ابنتي نور الشربيني .. شكرا لك فما احلي ان اجد علم بلدي ونشيدها فوق صواري البطولات في انحاء العالم لك مني كل التحية بصراحة البطلة المصرية نور الشربيني بمائة فريق كرة ممن يلعبون علي أرض مصر، تلك الفتاة الصغيرة التي حققت عن جدارة واستحقاق بطولة العالم في الاسكواش وهي لم تتعد العشرين عاماً تستحق أن تقف مصر وكل المصريين لها تحية علي انجازها. تلك اللاعبة الهاوية للعبة التي واجهت بشجاعة امراءها المحترفين الأفذاذ وانتصرت عليهم جميعاً لتتوج بكأس العالم وهي أصغر لاعبة في العالم تفوز بهذا اللقب. نور هي رمز لشباب مصر الذي يقبل التحدي ويحقق الانتصارات إذا أحسن الاعداد والتأهيل ولا بدلنا دولة وحكومة وشعباً ان نستغل تلك المناسبة دعائياً وإعلامياً في الترويج لمصر سياحياً ورياضياً فها هي بمفردها تبهر العالم كله بمصريتها التي حققت بها فوزها وما أدهشني فيما نشر عنها أمس بعد الفوز الكبير هي صورة الثقة التي كانت تعلو وجهها وهي تؤكد أن اللقب مسئولية وعليها وعلي زملائها أبطال العالم ان يحافظوا علي ما وصلوا إليه في احتلال القمة ويجب ألا نتنازل عنها أبداً. نور مثال للفتيات المصريات صاحبات الإرادة وهي نموذج يجب أن يحتذي به وسط تلك الفوضي العارمة من تهييف كل شيء وتصوير بناتنا علي انهن مستهترات تافهات لا هدف لهن من الحياة إلا الفرجة علي الأفلام الساقطة وترديد الأغاني المسفة وضياع الوقت فيما لا يفيد أو ينفع. النجاح وليد التخطيط السليم والاعداد الجيد والبعد عن العشوائية ومنها لله الأفلام ومنتجوها هؤلاء الذين حولوا المجتمع إلي راقصات وشاربي مخدرات وخمور وبيوت للدعارة وعري ذلك الاسفاف الذي يؤدي لا محالة في النهاية إلي سقوط المباديء والأخلاق وهو شيء لا يصح أن يكون عنواناً لمجتمع استهدفته ثورتان لتصحيح المسارات. هناك فتيات فضليات من كل المجالات العلمية والرياضة يفخر بهن المجتمع ولكن مع الأسف «تغلوش» عليهن تلك الصورة السلبية التي يساهم في «تضخيمها إعلام» لا هدف له الا الاثارة وتشويه الصورة وكل ما هو جميل في بلادنا. نور جاءت كالشمعة المضيئة وسط جو خانق أسود اختلط فيه الحابل بالنابل ولكن جاء صوتها عالياً دوي في أرجاء العالم كله ليعلن أن مصرية هي ابنة النيل صارت زعيمة العالم في الاسكواش ودوي السلام المصري ورفع علم مصر علي منصة التتويج. أنا مع التكريم الذي يليق بنور الفتاة الصغيرة الواثقة كالملكة في نفسها وجميل أن يستقبلها رئيس الوزراء لذلك الغرض وان يمنحها المكافأة التي في رأيي مهما كبرت أو صغرت في قيمتها لا تساوي لحظة عزف نشيد بلادي وان يعلو علمها في العلالي، وهو ما لم تفعله فرق كبري في كل اللعبات الجماعية التي نصرف عليها الملايين والعائد صفر، هل سنكتفي بمجرد استقبال رئيس الوزراء للبطلة؟ أعتقد أنه يجب أن نعد اعداداً جيداً للاحتفال بالبطلة وبتلك المناسبة وهي مسئولية وزارات عديدة علي رأسها طبعاً وزارة الشباب والرياضة ووزارة السياحة الأولي عليها أن تعد برنامجاً يسمح بالإعداد الجيد لنور لتحقيق أمنيتها التي أعلنت عنها بكل ثقة وهي تؤكد أن الفوز مسئولية وأننا يجب أن ندافع عن الفوز بكل قوة أما الثانية فعليها ان تستغل الحدث دعائياً وسياحياً بالترويج لمصر صاحبة الحضارات والتي أنجبت نور الشربيني بطلة العالم. عيبنا أننا لا نستطيع استغلال المناسبات التي نحقق فيها الفوز لا دعائيا ولا سياحيا.