هكذ اسمها «قيسارية سوهاج القديمة»، وهي سوق تجمع بين الماضي والحاضر، وتعد واحدة من اقدم واكبر الاسواق، ليس في الصعيد فقط بل في مصر كلها ويباع فيها كل شيء، ففيها كما يقول المتعاملون معها كل شيء من الابرة للصاروخ، ويرجع تاريخ انشائها إلي اكثر من 700 عام وان كان البعض يرجح انها شيدت في عصر دولة المماليك ويمكن دخول القيسارية بسهولة من عدة ابواب، وكما يقال فإن الدخول ليس كما الخروج لأنه شديد الصعوبة، بسبب كثرة شوارعها ومنحنياتها وتقاطعاتها والتي تتجاوز اطوالها الكيلومترات، ويغطي أغلب شوارعها سقف من الخشب يعود عمره إلي مئات السنين وتعتمد شوارع كاملة علي كشافات الانارة فيشعر المترددون عليها في النهار، وكأنهم في المساء، وشهدت كالعادة زحاما كبيرا طوال شهر رمضان خاصة في أيامه الأخيرة قبيل حلول العيد، حيث قام الاهالي من شتي المحافظات المجاورة مثل قنا ونجع حمادي واسيوط والمنيا بشراء احتياجاتهم منها باسعار مناسبة. ويفجر لنا الأثري سعد محمد عثمان مدير اثار سوهاج الاسلامية مفاجأة ويقول إنه برغم أن عمر القيسارية يقاس بمئات السنين، الا انها غير مسجلة اثريا ويشير إلي أنها تضم مسجد علي بك الكبير وهو غير مسجل اثار حتي الآن رغم أنه تاريخي، ويضيف بأن كل زائر لها يستطيع أن يشم فيها عبق التاريخ، حيث يوجد فيها جميع الحرف اليدوية كالحدادة والاحذية وصناعة الطربوش القديم، و كل ما يخطر علي البال من الجزارة وسوق للاسماك الطازجة والمملحة وصاغة كبيرة للذهب والزجاج وادوات الصيد والمناحل، كما تضم اقدم واشهر العطارين في مصر الذين لديهم اعشاب نادرة لا توجد الا عندهم وفيها محلات تتميز بالطابع المملوكي القديم، إلي جانب مولات حديثة مقامة بالمسلح وتختلط رائحة البخور بالبن المطحون برائحة العطارة. وكما يقول عم احمد عبدالهادي- تاجر اقمشة فإن القيسارية مازالت محتفظة بطابعها القديم، وهناك من ياتي اليها للمشاهدة والفرجة وليس للشراء، ويوضح أن سعر المتر في المحلات بلغ اكثر من 100 الف جنيه للمتر الواحد، ولا يوجد من يريد بيع محله فهو بالنسبة لصاحبه كنز يجب الحفاظ عليه علي مر الزمن، فيما يطالب الحاج مسعد محمد وهو من اقدم تجارها بأن تقوم الدولة باصدار قرار باعتبار القيسارية منطقة اثرية ومزارا للسياح مثل خان الخليلي بالموسكي. خالد حسن