رغم انتشار الكمبيوتر إلا أن الخط العربي لايزال يحتفظ بمكانته لدي عشاقه، فجمالياته تجمع بين سحر الكلمة وجاذبية الفن، وتنافس لوحاته أعمال الفنانين التشكيليين في اجتذاب كل محبي الجمال. نشأ الخط العربي في مكة والمدينة وانتقلت ريادته إلي بغداد ثم القاهرة، لكنه تدهور في العصر العثماني، ومع إلغاء كمال أتاتورك العربية في تركيا عام 1928 عادت الريادة إلي مصر من جديد واستمرت بها حتي أن انتشار هذا الفن لم يقتصر علي العاصمة التي تجتذب مركزيتها معظم الفنون، فقد شهدت الفيوم مؤخرا انطلاق معرض الخط العربي الذي نجح عبر تاريخه في جذب انتباه الملايين برشاقة حروفه. يوضح محمد الحمبولي «أحد مؤسسي مدارس الخط العربي بالفيوم أن أول مدرسة لتحسين الخطوط العربية أنشئت في مصر عام 1922، بفصول ليلية ملحقة بمدرسة خليل أغا الابتدائية في حي الحسين ثم أنشيء قسم لتعليم المتخرجين فن التذهيب والزخرفة سنة 1925 وعهد بالتدريس فيها إلي الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي التركي ومعه من المصريين علي بدوي ومحمد إبراهيم الأفندي ومحمد رضوان ومحمد غريب العربي وهم الأساتذة الذين تتلمذوا علي أيدي أساطين الفن، وأحيا المصريون الخطوط ومصروها مثل الخط الديواني والخط الكوفي. ثم أنشئت مدرسة الإسكندرية سنة 1936، ثم افتتح قسم مسائي للخط العربي بكل من شبين الكوم والمنصورة وطنطا سنة 1956، وبعدها بستة أعوام تم افتتاح قسم مسائي للخط العربي في المدرسة السعيدية بالجيزة، ثم انتشرت مدارس تحسين الخطوط العربية في أنحاء الجمهورية. ويضيف: تشرف وزارة التربية والتعليم علي هذه المدارس وتمنح عليها الدبلوم في الخط العربي «4 سنوات» ودبلوم التخصص في الخط والتذهيب «سنتان»، و يوجد مجلس إدارة للخط العربي بالإدارة المركزية للتعليم الأساسي يختص بوضع المناهج والمقررات والكتب الخاصة بهذه المدارس. ويوضح محفوظ عبد الفتاح «معلم في مدرسة تحسين الخطوط» أن مدرسة تحسين الخطوط تأسست في الفيوم عام 1988، وحاليا أصبح هناك 5 مدارس للخطوط بالمحافظة.. وأضاف: نحاول إحياء تراثنا وريادتنا للخطوط العربية معرضا للخط العربي ليكون الثاني خلال عامين. محمود عمر