سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسط مخاوف عالمية من تصاعد الأخطار النووية بعد الزلزال تحذيرات من انفجار مزيد من المفاعلات في اليابان
أكثر من10 آلاف قتيل .. ورئيس الوزراء يؤكد: نواجه أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانية
سفينة عملاقة لم تصمد أمام أمواج تسونامى الرهيب والتى أطاحت بها من البحر الى أحد الشوارع بوسط المدينة ، ليمر أمامها هذا المواطن البائس على متن دراجته ناظرا اليها فى حسرة تفاقمت المخاوف في اليابان من كارثة نووية كبيرة بعد تحذيرات أطلقتها الحكومة من أن تكون عملية انصهار قد بدأت في المفاعلين رقم 1 و3 في محطة فوكوشيما النووية الواقعة شمال شرق البلاد عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وموجات المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته. جاء ذلك في وقت أشارت فيه تقديرات الشرطة إلي أن عدد القتلي قد يتجاوز 10 آلاف شخص. وحذر كبير الأمناء في الحكومة اليابانية يوكيو إيدانو من وقوع انصهار جزئي في مفاعل رقم 3 في محطة فوكوشيما (علي بعد 250 كلم من طوكيو) في وقت تكافح فيه الحكومة لمنع انصهار مماثل في مفاعل آخر تعرض لانفجار أمس الاول. وقال إيدانو إن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، المشغلة للمحطة النووية، قامت علي نحو محدود بتحرير الهواء المشع من المفاعل رقم 3 في الوقت الذي قامت فيه بضخ المياه داخله في إطار سعيها لتخفيف الضغط والحرارة لإنقاذ المفاعل من انفجار محتمل، لكنه أكد مع ذلك أن حصول انصهار جزئي للمفاعل "مرجح للغاية".. وأضاف إيدانو أن مستويات الإشعاع ارتفعت لفترة محدودة فوق مستوياتها الطبيعية لكنها انخفضت كثيرا بعد ذلك، كما انكشفت قضبان الوقود فترة قصيرة، في إشارة إلي أن مياه التبريد لم تغط القضبان لبعض الوقت مما يساهم في رفع درجة حرارة المفاعل. ويشير حصول انصهار جزئي إلي انهيار خطير للغاية في أنظمة محطة الطاقة وقدرتها علي التعامل مع درجات الحرارة، بينما سيؤدي انصهار كامل إلي إطلاق اليورانيوم والمواد الخطرة الأخري في البيئة مما يمكن أن يشكل مخاطر صحية خطيرة.. وبدأت الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما باستخدام مياه البحر وحامض البوريك لتبريد مفاعلها رقم 1 بعد وقوع انفجار أدي إلي وقوع السقف والجدران العلوية للمبني الاسمنتي الخارجي خلال محاولة لتحرير الضغط. لكن السلطات اليابانية قالت إن الانفجار وقع خارج حاوية الاحتواء الأساسية للمفاعل وليس داخله، وإن الحاوية الفولاذية التي تحتوي المفاعل لم تتضرر، مشددة علي أن مستويات الإشعاع المتسرب ضعيفة، لكنها أجلت رغم ذلك نحو 170 ألف شخص في محيط 20 كيلومترا حول المحطة النووية. من جهة أخري، أبلغت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية أمس وكالة السلامة النووية الحكومية بأن معدل الأشعة الصادر من محطة فوكوشيما النووية تخطي الحدود المسموح بها. وأوضحت أن معدل الإشعاع في كل ساعة يقدر ب882 وحدة في حين أن المعدل المسموح به هو 500. وصنف الحكومة اليابانية الانفجار والتسرب الذي وقع في مفاعل رقم 1 بالمحطة النووية بأنه عند المستوي الرابع علي المقياس العالمي المدرج من صفر إلي سبعة. وقالت الإدارة المحلية لمنطقة فوكوشيما إنها تأكدت من تعرض تسعة عشر شخصا جديدا للإشعاع من محطة للطاقة النووية وسيحتاجون لإجراء عملية تطهير لإزالة النشاط الإشعاعي. من جانبه أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو استعداد الوكالة مساعدة اليابان في تجاوز الموقف الراهن التي تمر به بعد وقوع انفجار في محطة فوكوشيما النووية، معربا عن أمله في أن تتمكن السلطات اليابانية من اتخاذ تدابير تقي البلاد شر كارثة نووية.. علي الصعيد الإنساني أعربت الشرطة اليابانية أمس عن مخاوفها من مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في منطقة مياجي التي ضربها الزلزال، وذلك بعد إعلانها العثور علي 200 جثة جديدة في المناطق الساحلية مما يرفع حصيلة القتلي والمفقودين إلي نحو ألفين. وأضاف تاكوتشي "لا شك أن الحصيلة سترتفع إلي هذا العدد في مقاطعة مياجي وحدها، لأنها المنطقة الأكثر تضررا". وقال مسئولون محليون في بلدة ميناميساتريكو الواقعة في مقاطعة مياجي إن أكثر من نصف السكان في عداد المفقودين وذلك بواقع 9500 نسمة من أصل 17 ألفا يقطنون البلدة. من جهته أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أنه واثق في قدرة بلاده علي التغلب علي كارثة الزلزال والتسونامي ووصفها بأنها أكبر كارثة تواجه اليابان منذ الحرب العالمية الثانية. وضاعفت الحكومة اليابانية عدد الجنود المرسلين إلي مناطق شمال شرق البلاد إلي 100 ألف للمساعدة في عمليات الإنقاذ في وقت تتوافد فيه المساعدات إلي اليابان، حيث عرضت أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية المساعدة منذ وقوع الزلزال الذي تلاه تسونامي. وغادر فريق ألماني من نحو أربعين عامل إنقاذ بالإضافة إلي كلاب بحث إلي اليابان، كما توجه فريق بريطاني من ثلاثة وستين عامل إنقاذ وأطباء. وأعلنت فرنسا أن فريقي إنقاذ توجها إلي هناك، وأرسلت الصين أيضا خمسة عشر عامل إنقاذ. وقررت الأممالمتحدة إرسال سبعة أفراد من وحدتها لتقييم الكوارث والتنسيق للإشراف علي عمليات الإنقاذ من مختلف الدول. وأعلنت روسيا عن عزمها دعم اليابان بغض النظر عن النزاع حول الجزر المتنازع عليها بين البلدين. فيما أرسلت لجنة التنظيم النووي الأمريكية خبيرين إلي اليابان لمناقشة سبل التعامل مع الحوادث في المحطتين النوويتين المتضررتين بسبب الزلزال في فوكوشيما.