سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الاخبار » مع كتائب التنمية شرق بورسعيد أكبر رصيف بحري للحاويات.. بوابة مصرية أمام التجارة العالمية
طوله 5.5 كيلومتر.. و9 شركات تواجه تحديات التربة الطينية
مشاهد الانجاز هنا وهناك.. تسر العين وتسعد النفس.. وتتضاعف السعادة في محور قناة السويس وبالتحديد في ميناء شرق بورسعيد، حيث يجري انشاء اكبر رصيف بحري للحاويات، سوف يكون بوابة واسعة تتبوأ مصر من خلالها مكانة راقية في مجال التجارة العالمية وخدمات السفن، مما يساهم في تحقيق تدفقات مالية ضخمة ويوفر الكثير من فرص العمل أمام الشباب، وكما أنه حلقة وصل اضافية بين مصر والعالم . «الاخبار» قامت بزيارة موقع انشاء الرصيف المجاور لميناء شرق بورسعيد والتقت بالعاملين هناك لتشاركهم ملامح هذه الملحمة الوطنية التي سيسجلها التاريخ وعاشت معهم يوما كاملا رصدت فيه تفاصيل اللوحة الفنية التي ترسمها ايديهم بعرقهم، ويبلغ طول المرحلة الأولي من المشروع 5٫5 كيلو مترا، ويخدم المنطقة الصناعية اللوجيستية الجديدة التي تبعد عنه كيلومترين، معدلات الإنجاز رائعة رغم أن العمل فيه بدأ منذ 5 أشهر فقط، ويعمل فيه 9 من شركات المقاولات المصرية تستخدم أحدث التكنولوجيا العالمية وفقاً للبرنامج المرسوم له من قبل الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة. قبل انطلاقنا بالسيارة تجاه ميناء شرق، كان الفضول يقتلنا.. ونسأل انفسنا كيف بدأ العمل في هذا الرصيف وكيف ستنتهي الاعمال فيه خلال عام واحد؟ خاصة اننا نعلم ان طبيعة الأرض في هذا المكان تربة طينية غير متماسكة، وتحتاج الي ضعف الطاقة والجهد الذي يبذل في أي مشروع قومي اخر.. دقائق مرت قبل ان نتوقف بسياراتنا امام المدخل الخاص لشركة أوراسكوم التي اسند لها إنجاز 500 متر من أعمال الرصيف ،واتخذناها نموذجا لبقية الشركات التسع العاملة في المشروع، توجهنا الي منطقة الكرفانات المخصصة للعمال والمهندسين ليستقبلنا المهندس ايهاب جرجس مدير المشروع، طلبنا منه ان يحدثنا عن تفاصيل اكثر وطريقة العمل بالمشروع، أوضح ان طول الرصيف الجديد وفقا للمخطط العام الذي وضعته الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة 5٫5كيلو متر، وقد تم اسناد العمل فيه الي 9 شركات مقاولات بجانب شركة قاصد خير التي تتولي اعمال الانشاء ببداية الرصيف بطول 500 متر ايضا، واضاف ان شركات المقاولات تسلمت الموقع في اغسطس الماضي بينما بدأ العمل فعليا مع بداية العام الحالي، وسوف يتم الانتهاء من الرصيف الذي يبلغ عرضة 33مترا بشكل كامل نهاية هذا العام. أكثر صلابة وأضاف المهندس إيهاب أنه عقب الانتهاء من تجهيز الرصيف سيبدأ العمل في الساحة الخلفية بعمق 450 متراً بمساحة اجمالية 2٫5مليون مترمربع، مشيرا إلي ان العمل فيها يستغرق عاما تقريبا نظرا لطبيعة التربة الطينية، حيث سيتطلب ذلك وقتا ومزيدا من الجهد خلال عمليات احلال تلك التربة علي عمق يصل إلي 4 أمتار، وستبدأ الاعمال فيها بداية العام القادم، وأكد ان المساحات والقياسات الموضوعة والمرسومة من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة يسير العمل بها بطول الرصيف البحري وتلتزم بها الشركات العاملة في الرصيف. وحول آلية العمل في هذا النوع من المشروعات، أكد ان المخطط العام للمشروع يشترط استخدام أساسات عبارة عن 800 خازوق علي مساحة 500 متر من الرصيف ،هذه الخوازيق ليست مقاسا واحدا وعبارة عن مواسير حديدية ضخمة مصنعة في الصين وتستوردها القوات المسلحة وتوفرها للشركات العاملة، حيث يتم استخدام 572 خازوقا بقطر 120 سم ودقها علي عمق 70 مترا، بينها 144 خازوقا بقطر مترين وتم دقها بجهة الرصيف المطلة علي المياه، كما يتم استخدام 288 خازوقا يتم دقها بين كل خازوقين ذات عمق70مترا، و قطرها 60 سم وتدق علي عمق 20 مترا، وتستخدم الأخيرة ليصبح الرصيف أكثر صلابة ولمنع تسرب المياة للساحة الخلفية للرصيف. إحلال التربة بسبب عمليات احلال التربة الطينية تأخرت عمليات حفر ودق الخوازيق قبل صب الخرسانة بداخلها، هكذا واصل المهندس ايهاب حديثه معنا، وأشار إلي ان عدد العاملين من مهندسين ومشرفين وعمال يصل الي 450 شخصا بخلاف اعداد العاملين بباقي الرصيف، وقال : «بصراحة مفيش جنسية اخري تقدر تتحمل هذا الجهد والعمل اللي يُبذل في هذا المشروع غير العامل المصري، برغم درجات الحرارة العالية والتقلبات الجوية التي يعيشونها منذ بداية العمل في الموقع، إلا أن العمل لا يتوقف ويستمر ليل نهار علي 3ورديات»، واوضح ان هذا النوع من المشروعات يتطلب اَلات ومعدات حديثة وذات تقنية عالية، ويوجد علي أرض الموقع أوناش يصل وزنها الي 650 طنا وتحمل شواكيش يصل وزن الواحد منها 140 طنا تستخدم في دق الخوازيق بالأرض. وأضاف ان الخطوة التالية عقب الانتهاء من دق جميع الخوازيق، هي عمل قواعد خرسانية أعلي هذه الخوازيق وعددها 143 قاعدة. حرف نادرة هذا المشروع هو تحد لجميع العاملين فيه، فهناك صعوبات يقابلونها كنوع التربة الضعيفة وعدم وجود كامب للإعاشة، سوي عدد ضئيل من الكرافانات الخاصة بالمهندسين المشرفين وبعض عمال الخدمة المتواجدين بصفة دائمة وعيادة طبية، ويتم نقل العاملين بواسطة سيارات الشركة عقب انتهاء وردياتهم الي السكن التي توفره لهم بمدينة القنطرة شرق والتي تبعد نحو نصف ساعة بالسيارة، ويبلغ الأجر اليومي لأقل عامل في المشروع 130 جنيها، كما اكد ان هناك عمالة من اصحاب المهن الحرفية النادرة، كسائق ماكينات حفر الخوازيق حيث تتطلب هذه المهمة حرفية عالية وخبرة كبيرة ومثل هذه الحرف يتجاوز الاجر الشهري لأصحابها 15 ألف جنيه، وفي الحقيقة يستحق من يعمل بها هذا الأجر لما يبذله من جهد ودقة بالغة اثناء عمليات الحفر التي لا تحتمل أي أخطاء.