بعض الشباب رافعىن أصابعهم التى تلونت بلون الحبر الفسفورى »صورة.. صورة.. صورة كلنا كده عاوزين صورة.. صورة ويا الحبر الفسفوري بعد الاستفتاء الدستوري«.. هكذا غني الشباب والفتيات أمس أغنية العندليب عبدالحليم حافظ بعد أن أدخلوا عليها مفردات الديمقراطية الجديدة.. غنوا بعد أن أدلوا لأول مرة برأيهم دون أن يفرضه عليهم أحد.. غنوا بعد سنوات عجاف طويلة من الحرمان السياسي منعوا فيها من ممارسة حقوقهم، وزورت أصواتهم.. وطمست إرادتهم.. أمس خرج الآلاف من الشباب رافعين أصابعهم التي تلونت بلون الحبر الفسفوري.. سعداء بما التصقت به أيديهم حريصين علي أن تلتقط لهم الصور في أول اختبار ديمقراطي حقيقي.. ودليلهم علي ذلك هو الحبر الفسفوري.. الأصدقاء تحولوا إلي مفتشين راقبوا أيادي بعضهم البعض من لم يجدوا علي يديه أثراً لذلك الحبر عاتبوه وشجعوه علي الذهاب للمشاركة مهما اختلف معهم في الرأي حول التعديلات الدستورية.. موافق أو غير موافق.. المهم المشاركة في هذا العرس الوطني. »الأخبار« التقت بمجموعة من الشباب.. البعض منهم حمل معه داخل اللجان كاميرات فيديو ليسجلوا لقطات مصورة لهم وهم يدلون بأصواتهم داخل اللجان ويحملون أطفالهم الصغار. وداخل إحدي اللجان بمدرسة النصر بمحافظة 6 أكتوبر وقفت أحلام عبده 12 سنة طالبة تلتقط الصور لوالديها وأقاربها الذين جاءوا للمشاركة بأصواتهم وقالت للأخبار: اليوم هو يوم عيد بالنسبة لنا لأول مرة أعرف معني كلمة استفتاء وأعرف معني أن صوتي له قيمة وأهمية كبيرة. وتضيف: نحن داخل عائلتي اختلفنا علي التعديلات الدستورية بعضنا قال نعم والآخر قال لا ولكن جميعنا اتفقنا علي شيء واحد وهو المشاركة في الاستفتاء . أما أحمد عيد 82 سنة مهندس فيقول: جئت اليوم بصحبة زوجتي وطفلتي الصغيرة »يارا« التي لم يتجاوز عمرها أياماً لأشارك في الاستفتاء.. أنا قلت »لا« للتعديلات الدستورية وزوجتي قالت »نعم« اختلفنا نحن الاثنان ورغم ذلك جئنا اليوم. ويضيف مبتسماً: لأول مرة أشعر بمصريتي وأن صوتي أمانة علي أن أؤديها. وفي فناء مدرسة الطلائع الابتدائية ب6 أكتوبر وقفت مجموعة من الفتيات لالتقاط الصور وهن رافعات أيديهن التي غطاها الحبر الفسفوري وقالت »أ. س« 91 سنة رفضت ذكر اسمها أنها جاءت مع أصدقائها ليدلين بأصواتهن وأكدن جميعاً أنهن لأول مرة في حياتهن يشاركن في عمل سياسي.. ودون أن يضغط عليهن أحد أو يحاول التأثير علي آرائهن للموافقة أو رفض التعديلات الدستورية. من ناحية أخري وبعد مرور ساعات علي الاستفتاء داخل اللجان انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي مثل »الفيس بوك« و»تويتر« صور أعضاء هذه المواقع وهم داخل لجان الاستفتاء وأثناء قيامهم بوضع ورقة الاستفتاء داخل الصندوق الانتخابي وصور أخري لأصابعهم وهي ملونة بلون الحبر الفسفوري..