كيف يتحول القاتل الي بطل.. الغريبة انه ليس قاتلا عاديا في جريمة سرقة أو ثأر.. ولكنه قاتل أمضي عقوبة السجن المؤبد في العمل الارهابي لقتل الرئيس الراحل أنور السادات.. عبود الزمر أحد رموز الجماعات الاسلامية التي تبنت الفكر المتطرف وأقرت العنف والقتل الذي روع مصر سنوات طويلة وراح ضحيته العشرات من ابناء الشعب المصري. ومن حق الزمر وزمرته الافراج عنهم بعد فترة العقوبة. ولكن ان تحوله وسائل الاعلام الي بطل وكأنه سجن ظلما وعدوانا. وتستقبله استقبال الفاتحين فهذه الكارثة التي نعيش بعض مظاهرها نتيجة اختلال أو أنفلات أو أنقلاب الموازين في هذه الأيام. ولكن لا يمكن أبدا أن نصل الي هذا المستوي من تبييض وجه الارهاب وغسل أدمغة الناس في حالة فقدان الأتزان. ولا يمكن أبدا أن يصل تخبط الاعلام الي جعل عصابة اجرام وارهاب ابطالا قوميين وزعماء سياسيين. ما هذا الهوس الأعمي، وما هذا الجهل وعمي الرؤية الاعلامية في خلط الأوراق. ممكن أن ندين عدم الأفراج عنه في لحظة انتهاء مدة العقوبة مثل أي متهم. ولكن أن تفسح له الصفحات وبرامج الفضائيات للحديث عن فكره وأمجاده في التخطيط للعمليات الارهابية. فهو جهل لن نفيق منه الا علي كارثة عندما يعود اصحاب هذا الفكر لحمل السلاح مرة أخري أمام أي رأي يخالفهم.. حتي لو كان هؤلاء زعماء أحزاب!. عبود الزمر.. أعلن انه سوف يؤسس حزبا، وسوف يدعم بالاتفاق مع الإخوان المسلمين وباقي فصائل الجماعات الاسلامية أحد مرشحي الرئاسة، اذا لم تتقدم هذه الجماعات بمرشح لها. ولم ينس أن يؤكد في نفس اللحظة أنه لا يزال يؤمن بأفكاره، التي دفعته الي المشاركة في قتل السادات. وهي استخدام العنف وقتل الحاكم اذا خرج عن الصواب، وبالطبع الصواب الذي يراه هو وزمرته. ولكن كل ما تعلمه الزمر من 03 سنة مضت أن القتل للحاكم سيكون بناء علي اتفاق رأي لجنة شرعية سوف يشكلونها.. يا سلام.. أفيقوا يا أهل البلد قبل فوات الآوان!