سؤال يشغل بال الجميع: أين تذهب أموال التبرعات (تتجاوز المليارات من الجنيهات)؟ وأوجه صرفها؟ ما حجم الإنجازات الفعلية التي تقدمها المؤسسات الخيرية الحاصدة للتبرع؟... من حق المتبرعين معرفة أين تذهب أموالهم؟ وهل تصل بالفعل إلي المقصد من وراء التبرع؟! لابد من الكشف والإفصاح عن حجم المبالغ المتبرع بها لكل مستشفي أو مؤسسة خيرية، والكشف عن ميزانيات إنفاق هذه الأموال.. لابد من مراجعة المؤسسات الخيرية والمستشفيات التي تتزايد أعدادها، وتتزايد إعلاناتها في طلب التبرعات.. لابد من جهات مراقبة محددة، تتابع وتراجع حركة التبرعات الضخمة والعشوائية، وترصد أشكال التحايل لاقتناصها والسيطرة عليها.. لابد من وجود مراقبة أيضا علي رسائل شركات المحمول (اتبرع برسالة 5 جنيهات) هل تصل بالفعل إلي الجهة المتبرع لها؟ ام تحصل شركات المحمول علي بعض منها؟... المستشفيات تحديدا تعاني من عشوائية حركة التبرعات وحروبها، حيث تقوم بعض البنوك، بتوجيه المتبرع نحو مستشفيات بعينها، وترفض تلقي تبرعات لمستشفيات أخري (مستشفي مجدي يعقوب، ومستشفي معهد الكبد) بدعوي عدم وجود حساب مفتوح لهذه المستشفيات داخل البنك!!.. مستشفيات أخري غير قادرة علي تكاليف الاعلان ونفقاته الضخمة، رغم احتياجاتها المادية الشديدة، واستحقاقها الفعلي للتبرع (مستشفي أبو الريش للأطفال). السؤال أيضا حول ميزانية الاعلانات، خاصة أن اعلانات طلب التبرع، تتجاوز نسبة 40% من السوق الاعلانية، إضافة إلي أن سعر الدقيقة الواحدة علي الفضائية، أكثر من 100 ألف جنيه!.. فمن أين تأتي المؤسسات الخيرية والمستشفيات بتكاليف بث الاعلانات اليومية المتواصلة؟