رغم أن المباراة لم تكن في المستوي الفني المرتفع الذي شاهدناه في نهائيات أخري، إلا أنها كانت ممتعة من حيث القوة والإثارة والأداء الفني المنضبط للفريقين الكبيرين.. ريال مدريد واتليتكو مدريد اللذان خاضنا نهائي أندية أوروبا وسط احتفالية كبيرة في العاصمة الإيطالية روما. طالت المباراة لاكثر من ساعتين، بعد أن انتهي وقتها الأصلي بالتعادل، واستمر الأمر كذلك في الوقت الاضافي، لتحسم ركلات الجزاء الترجيحية الموقف ويذهب الكأس إلي ريال مدريد. كان حزن لاعبي وجمهور «اتليتكو مدريد»، كبيرا، فقد كانوا يمنون النفس بإحراز البطولة لأول مرة. وكانوا يشعرون أن الفريق في أحسن حالاته. أخرج «برشلونة» وبايرين ميونخ، من البطولة ولم يعد أمامه إلا الجار اللدود ريال مدريد الذي يدخل المباراة ونجمه الكبير رونالدو غير مكتمل الشفاء من الإصابة التي لحقت به قبل أسابيع، وكادت تحرمه من المشاركة في المباراة النهائية للبطولة، لكن مدربه زيدان أشركه ليلعب بربع قوته، وبحرص بالغ علي عدم الالتحام أو استخدام سرعته المعهودة خوفا من تجدد الإصابة. وبعيدا عن فنيات المباراة التي نتركها للخبراء، فإن الممتع حقا كان سلوك اللاعبين والجمهور من الجانبين. احتسب الحكم في الشوط الأول ضربة جزاء علي ريال مدريد لو احتسبت في مصر لقامت الدنيا ولم تقعد. ومع ذلك لم يعترض لاعب، ولم يعلن مرتضي منصور الاسباني انسحاب فريقه!! وضاعت ضربة الجزاء فلم يحدث شيء، ولم يتوقف الجمهور عن تشجيع فريقه حتي أحرز هدف التعادل، وكاد يحرز البطولة لولا عدم التوفيق!! منظر الجمهور في المدرجات شيء يفرح بالفعل. الأطفال مع الآباء والأمهات لا يأتون لتوجيه الشتائم أو اطلاق الشماريخ، ولكن ليستمتعوا بالمباراة، وليتعملوا أن الرياضة فوز وهزيمة. ومشهد توزيع الكأس والميداليات درس في النظام. وجماهير الفريقين ستعود معا إلي مدريد معتزة بأن نهائي البطولة، كان بين فريقي العاصمة الاسبانية، وأن الكأس كان من نصيبها أيا كان الفائز. في نفس الوقت- كما علمت بعد ذلك- كان برنامج الزميل وائل الإبراشي التليفزيوني العاشرة مساء يشهد الحوار الذي سيدخل تاريخ الرياضة والتليفزيون معا!! بين الكابتن أحمد شوبير والمعلق علي المباريات أحمد الطيب. لم أشاهد- والحمد لله- ما حدث، ولا تعليق إلا الدعاء بأن يديم الله علينا نعمة مشاهدة مباريات مثل تلك التي شاهدناها بين ناديي مدريد في نهائي أوروبا!