أيام ويهل علينا شهر الصوم شهر النفحات والبركات، ومهما قلت عن هذا الشهر فلن اوفيه حقه لما له من أثر في قلوب المسلمين والعرب كافة والمصريين خاصة، ومن وطئت قدماه أرض الكنانة يعترف بمظاهر احتفاء المصريين بهذا الشهر الكريم، وقد لا أكون مبالغا فمن شهر رجب وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي في المنافسة بين الجروبات بعضها البعض عن هلول نسمات هذا الشهر، وأخذ كل منها في عرض البوستات عن فضائله ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا النتيجة كدليل رقمي لقدومه. لكن هناك أيدي خفية أرادت أن تخرج المصريين من وكار وإجلال العبادة لله في هذا الشهر، وزادت بوادر ظهور هذا المخطط، عندما أبرم المخططون من التجار ومحترفو الأزمات في إخفاء الأرز عن هذا الشعب الطيب لدرجة جعلت من ارتفاع سعر الكيلو إلي 7٫75 أي سبع جنيهات وخمسة وسبعون قرشا، وصرخ الجميع بأعلي صوت أين الحكومة من هذه الازمة ومحاربتها لمن اشعلها وأراد بها الفتنة لدرجة الاقتتال بدلا من السعي وراء الحسنات ليظفر كلا منهما بالكمية التي طرحتها محلات الجملة من هذا المحصول الأساسي الذي وصل سعره عند بيعه 4 جنيهات، وتركت الحكومة الشعب يغرق في الأزمة دون أن تجد له الحل، وذهب البعض إلي أنها هي السبب لأنها سمحت بتصديره ثم أعلنت فجأة محاربة زراعته ففتحت الباب الخلفي للجشع، ومما يؤكد أن الحكومة افسدت وقار هذا الشهر هو ما فعلته عندما أعلنت عن فتح المعارض لمستلزمات الشهر الكريم للجمهور لمحاربة الغلاء وتركهم رئيس الوزراء في العراء تلسعهم حرارة الشمس حتي تعطف عليهم في افتتاحه الساعة الثامنة مساءً بدلا من التاسعة صباحا، وبما أننا لا نعرف كشعب أن يفسد ازمة اخترعتها الحكومة ونفذها التجار، بأن نقاطع هذا المنتج ونتركه للكساد والبوار، لهثنا وراءه لنثبت أننا لا نستطيع العيش من دونه وربما يرتفع معدل الإفطار في نهار هذا الشهر. علي رجال الدين الرد علي هذا السؤال: هل يجوز صيام رمضان بدون أرز؟.