تألمت مثلما تألم غيري للجريمة الخسيسة التي تعرضت لها سيدة مسنة مسالمة في قرية الكرم بمحافظة المنيا يوم الجمعة الماضي، كل جريمتها أنها أم مسيحية، فقرروا أن ينتقموا منها بمعرفتهم طالما لم يظفروا بالابن، وقاموا بمنتهي الدناءة بتجريدها من ثيابها ليطوفوا بها شوارع القرية لولا سيدة مسلمة سارعت بسترها وتغطية الجسد العاري، وتألمت أكثر عندما علمت أن هذه الأم المسيحية قد تعرضت لضغوط كبيرة لكي تتراجع عن تحرير محضر في قسم الشرطة، كانت تريد أن تثبت فيه ما تعرضت له من قهر وعدوان ثم يبلغ الفُجر منتهاه ليقوم المعتدون بعد ذلك بحرق خمس بيوت مسيحية وسرقة محتوياتها.. أما وجعي الكبير فعندما وجدت الجبناء من هواة وضع الرؤوس في الرمال يهونون مما حدث مثلما هوّنوا كثيرا من قبل علي أساس أنه زوبعة في فنجان ومصارين البطن بتتخانق والغلطان حنجيبه يحقّ نفسه ويعتذر واحنا في بيت عيلة والعيلة لها كبير والكبير حيملص ودان الغلطان وبقية الكلام الخايب الذي لا يودي ولا يجيب.. ففي كل كارثة تحوم حولها ظلال الاحتقان الديني يطلع علينا أناس بعينهم سواء من المسئولين في المحافظة محل الأحداث أو من نواب الشعب أو من رجال الدين تنشق الأرض عنهم ليسمعونا الكلام اللي مفيش منه أي رجا.. متصورين أن تقديم النصح والإرشاد عند وقوع الكوارث يكفي لإصلاح ما انكسر بينما الذي يصلح ويرمم ويردع بالفعل هو شيء واحد اسمه القانون الذي يجب أن يطبق بلا رحمة وبكل شدة، لا بيت عيلة ولا غيره، فالقانون هو الفيصل وهو وسيلة الردع الكفيلة بعدم تكرار ما حدث.. وإلا فليقل لنا أصحاب نظرية بيت العيلة ومصارين البطن بتتخانق كيف ستعود لهذه الأم كرامتها المهدرة ولأصحاب المنازل الخمسة التي احترقت وسرقت محتوياتها حقوقهم الضائعة.. نقطونا بسكاتكم بقي كفاية حرق دم ربنا يحرق دمكم.. كافئي الفاشل من جيبك يا حكومة مائة جنيه سنويا ضريبة علي كل صاحب سيارة مزودة بجهاز راديو سيتم سدادها عند تجديد تراخيص السيارات في إدارات المرور وستذهب الحصيلة مباشرة لتمويل العجز المالي لمبني ماسبيرو.. اقتراح تقدمت به الحكومة - ربنا ينتقم منها - لمجلس الشعب لدراسته تمهيدا لإصدار قانون بشأنه لتنكد علي المواطن وتزيد من العبء الواقع علي كاهله ( تطبيقا لقاعدة داهية لتكون مبسوط وهي القاعدة المفضلة لدي الحكومات المصرية عموما )، وكأن راديو السيارة أمر ترفيهي مستحدث في مصر ويستحق فرض الضرائب عليه.. الحقيقة مش جديدة علي الحكومة الفاشلة أن تخترع نظرية جديدة لمكافأة الفشلة اللي زيها ويا ريت من جيبها، ده من جيب غيرها اللي مش ناقص أصلا يد جديدة تدخل جيبه وتدعبس فيه وتستولي علي آخر جنيه يحتكم عليه.. إن لم يكن هذا إفلاس وجباية فبم يمكن أن نسميه.. كيف وفي ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة والتزايد المتلاحق لأسعار السلع والخدمات تفكر الحكومة مجرد التفكير في فرض أعباء جديدة علي المواطن، بينما وكما قال الخبراء الاقتصاديون يستطيع مبني ماسبيرو أن يعظم إيراداته ويحقق دخلا بالملايين لنفسه وللدولة أيضا شرط أن يحسن اختيار قياداته ويتمكن من القضاء علي الفساد المعشش بداخله.. ربنا يتوب علينا منك يا صاحب الفكرة دي يا بحر المفهومية يابو مخ بلالنت.. ما قل ودل من عجائب المرأة المصرية أنها تستطيع أن تتحدث علي باب البيت بالساعات لكنها مستحيل أن تقبل بالدخول والجلوس لأنها مستعجلة.