لم تعد التقاليع تقتصر فقط علي عالم الموضة والملابس، لكنها انتقلت إلي المطاعم التي اصبحت تتفنن في ابتكار انواع الأطعمة المختلفة سواء في الشكل أو في المضمون في محاولة لاجتذاب الزبائن وبخاصة من الشباب الذين يسعون وراء هذه التقاليع الغريبة.. واحدة من أحدث تلك التقاليع هي تقديم ∩آيس كريم النيتروجين∪، وهو نوع من المثلجات يتم إضافة مادة النيتروجين السائل إليه لحفظها باردة لفترة طويلة، ومن شدة برودتها تسبب خروج دخان كثيف من الفم وكأن الذي يتناوله مدخن، وبدأ الشباب يتهافت لشرائه، كما بدأت تظهر العديد من التحذيرات الطبية من الافراط في استخدامه. الفكرة بدأت في بريطانيا علي يد الشيف الشهير ∩هيستون بلومينثال∪، وبعد فترة قصيرة انتشرت في باقي البلدان، إلا إن هناك حالات تعرضت لمشاكل صحية كبيرة نتيجة استخدام هذا النوع من الطعام وصلت إلي استئصال معدة كما هو الحال مع الفتاة البريطانية ∩جابي سكانلون∪، والتي نشرت قصتها في وسائل الإعلام العالمية. وفي مصر، انتشرت محلات الآيس كريم المدخن في التجمع الخامس والشيخ زايد وفي محيط جامعة القاهرة، بل وانتشر تقديمه داخل الكثير من محلات الكوفي شوب في القاهرة والجيزة وبعض محافظات الوجه البحري، ويبدأ سعر هذا النوع من المثلجات من 20 جنيها ويقدم مع بعض المأكولات كالبسكويت الذي يضاف إليه أيضًا النيتروجين. ويقول ابراهيم عبد الباقي، مسئول أحد المحلات المتخصصة في آيس كريم النتيروجين بجوار جامعة القاهرة، أنه حاصل علي تصريح من وزارة الصحة، وتأتي حملات للتفتيش من حين للآخر للتأكد من أنه لا يوجد أية أضرار، وأنها تقنية متبعة في العالم وهي للحفاظ علي برودة الآيس كريم أطول وقت ممكن. وهو ما أكده أيضًا مدير كوفي شوب في منطقة الشيخ زايد يقوم بتقديم آيس كريم النيتروجين، حيث رأي أن هناك تهافتا كبيرا من فئة الشباب والأطفال علي الآيس كريم المدخن وأن كثيرًا يتساءلون عنه مما جعله يقوم بتقديمه بنكهات مختلفة كالشيكولاتة والكريمة والزبادي حسب الطلب، وأن من يعملون لديه تم تدريبهم علي وضع كميات غير ضارة ولكن بعض الزبائن هم من يطلبون زيادة نسبة النيتروجين للاستمتاع بالدخان الكثيف. من جانبه يقول الكيميائي مينا جرجس ان النيتروجين غير ضار إلا اذا زادت كميته في الجسم عن الحد المطلوب، وتصل درجة حرارته إلي ∩ 195 درجة∪ ودرجة غليانه يجب أن تتعدي 200 درجة، لذلك يستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية، كما يستخدم في تبريد الأجهزة الكهربائية والحاسب الآلي، لذلك يوصي جرجس عند استخدامه في المأكولات بعدم الإكثار منه وخضوعه للإشراف من الجهات الصحية.