قرية الغرق التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم من أكبر قري مصر وأعرقها تاريخا فهي القرية التي يمكن أن يكون عمرها هو نفس عمر مصر نفسها كما أنها من هبات النيل، فقد تم اشتقاق اسمها من مياهه بالرغم من أنها لا تقع علي ضفافه، فقد كانت منخفضة لدرجة أن مياه الفيضان كانت تغرقها تماما ومن هنا كانت تسميها ب«الغرق» ويتجاوز عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة. تمتد حدود القرية إلي ليبيا من الجنوب الغربي ناحية ناقولا وكان هناك معسكرات علي الحدود مازالت آثارها موجودة حتي الآن كما يوجد طريق سري إلي ليبيا مباشرة من ناحية العزب الغربية كان يسلكه قديما بعض المهربين. وترتبط قرية الغرق بليبيا ارتباطا وثيقا وتملأ المنتجات الليبية سوقها، حيث كانت حركة نقل البضائع بين القرية وليبيا شبه أسبوعية قبل الأحداث التي شهدتها مؤخرا، ويقول لنا حمدي حسين «أحد سكان القرية» إن أكثر من 30 ألفا من أبناء القرية كانوا يعملون في ليبيا قبل الثورة. وينحدر عدد من أهلها من القبائل الليبية وكانت لهم قبل الثورة الليبية معاملة خاصة في الجوازات الليبية ببطاقة تسمي « ص ش» أي الصحراء الشرقية كما كانت توجد سيارات للأجرة تتجه مباشرة من الغرق إلي ليبيا . ويتابع حسين ويقول إنها كانت قديما تسمي «الغرق السلطانية» لأن والي مصر محمد علي باشا قد زارها وذهب إلي مكان يعرف إلي الآن باسمه «منشأة محمد علي» أو «البرنس» كما زارها الرئيس جمال عبد الناصر في الستينات لافتتاح أحد المشاريع ، كما يوجد بالقرية أقدم نقطة شرطة والتي تم افتتاحها عام 1906. ويشير وليد محروس «مهندس» أنه علي الرغم من الأهمية التاريخية للقرية، إلا أن يد التطوير والتغيير لم تمتد إليها كما تعاني من مشاكل مياه الصرف الصحي وغياب مياه الشرب. ومازالت القرية وسكانها يحلمون بأن تمتد إليهم يد التطوير والتغيير إلي الأفضل وأن تحصل علي مكان في الخدمات بين قري المحافظة. محمود عمر