بعد شهرين ستكون بريطانيا علي موعد مع استفتاء تاريخي يتعلق بمصيرها هل تستمر في الاتحاد الاوروبي أم تنسحب.وفي خطوة لاقناع الناخبين للتصويت لصالح بقاء المملكة المتحدة في عضوية الاتحاد،اطلقت وزارة الخزانة البريطانية تقريرا مفصلا عن المخاطر والتبعات الاقتصادية السلبية لخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد. قال جورج اوزبورن وزير الخزانة البريطاني ان "البريكسيت" ستدمر بريطانيا وستقلل من المليارات التي تنفقها علي الخدمات العامة وبالتالي سيضرب الفقر البلاد.ولذلك بدأت الاوساط الرسمية في محاربة حملة "البريكسيت" وهو الشعار المؤيد لخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوروبي. واضاف اوزبورن انه في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد، فان حجم التجارة بشقيها التصدير والاستيراد والاستثمارات ستتراجع كما ان البلاد ستعاني من الفقر إلي الابد وسينعكس ذلك بالطبع علي الاسر البريطانية. وشدد علي ان "البريكسيت" يمكن ان تؤدي إلي ارتفاع معدل الرهن العقاري لعدم التيقن بشأن ما سيحدث بعد التصويت. واوضح ستيفن كراب وزير العمل والتقاعد البريطاني ان التصويت لصالح خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد سيحدث صدمة اقتصادية شبيهة بالازمة الاقتصادية عام 2008.ووصف كراب "البريكسيت" بأنه نوع من "إيذاء النفس" اقتصاديا،مشيرا إلي ان بريطانيا تواجه الان تمزقا يمكن ان يجلب البؤس للملايين اذا ما تم التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي. وحذر التقرير المكون من 200 صفحة ان الناتج المحلي الاجمالي سيتقلص بنسبة 6 % بحلول عام 2030 كما ان كل اسرة ستخسر 4300 جنيه استرليني سنويا. وقد حذر صندوق النقد الدولي وبنك انجلترا وكبار رجال الاعمال أيضا من "البريكسيت". من جهة اخري انتقدت حملة "البريكسيت" التقرير وقالت انه ليس سوي محاولة حكومية لتخويف الرأي العام.وقال كريس جريلينج رئيس مجلس العموم" ان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني نفسه صرح منذ اسابيع ان بريطانيا يمكن ان تنجح خارج الاتحاد الاوروبي ،علي الرغم من انه يري ان بقاءها فيه افضل". واضاف "من غير المنطقي ان تخرج الحكومة علينا الان بتقرير مفاده ان الوضع سيكون كارثيا اذا تركنا الاتحاد"و اوضح مصدر بوزارة الخزانة البريطانية ان اي بديل عن خروج بريطانيا سيكون له عواقب اقتصادية. وفي خطوة لدعم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يقود حملة البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، قام الرئيس الامريكي باراك اوباما بزيارة إلي لندن لاقناع الناخبين للتصويت لصالح البقاء في الاتحاد. . وتتزامن هذه الزيارة مع تحذيرات أطلقها ثمانية وزراء خزانة أمريكيين سابقين في رسالة مفتوحة تحذر من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "رهانا محفوفا بالمخاطر"، معتبرين أن "بريطانيا قوية ضمن الاتحاد الأوروبي، وهو السبيل الأفضل لضمان مستقبل بريطانيا عبر إنشاء أوروبا أكثر ازدهارا، وعبر حماية اقتصاد عالمي قوي وفي وضع جيد".