لا تخلو مائدة افطار رمضاني من البلح أو التمر الأسواني،ونتناوله يوميا،ونحن لا نعرف أن له عالما كبيرا فيه حياة وعائلات،كما أن له ألوانا بني وأحمر وأصفر،وكذلك سجل كبير للأسماء،للبلحة الراقية وأخري للبلحة الشعبية،لأيام الميلاد وشهور الحصاد،وكذلك أصول البقاء علي الحياة مع الاحتفاظ بنفس الرونق والشكل والنضارة. وتعد أسوان من أشهر محافظات انتاج التمر بمصر،وتبدأ زراعته في شهر سبتمبر ونوفمبر حيث تبدأ درجات الحرارة في الأعتدال،ويتم جني المحصول في منتصف سبتمبر،وتوجد بعض أنواع نخيل البلح الذي ينضج ويطيب ثماره قبل هذا الموعد وهو «البلح البلدي»،وكذلك» البلح الرطب «،الذي يتم جمعه في شهري يوليو وأغسطس،ومن أشهر أنواع هذا البلح. الحاج حسين والحجازي والسعودي نسبة إلي أصوله بشبه الجزيرة العربية،ويتم جني محصوله بالجمع بلحة بلحة،عكس التمر الذي يتم قطع سباطة البلح بالكامل. ويقول لنا المهندس الزراعي خالد محجوب الذي يعتبر أكبر زارع وتاجرللتمر بأسوان،بأن للتمرأنسابا وعائلات ومنه الأصيل ومنه العليل الذي لا أصل له،علي حد قوله،ومن أشهر العائلات الأصيلة :السكوتي والملكابي والبرتمودة والقنديلة،ويعد السكوتي هو المفضل لأفطار رمضان لما فيه من سكريات ودرجة جفاف مرتفعة،ويليه الملكابي الأقل جفافا وحلاوة والأغني لحما،ويتم زراعة هذة الأصناف من خلال فسيلة من تحت النخلة الأم،وذلك بخلاف أصناف التمر البلدي الذي يتم زراعته من خلال النواة، وهي أنواع لا أصل لها ولا أسماء، ولترويجها يطلق التجار علي الأحجام الكبيرة من هذا التمر أسماء المشاهير وأهم الأحداث السياسية والأجتماعية مثل صدام حسين والصحاف وبن لادن وصوابع الست،وهياتم،وليلي علوي وغيرها. ويشير المهندس محجوب إلي أنه بعد أنتهاء «موسم القطيع»، يتم نشر البلح علي «المسطاح»،حيث يتم تسطيح البلح في الشمس وتقليبه كل 3 أيام،حتي يكتسب البلح لونا متجانسا ودرجة صلابة واحدة،وتستغرق فترة نشر أوتسطيح البلح عشرة أيام بعدها يتم تنظيفه وتنقيته من الشوائب ثم فرزه وتصنيفه حسب النوع والحجم،ويتم رفعه بعد ذلك أو تخزينه علي طاولات مرتفعة عن الأرض بواسطة الحجارة أو الخشب.وتستمر مدة الرفع حتي شهري رجب وشعبان حيث يفد التجار وتبدأ عملية بيع البلح أستعدادا لشهر رمضان. ويتم اللجوء إلي تبخير البلح لحمايته طوال هذه المدة من السوس والقوارض، ويوضح المهندس محجوب،أن التبخير يتم بطريقتين من خلال تغطية البلح بمشمع التبخير،وتتم علي مرتين، الأولي بعد «القطيع «،وغالبا ما تكون في شهر نوفمبر،حيث تنشط الحشرة،والثانية في شهر فبراير،حيث تعاود الحشرة نشاطها،ويتم بعد ذلك تفريغ البلح وتجهيزه للبيع بدءا من شهر رجب ليكون بين يديك في الأسواق طيلة شهر رمضان.