إننا مازلنا نعاني من سطوة المجتمع الذكوري علي المرأة وإن الأزمة التي يواجهها المجتمع هي أزمة وعي وثقافة فالرجل والمرأة كلاهما بحاجة إلي تأهيل داخل المجتمع لذلك فإن دور التنشئة الاجتماعية له تأثير أساسي لما تعانيه الزوجة في المستقبل مع زوجها.. تشير د. بسمة سليم أخصائية صحة نفسية وتعديل سلوك وخبيرة التنمية البشرية لذا يجب أن تبحث الأم عن الطريق والتربية السليمة للولد منذ الصغر فالتمييز بين الولد والبنت ليس له علاقة بالدين ولا الشرع كما نري البعض يرجع فكرة التمييز بين تربية الولد والبنت إلي الدين وأفضل مثال علي ذلك ما كانت تتعرض له البنت وقول الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز » وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت» فقد جاء الإسلام حتي يحمي حقوق المرأة فالإسلام كرم المرأة. فيجب التعامل مع الابن علي أنه شخص مسئول فالمسئولية معيار من معايير الصحة النفسية والتنشئة الاجتماعية تساهم بشكل كبير في تحمل المسئولية وذلك يبدأ من الصغر، فمن المفروض تعليم الولد تحمل المسئولية من وقت مبكر وذلك يتم من خلال تربيته علي المسئولية بشكل يعتمد علي التدرج بحيث لا تلقي المسئولية علي عاتقه بشكل مفاجئ ومبالغ فيه فعندما يبلغ السن من 3 إلي 4 سنوات يجب علي الأم تعويد الولد علي ترتيب ألعابه وملابسه وغرفته كل ذلك بشكل به تدرج فهذه الأشياء البسيطة تزرع بداخل الطفل المسئولية وأيضا هذه الطريقة تشعره بأهمية ما لديه وقيمته فقيمة الأشياء تنتقل من شيء لآخر علي حسب الأهمية فيبدأ بالشعور بأهمية ألعابه ثم بعد ذلك أهمية مذاكرته وكتبه ثم بعد ذلك بيته وأسرته فالشخص الذي يتحمل المسئولية يستطيع المحافظة علي كل شيء في حياته. مفاهيم خاطئة وتضيف د. بسمة: كما يجب عدم استخدام الألفاظ التي تضر بالبنت والولد مثل أن تأمر الأم البنت بأن تعد لأخيها الطعام لأنه ولد فإن ذلك يمنح الولد صفة الإتكال علي الآخر وتحديد المهام كما أنها خلقت للبنت فقط ومن ثم يشعر بعد ذلك أن الزوجة من مهامها الأساسية خدمته فيشعر أنه فوق المعايير الاجتماعية وأيضا من المواقف الأكثر شيوعا أن يرتكب الولد الخطأ ويغفر له بينما البنت غير مسموح لها بذلك مثل الحب في سن المراهقة. وكذلك الأم التي تقوم بالتدليل الزائد لابنها يجعل منه في المستقبل رجلا غير مؤهل لتحمل المسئولية بدون والدته فهو شخص غير سوي وهذا يتسبب في المشكلات التي تواجه الزوجين بسبب تدخل الأم في حياتهم فالولد هو انعكاس لتربيته فقد تعود علي فرض رأيه وأن طلباته مجابة وفي ظل الظروف الاقتصادية التي نشهدها الآن يجعل من المستحيل أن يكون رجل بهذه التربية يستطيع تحمل المسئولية كما يجب أيضا تربية البنت علي أنها فرد ناجح وليست تابعة لأحد حتي تشعر بكيانها وأن لها تأثيراً قوياً في المجتمع. فإذا كانت الأم تربي الولد علي أنه هو الرجل ومنحه صلاحيات ليست من حقه لكونه ذكرا وأن البنت مجرد تابعة لقرار أخيها فحتما عندما تصبح أما ستكون أما مذبذبة وتنقل التربية الخاطئة لأولادها بعد ذلك مما يخلق جيلا جديدا يعاني من ثقافة خاطئة أيضا من ضمن الأخطاء الشائعة جدا التي ترتكب في تربية الولد وتدفع ثمنها الزوجة في المستقبل هي كبت مشاعر الولد تحت مسمي »انت راجل» فهناك ما يسمي لغة الحب والتي من ضمنها الاهتمام واللمسة الطيبة واستخدام لغة التواصل البصري اثناء الحديث مع الابن حتي يشعر بالاهتمام وبضرورة التواصل، فهذه الطريقة تعلم الرجل في المستقبل ضرورة الاستماع إلي زوجته وأبنائه والتواصل معهم وفي نفس الوقت يتعلم الابن التعبير عما بداخله من مشاعر فيشعر بتقبل الآخرين لمشاعره مما يغرس بداخله ثقافة تقبل الآخر كما أن كبت المشاعر يؤدي إلي التحول لشخص عصبي وسريع الغضب. وتستطرد د. بسمة: يجب تربية الولد علي قيم المساواة بينه وبين البنت داخل الأسرة والتأكيد علي ضرورة احترام الآخر فلكل من الولد والبنت متطلبات ويجب احترامها وفقا لمعايير المجتمع وعلي المرأة أن تتعرف علي الشخص جيدا في فترة الخطوبة وإعطاء فرص يمكن من خلالها أن تستشف شخصية الرجل قبل الزواج فأغلب الصفات تتضح في فترة الخطوبة فالشخص البخيل في المادة يكون بخيلا في المشاعر وكل شيء فهو لم يعتد علي العطاء. وأما الزوجة فعليها أن تتبع سياسة الصبر والحيل وأن تحاول التغيير بشكل غير مباشر وهذه الطريقة تأخذ وقتا طويلا ولكن باختيار الطريقة المناسبة ولغة التواصل الملائمة لشخصية الزوج، فكل ذلك سيساعد الزوجة في التعامل مع العقل اللاواعي للزوج وخداعه حتي تصل لما تريد وعلي الأم أن تربي الولد علي احترام المرأة وأن يأخذ الوقت الكافي لكي يعتمد علي نفسه فيجب أن نربي الولد علي أن يكون متزنا نفسيا حتي يتعامل مع زوجته والمجتمع ككل في المستقبل باتزان. المساواة بين الأبناء ويوضح د.عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف أن الإسلام قد أمرنا بالمساواة بين الأولاد حيث قال صلي الله عليه وسلم » سووا بين أولادكم في العطية حتي في النظرة والقبلة » وقال صلي الله عليه وسلم » اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم » فالاباء مطالبون بأن يساووا بين أولادهم في المعاملة وفي الوصايا وفي العطايا حتي في النظرة، فالمساواة بين الأولاد سواء ذكرا أو أنثي واجبة وكثيرا ما يخطب الخطباء ويأمرون الناس ببر الآباء والأمهات والصواب أن يخاطبوا الآباء والأمهات ببر الأبناء أولا فإذا قام الآباء ببر الأبناء فإن الأبناء سيبرون الآباء، كما أن الحياة الزوجية يجب أن تبني علي المشاركة والمودة والرحمة فيمكن للزوجة أن تقوم بالأعمال المنزلية في مقابل أن يقوم الزوج بالأعمال التي تحتاجها زوجته وأسرته خارج المنزل وفي الأعمال التي لا تستطيع المرأة القيام بها، كما أن البنت غير ملزمة بخدمه أخيها.