحدثان حتي مضي كل الي بيته في انتظار البشارة.. بشارة النتيجة لكي تمضي مصر في طريق آمن بعد نعم، أو في طريق مطمئن بعد لا. فيا كل الدنيا أطلي واسمعي، وحدة هدفي وقوة مطمعي، وقتلي لمفزعي.. فنحن المصريين صنعنا التاريخ قبل التاريخ، والفراعنة شهود.. من يرد ان يتعلم الثورات فليأتنا ومن يرد أن يتحرر فليمض علي دربنا، كلنا رغم الاختلاف واحد.. وكلنا رغم الخلاف للحق واجد.. سنضع معاً دستورنا ونختار معاً رئيسنا.. وننتقي بحرية نوابنا.. بعد شهرين، او ستة، أو حتي عام.. المهم عدالة نهاية المشوار..