المرأة المصرية قادرة علي التحدي والإبداع عندما تجد الفرصة والدعم بكل أشكاله من المحيطين بها خاصة الأسرة.. منذ أيام اختيرت آية مدني بطلة مصر والعالم في الخماسي الحديث عضوة بلجنة العلاقات العامة والتطوير الرياضي باللجنة الأوليمبية الدولية.. وهو شرف رفيع يضاف لسجل المرأة المصرية في المحافل الدولية بعد عضوية د. رانيا علواني باللجنة الدولية هذا التكليف يضع علي عاتق آية مسئولية كبري في واحدة من اللجان التي ضمن مهامها التطوير الرياضي.. وسارعت للتأكيد علي أنها ستبذل أقصي جهدها لتكون جديرة بهذه الثقة خاصة أنها ستعمل مع نخبة من نجوم العالم أمثال الأمير ألبرت أمير موناكو ورئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوي ستيفان نو وسام راي سامي رئيس الاتحاد الافريقي للسباحة ونوال المتوكل وزير الشباب بالمغرب سابقا.. وقد جاء اختيار آية بترشيح من رئيس اللجنة الدولية توماس باخ.. وهو ترجمة واقعية لرغبة وعمل من جانب المهندس هشام حطب رئيس اللجنة المصرية لتمهيد الطريق لشباب الرياضيين المصريين لتولي مناصب قيادية في المحافل الدولية. ونجاح آية مدني نتاج فكر ناضج من الأسرة التي وقفت وساندت البطلة لتحرز ميداليتين ذهبيتين عالميتين لمصر في رياضة الخماسي الحديث عام 2007.. ومن حسن الحظ إنها ارتبطت بشخص متفتح الأفق هو المستشار عباس محمود القاضي بمحكمة دمنهور الذي ساعد زوجته علي الاستمرار في الرياضة التي تعتبر جزءاً من كيانها.. ولم يقتصر نجاحها في الرياضة فقط وإنما امتد إلي الدراسة بعد أن التحقت بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا لتدرس النقل الدولي و«اللوجيستيات» وتحصل علي البكالوريوس بتقدير امتياز.. بل واصلت التفوق العلمي لتنال درجة الماجستير في التجارة الخارجية بنفس التقدير إلي جانب الاستمرار في التدريب بنفس عدد الساعات.. ومع هذا لم تهمل بيتها وزوجها وابنها لأنها شعلة نشاط كما يقول عنها زوجها الذي أعجب بهذا الحماس والنشاط رغم انه لم يكن يعرف نوعية الرياضة التي تمارسها عندما تقدم لخطبتها والأهم من كل ذلك هو تنظيم الوقت لتوازن بين كل هذه المجالات. لهذا استحقت وسام الرياضة من الطبقة الأولي من الرئيس الأسبق حسني مبارك. وقد سبق الاختيار الأخير تلقيها برقية من رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية يشيد فيها بإنجازات آية في واحدة من أصعب الرياضات التي تشمل خمس ألعاب وليست لعبة واحدة.. وكان ذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للرياضة والسلام والتطوير في قارة افريقيا واعتبرت الرسالة وساما علي صدرها ودفعة قوية لاستكمال مشروع الرياضة والمرأة بتوسيع قاعدة الممارسة بين الفتيات في كل ربوع مصر من خلال اتفاقية بين الاتحاد المصري للخماسي واللجنتين الأوليمبيتين المصرية والدولية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ونادي الشمس الذي تجلس علي أحد مقاعد العضوية فيه ويشمل المشروع كذلك زيارة اسبوعية لدور الأيتام للتوعية بأهمية الرياضة لنزلائها. وترجع نجمتنا العوائق التي تواجه انتشار الرياضة بين الفتيات المصريات إلي العادات والتقاليد وانحسار المساحة المخصصة للنشاط في المدارس رغم وجود الحافز الرياضي الذي يضيف عشر درجات للأبطال في الثانوية العامة مما يساعد علي دخولهم الكليات التي يفضلونها إلي جانب الكليات العسكرية بكل تخصصاتها. وهي بطلة افريقيا بلا منازع أعوام 2004 و2006 و2007 و2009 و2011 وتأهلت للأوليمبياد ثلاث مرات.. الشيء الذي يحزن نجمتنا عدم اعتراف الإعلام بأهمية الألعاب الأخري غير كرة القدم وتطالب بقدر من الاهتمام بما يحققه أبطال الألعاب الشهيدة حتي لا يفقد نجومها الطموح لإضافة المزيد من الإنجازات للوطن. آية محمود عبدالله محمد مدني مواليد 20/11/1988. عثمان سالم