«الاخبار» ترصد أوجاع سكانها وطوارئ بالاسكان لعلاجها في عامين. أخيراً بدأت الدولة تقتحم عالم العشوائيات ... أدركت خطورتها علي مصر والمصريين ... وضعت يديها علي هذا «الورم السرطاني» الخبيث واصر الرئيس عبدالفتاح السيسي علي استئصاله من جسد المجتمع.. اعلن لجميع المصريين انه سينهي ظاهرة العشوائيات خلال عامين.. اقسم انه سيحول هذا الوباء الي مناطق تليق بمصر والمصريين.. خصص 14 مليار جنيه لتطوير هذه المناطق ودعا الحكومة إلي مواصلة العمل ليل نهار لرفع المعاناة عن سكان العشوائيات وتوفير حياة كريمة لهم.. «الأخبار» رصدت في هذا الملف خطة الدولة للقضاء علي هذه المناطق... ونزلت الي أرض الواقع لرصد معاناة خطة الدولة للقضاء علي هذه المناطق التي سوف تمتد إليها أيدي التطوير ورصدت الواقع المأساوي وحلمهم في تغيير حياتهم.. بطن البقرة نموذج للمأساة الانسانية سكانها يعيشون في عذاب دائم العشوائية تضرب كل مكان وتردي الاوضاع المعيشية هي السمة المميزة للمنطقة ناهيك عن فقر الخدمات الحكومية.. «الاخبار» انتقلت الي منطفة «بطن البقرة» التي تعد احد المناطق العشوائية الخطرة التي دعا الرئيس السيسي الي القضاء علي العشوائيات في خلال عامين.. في بطن البقرة السكان يختبئون داخل أكشاك من الخشب أو الصاج تحيطها القمامة من جهاتها الأربع ويدعو المشهد فيها للحسرة عندما تري سيدة مسنة قد أعياها الإحباط وهي تأكل في إناء وقد أحاطها الكلاب الضالة التي تشاركها حياتها، كما يقضي الأهالي حاجاتهم في الشارع بعد أن كسرت الألفة الناتجة من الظروف الواحدة التي يعيشونها حاجز الحرص والحذر. بعد ذلك تجد ورش الفخار ومنافذ لبيع منتجاته بجوارها ورش للجبس وأمامهم يوجد مقلب صغير للزبالة مرفوع عليه لافتة مكتوب عليها مشروع تطوير منطقة الحرفيين والعجيب أنه علي بعد 500 متر من الورش وتلال القمامة تجد جهاز شئون البيئة والإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار ولم يحاول أي من أفراده أداء عملهم في حماية البيئة وإزالة القمامة وتصليح بالوعات المجاري المفتوحة علي الدوام، الغريب أن الدولة أصدرت قرارا بإزالة تلك المناطق التي تشوه وجه مصر القديمة منذ السبعينيات، وتم بالفعل هدم معظم الورش وإنشاء أربعة مصانع فخار لم يكتمل بناؤها حتي الآن، وكان ذلك تحت مسمي مشروع تطوير الصناعات الحرفية ببطن البقرة إلا أن المشروع توقف كليا وتحول المكان لمقلب قمامة كبير لا يجلب لسكان المنطقة إلا الأمراض والأوبئة وأصبح مخبأ للبلطجية وتجار الحشيش بالإضافة إلي خسارة معظم السكان لعملهم الأصلي مما اضطرهم إلي العمل إما عتالين أو عمالا باليومية ونسوا حرفتهم الأصلية.. قادتنا رحلتنا داخل بطن البقرة بلقاء محمود محمد من سكان المنطقة التي اصطحبنا داخل المنطقة الذي اكد انه يعيش بها حوالي 3000 أسرة.. واضاف «احنا محدش سائل فينا احنا منسيين » بهذا الوصف تحدث عن وضعهم في بطن البقرة مشيرا لعدم وجود مرافق أو أمان في المنطقة، فالبلطجية وتجار المخدرات ينتشرون بالقرب منهم في عزبة خيرالله والشرطة مختفية، وفي حال حدوث أي مشكلة يتم إنهاء الازمة بالجلسات العرفية. ومن داخل غرفة الحاجة ام مصطفي التي تبلغ من العمر 70عاما وتعيش في غرفة بسيطة مظلمة مساحتها لا تزيد علي 15 مترا، ولا يوجد بها سوي شباك صغير للتهوية.. الغرفة خالية من الأثاث اللهم إلا سريران صغيران وكارتونة بها بعض الملابس المهلهلة واضافت أسكن في هذه الغرفة من 40 عاما أنا وأبنائي، وأختي التوءم وأبناؤها بعد أن توفي زوجانا، الإيجار منذ سنوات كان 65 جنيها حاليا قفز ل 300 جنيه ولازم ندفعه وإلا صاحب البيت يطردنا رغم أنه يعلم أن معاشي من الضمان لا يتجاوز 110 جنيهات.. وتضيف «العيشة هنا صعبة جدا» مافيش مياه وبنضطر نملي من الحنفية علي الكوبري وكمان الكهرباء بتقطع طول النهار. ويقول محمد رمضان من سكان بطن البقرة «من البقرة لمنطقة عثمان يا قلبي لاتحزن» ويوضح قائلا: هناك نزاع بين شركة المعادي وسكان منطقة بطن البقرة للاستيلاء عليها وتحويلها إلي مساكن بأسعار خيالية مثلما حدث في أبراج الفسطاط، وهذا ما نرفضه تماما ونطالب الحكومة بتطوير المنطقة وإعادة تسكيننا فيها ويستكمل مستطردا منذ سنوات وبعد أن صدر قرار إزالة الورش وعدتنا الحكومة بنقلنا إلي وحدات سكنية لوكس باكتوبر وبعد ذهابنا فوجئنا بها منطقة مقطوعة خلف المقابر تسمي مساكن عثمان، لا توجد بها مدارس ولا مستشفيات ولا مياه، حتي العيش لم نكن نجده بسهولة ولكي نصل لأقرب منطقة يوجد بها عيش بربع جنيه لازم ندفع 5 جنيهات في مواصلة واحدة.. علشان كده لم نستمر أكثر من سنة ورجعنا تاني لبطن البقرة.