مؤيدو اردوغان يحتشدون امام البرلمان فى انقرة «صورة من رويترز» توالت تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا حيث تواصلت حملات الاعتقال والتطهير واحتجزت السلطات التركية المئات من الجنرالات والقضاة في حملة تطهير واسعة لخصوم النظام شملت نحو ستة آلاف شخص بينهم قائد قاعدة «انجرليك»، بعد أن اتهمتهم السلطات بدعم محاولة الانقلاب العسكري، بينما طالب الاتحاد الأوروبي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوقف عمليات التطهير واحترام أسس الديمقراطية وسيادة القانون. لكن الرئيس التركي تعهد بمواصلة القضاء علي «الفيروس» المسئول عن محاولة الانقلاب الفاشلة في كل مؤسسات الدولة في إشارة إلي خصمه فتح الله جولن رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة. وأضاف أردوغان في كلمة خلال تشييع جنازة أشخاص قتلوا في الاشتباكات إن الإرادة الوطنية أحبطت محاولة الانقلاب. وتابع أنه يجري اعتقال أعضاء في مجموعة جولن التي «خربت» القوات المسلحة من كل الرتب داخل الجيش. وأوضح أن وزارتي العدل والخارجية ستبعثان رسائل للولايات المتحدة وحكومات غربية أخري للمطالبة بإعادة أنصار فتح الله جولن. وحث أردوغان أنصاره علي البقاء في الساحات العامة. من جانبه قال جولن إن محاولة الانقلاب «ربما كانت مفتعلة» وحث الشعب التركي علي عدم النظر إلي التدخلات العسكرية من منظور إيجابي. وقال بن علي يلدريم رئيس وزراء تركيا إن الحياة عادت لطبيعتها في البلاد وإن المواطنين سيعودون لممارسة أعمالهم كالمعتاد وأوضح أن البنك المركزي والنظام المصرفي والبورصة عادت للعمل. وقد صرح وزير العدل التركي بكير بوزداج أنه جري اعتقال ستة آلاف شخص حتي الآن فيما يتصل بمحاولة الانقلاب الفاشلة ومن المتوقع اعتقال المزيد. ونسب تليفزيون (إن.تي.في) إلي بوزداج قوله «ستستمر العملية القضائية بشأن ذلك». وشدد الوزير التركي علي أن «عملية التطهير مستمرة». وقال مسئول تركي كبير لرويترز إن الحكومة استعادت السيطرة علي أنحاء البلاد رغم أن مجموعات قليلة من مدبري الانقلاب لاتزال صامدة في اسطنبول لكنها لم تعد تشكل خطرا. ونقلت وكالة رويترزعن مسئول تركي قوله إنه تم القبض علي قائد قاعدة انجرليك الجوية في تركيا الجنرال «بكير ارجان فان» بتهمة التواطؤ في محاولة الانقلاب. وقد واصل أنصار أردوغان احتشادهم في الميادين العامة وفي مطار اسطنبول وخارج القصر الرئاسي الليلة الماضية في نوع من التحدي وإظهار التأييد بعدما أسفرت محاولة الانقلاب الفاشلة عن مقتل 265 شخصا وأثارت توقعات بشن حملة صارمة علي المعارضين. ورددت الحشود هتاف «فلنعدمهم» في ميدان «كيزيلاي» بوسط أنقرة في وقت متأخر من مساء السبت. كما احتشد أنصار أردوغان الذين كانوا يلوحون بالأعلام التركية أيضا في ميدان «تقسيم» في اسطنبول وتجمعت حشود أقل حجما خارج بوابات مجمع القصر الرئاسي الشاسع المساحة في العاصمة. وقال بيان للكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل هاتفيا بالرئيس التركي وأبلغه أنه يأمل أن يحظي السياح الروس بالحماية في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة في تركيا. ونقل البيان عن بوتين قوله إن روسيا تعتبر الإجراءات غير الدستورية والعنف غير مقبولين وتأمل في استعادة الهدوء والاستقرار في تركيا. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن الانقلاب الفاشل في تركيا لا يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان «شيكا علي بياض» لتجاوز المبادئ الديمقراطية». وأوضح جان مارك إيرو في حديث تليفزيوني»نريد إعمال حكم القانون بشكل كامل في تركيا. (الانقلاب) ليس شيكا علي بياض للسيد أردوغان. لا يمكن أن يكون هناك تطهير.. يجب أن يأخذ القانون مجراه». وقال إن وزراء الاتحاد الأوروبي سيؤكدون عند اجتماعهم في بروكسل اليوم علي أنه يجب علي تركيا الالتزام بمبادئ الديمقراطية الأوروبية. كما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجريني تركيا إلي أنه يتعين «احترام القانون ودولة القانون والديمقراطية كونها مبادئ ثابتة»، وهي أفضل سبيل لمواجهة الصعوبات التي تعيشها تركيا. وأردفت «ضروروة تعزيز التضامن الاجتماعي والحوار السياسي هذا ما نطلبه من تركيا». كما ناشدت الحكومة الكندية نظيرتها التركية التعامل بموجب المبادئ الأساسية للديمقراطية مع مرحلة ما بعد الانقلاب الفاشل. وقال وزير الخارجية الكندي إنه تحدث مع نظيره الكندي مولود شاوش اوغلو وشدد علي «ضرورة تجنب أي عقوبة جماعية» تجاه المتهمين وإنه يجب ضمان حصول الملاحقين علي فرصة أمام القضاء لإثبات براءتهم بحسب القواعد الأساسية للديمقراطية.