كلما شاهدت صورة تجمع بين أحد رجال الدين المسيحي وأحد الشيوخ يتعانقان بعد إلقاء خطبة منبرية تؤكد علي أن المصريين نسيج واحد وأخوة في الوطن، ثم يتبادلون كلمات المحبة ويعددون المزايا التي تجمعهم أتخيل أننا نعيش أحداث حرب من حروب الجاهلية الأولي التي كانت بين داحس والغبراء! بعد أن وضعت أزمة المنيا أوزارها في قرية الكرم مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا يؤكد اننا امام سلسلة تخاذل للمسئولين بالمحافظة بدءا من عمدة القرية ومركز شرطة أبو قرقاص الذين تلاعبوا واستهانوا بالسيدة المصرية المسنة ولم يؤدوا واجبهم ويتحملوا مسئولياتهم لإنقاذ هذه المواطنة مما تعرضت له من إهانة غير بشرية، وصولا إلي السيد مدير الأمن ورجال المباحث وعيونهم المنتشرة في كل القري والكفور والاجهزة الامنية المتعددة بالمحافظة، أما السيد المحافظ وهو رجل أمن يفتقد الخبرة والحس السياسي ومع اشتعال الاحداث خرج علي إحدي الفضائيات ليؤكد أنه تم الصلح والعشاء في أحد منازل القرية! أما السادة النواب فقد اختفوا تماما اثناء وقبل اشتعال الاحداث وهم الذين يعرفون سكان أزقة وحواري القرية ويعرفون اسماء أهلها فردا فردا وكان في استطاعتهم إخماد الفتنة قبل اشتعالها لكنهم حصدوا الاصوات وتركوا أصحابها يحترقون.. ثم ظهر كما هو متوقع اعضاء فريق بيت العائلة مؤكدين علي أنه تم الصلح وانهاء الخصومات.. قبل إنفاذ القانون. كل التقدير للبابا تواضروس وقيادات الكنيسة الذين أداروا الازمة بحكمة ووطنية لإخماد الفتنة، ونقدر للعقلاء والمسئولين الاصرار علي إنفاذ القانون وتعطيل الجلسات العرفية!