أغلق الرجل هاتفه بعد ان انهي المكالمة وقد تملكه شعور بالشك في جدية من يحدثه، فعلي مدار عام ونصف تلقي أفراد الاسرة العديد من الاتصالات التي يزعم أصحابها عثورهم علي ابنهم المختفي، وبعد ان ينتابهم شعور بالسعادة يفاجأون بأنهم عرضة لعملية نصب لكن برغبة العثور علي الابن الغائب دفعت الاسرة للاتصال بمركز فرشوط للتأكد من الخبر الذي كان مصدره اللواء عبداللطيف الحناوي مدير المباحث بالمركز وكان الحناوي قد تلقي معلومات من العقيد احمد فجر الدين رئيس فرع البحث الجنائي بشمال قنا، عن وجود طفل عمره 4 سنوات بمنزل عجوز عمره 85 عاما واسمه عبدالحميد ابراهيم حسانين، وأفادت المعلومات انه لا ينجب ورغم ذلك يرعي الطفل مع زوجته «50 عاما» ويخفيانه عن الاعين. وباستدعائه لمناقشته أكد انه ابنه من زوجة ارتبط بها خلال عمله حارس عقار بوادي النطرون. وبدأ العميد أيمن فتحي رئيس المباحث والعقيد جمال سالمان مفتش المباحث تحرياتهم، ليكتشفوا ان العجوز لم يتزوج بوادي النطرون، وهو ما ألقي بظلال من الشك حول حقيقة الطفل.. ومع عرض المعلومات علي اللواء سيد جاد الحق مساعد أول وزير الداخلية، كلف اللواء جمال عبدالباري مساعد الوزير مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بفحص جميع الاطفال الغائبين خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة، والعلامات المميزة بكل حالة، وتطابقت مواصفات طفل «فرشوط» مع علاء محمد صلاح الدين الذي كان يقيم بالجمالية، وحررت أسرته محضرا بغيابه قبل عام ونصف.. وتبين أن «عجوز قنا» غافل الاسرة خلال زيارته لمسجد الحسين، واختطف الطفل ثم تواطأ مع بعض العاملين بالسجل المدني واستخرج له شهادة ميلاد تنسبه له، واطلق عليه اسم هشام وتم ضبط العجوز وزوجته واحيلا للنيابة واعيد الطفل الي أسرته.