45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 17 مايو 2024    مدفعية الاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    طائرات الاحتلال تطلق النيران بشكل مكثف على مناطق متفرقة في مخيم جباليا    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    غدا.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية في البحر الأحمر    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    عاجل - حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن تفاصيل درجات الحرارة في محافظة أسيوط والصغرى تصل ل22 درجة    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    أضرار السكريات،على الأطفال    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    في خدمتك| تعرف على موعد تشغيل قطارات العلاوة الخاصة بعيد الأضحى المبارك    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبي في حوار خاص «قبل الرحيل» :
صورة مصر إيجابية بعد التعامل الجيد مع اختطاف الطائرة قرارات تقييد الاستيراد تطرد الاستثمارات وبعض المستثمرين تراجعوا عن المجيء لمصر النفوذ الإخواني في أوروبا محدود.. والتقرير البريطاني «يقيد»
نشر في الأخبار يوم 04 - 04 - 2016

كيف يمكن استغلال التعامل الحكومي الجيد في حادث اختطاف الطائرة المصرية في قبرص لاعطاء رسالة للعالم بان مصر آمنة؟
الحادث كان غريبا واذا طالعت الصحافة العالمية تجد أنها أعطت صورة ايجابية عن مصر فيما يتعلق بالحادث، كما أوضحت حس الفكاهة لدي المصريين وهو ما أعطي احساساً بالراحة لدي العالم بشأن الحادث خاصة بعدما تبين أن المختطف غير متزن عقليا، ولم يتهم أحد في الصحافة العالمية الاحتياطات الأمنية في مطار برج العرب بالتقصير، ولكن ما حدث كان حادثاً فردياً، كما أن التعامل الحكومي يجعل حادث اختطاف الطائرة لا يضر بصورة مصر وإنما قد يفيد في اعطاء صورة ايجابية.
رسالة لأوروبا
بعد أيام سيتوجه وفد من أعضاء مجلس النواب الي بروكسل للقاء أعضاء البرلمان الأوروبي .. ما الرسالة التي تريد أوروبا سماعها من الوفد؟
أهم ما في الزيارة هو ايجاد مساحة للحوار بين البرلمانيين من الجانبين وهو ما بدأ في زيارة وفد من لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الاوروبي للقاهرة برئاسة رئيس اللجنة إلمار بروك وقد زاروا الرئيس السيسي ومقر مجلس النواب .. ومن المهم استكمال تلك النقاشات خلال زيارة الوفد المصري لبروكسل واقامة علاقات برلمانية جيدة .
البرلمان الأوروبي كان قد أصدر بيانه حول قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني وقوبل برد فعل عنيف في مصر، وأتمني أن تسهم زيارة وفد مجلس النواب المصري في تحسين مستوي النقاش بين البرلمانين المصري والاوروبي وزيادة مستوي الثقة بينهم، وهو ما يساعد في تكوين صورة أوضح عن الأوضاع في مصر لدي أعضاء البرلمان الاوروبي حين يناقشوا الوضع المصري في المستقبل.
هل يستطيع البرلمان الاوروبي وقف المنح والتمويل الأوروبي لمصر؟
البرلمان الاوروبي مؤسسة مستقلة عن الاتحاد الاوروبي ولكن يأخذ في اعتباره القرارات والبيانات الصادرة عن البرلمان، وبالتالي تعتبر نقاشات البرلمان الاوروبي أحد العوامل التي تحدد قرارات الاتحاد الاوروبي، وبالتالي فان موقف البرلمان الاوروبي لا يعبر عن الاتحاد والتي تحددها حكومات الأعضاء ال28 بالاتحاد .. لكن بالطبع بيان البرلمان الاوروبي حول قضية ريجيني يعكس موقف الأعضاء المنتخبين من المواطنين في دول الاتحاد وتم صدور البيان بأغلبية كاسحة بلغت أكثر من 580 عضواً مقابل رفض 10 أعضاء فقط، ومن بين الموافقين كان هناك نحو 100 من أصدقاء مصر ولديهم علاقات ومعرفة جيدة بالوضع المصري، لأن قضية ريجيني أحدثت صدمة في أوروبا .
ما الفارق بين اختصاصات البرلمان الاوروبي والاتحاد الاوروبي؟
مثل أي نظام سياسي في أي دولة يكون هناك برلمان منتخب بشكل مباشر من المواطنين، وعلي سبيل المثال في الولايات المتحدة المواقف التي يتخذها الكونجرس ليست بالضرورة مواقف البيت الأبيض، وكذلك الكونجرس لديه توجهات مختلفة بين ديمقراطيين وجمهوريين .. وكذلك الحال في البرلمان الاوروبي.
تأثير الإخوان
ما تعليقك حول ما تداولته وسائل الإعلام حول تأثير الاخوان في قرارات البرلمان الاوروبي؟
الحديث حول تأثير الإخوان علي البرلمان الاوروبي لم يكن أبدا رأياً جاداً، خاصة في الوقت الحالي، ولا أظن علي الاطلاق ان الاخوان كان لهم أي دور في صدور البيان الأخير من البرلمان الاوروبي بشأن قضية ريجيني، وليس لهم أي نفوذ علي أي من أعضاء البرلمان الاوروبي.
هل هذا يعني أن تأثير الاخوان في أوروبا عموما قد انخفض؟
نفوذ الاخوان في أوروبا كان ولازال محدودا للغاية - دون مبالغة – وخاصة في العامين أو الثلاثة أعوام الأخيرة، ولم تستطع أي منظمة أن يكون لها تأثير قوي علي صنع القرار داخل أوروبا، حتي خلال عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، ولا يوجد لوبي منظم مؤيد للاخوان في أوروبا.. وأظن أن التقرير البريطاني بشأن نشاط الاخوان منذ عدة أشهر وضع قيود علي تحركات الإخوان في بريطانيا ودول أخري، ولذلك لا يجب التهويل في حجم تأثير الاخوان في أوروبا.
لماذا تتحرك إيطاليا منفردة في قضية ريجيني وليس علي المستوي الأوروبي؟
قضية ريجيني أصبحت قضية وطنية إيطالية وبالتالي الحكومة الايطالية أصبحت تهتم بها للغاية، ولكن القضية أخذت أبعادا دولية بعد بيان البرلمان الأوروبي، خاصة ان المئات من الباحثين الاوروبيين يأتون لمصر سنويا والعلاقات المصرية مع أوروبا عموما وإيطاليا خصوصا لها تاريخ يرجع الي آلاف السنين علي جميع المستويات، خاصة في المجال العلمي باعتبار القاهرة مركز أكاديمي كبير، وبالتالي أدي حادث مقتل الباحث الإيطالي الي صدمة كبيرة خاصة للايطاليين، وهو ما يؤثر علي علاقة مصر بايطاليا وكذلك أوروبا باعتبار ايطاليا بلداً أوروبياً كبيراً له تأثير هام علي السياسة الاوروبية.. ولم يتوقع أحد أن تحدث واقعة قتل لباحث في بلد كبير مثل مصر .. حاليا أتمني أن تسفر التحقيقات عن نتيجة خاصة بعد قرار النائب العام بتشكيل فريق جديد للتحقيق، وأتمني أن تكون التحقيقات شفافة لأنها حتي الآن تبدو معقدة للغاية.
وما تعليقك علي التشكيك فيما ما أعلنته الشرطة المصرية؟
الحكومة الإيطالية كان تعليقها أن التحقيقات مستمرة ولازالت تنتظر النتيجة ولكن الاعلام الاوروبي وخاصة الايطالي كان حادا في تفاعله مع ما أعلنته مصر بعد تصفية عصابة متهمة بخطف وسرقة أجانب .. أتمني انتهاء التحقيقات سريعا وكشف الحقيقة وأن تراجع المعلومات التي يتم التوصل اليها للتدقيق ، كشف الحقيقة سريعا يوقف الخسائر في علاقة مصر وإيطاليا وكذلك في صورة مصر دوليا، لأن البلاد تحاول الخروج من أزمة الطائرة الروسية وتأثيرها علي السياحة.
وما اسوأ السيناريوهات المحتملة لتأثير قضية ريجيني علي العلاقات المصرية الأوروبية؟
علاقات مصر وأوروبا هامة وتحكمها سياسة الجوار الأوروبي التي أعلن عنها مؤخرا، ولا تتوقف علي حادث فردي، ولكن هذا لا يعني التقليل من حجم القضية .
مؤتمر شرم الشيخ
بعد عام من إقامة مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي .. هل نجحت الحكومة في تنفيذ التعاقدات التي تمت خلال المؤتمر؟
تم تنفيذ الكثير من مشاريع الطاقة التي تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر شرم الشيخ كما انشئت هيئة تنمية قناة السويس برئاسة د. أحمد درويش وهناك اهتمام من المستثمرين بتنمية قناة السويس، وبالتالي أوروبا تري أن الكثير من نتائج مؤتمر شرم الشيخ تم تنفيذها.
ما نعمل عليه مع الشركاء المصريين هو التأكد من حسن توزيع عوائد التنمية الاقتصادية، كما أن التحديات الاقتصادية لازالت قائمة أمام مصر في ظل تحقيق معدل نمو يعتبر الحد الأدني المطلوب، في ظل تحديات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، ولكن يبقي مؤتمر شرم الشيخ خطوة مهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية بمصر..ومن أهم ما ذكره رئيس الوزراء شريف اسماعيل في برنامج الحكومة المقدم الي البرلمان تحديات الزيادة السكانية المرتفعة للغاية، حيث أكد البرنامج أن تلك القضية تستدعي الاهتمام، ورغم كونها قضية طويلة الأمد لا يمكن حلها في يوم وليلة ولكن مجرد الاشارة اليها في برنامج الحكومة يعتبر خطوة إيجابية، خاصة ان معدل الزيادة السكانية ارتفع من 1.9% قبل الثورة الي 2.7%، وهو ما لا يحدث في أي دولة بالعالم، وقد كان لدي مصر برامج للحد من الزيادة السكانية في السنوات الماضية واعتقد انها تحتاج لبرامج جديدة، في ظل مواجهة البلاد أزمة موارد لمواجهة الزيادة السكانية .. وحتي الآن ندرس برنامج الحكومة ولكن جزئية الزيادة السكانية كانت جيدة للغاية.
ما الصعوبات التي تواجه المستثمر الأوروبي لضخ الاستثمارات في مصر؟
تم إقرار قانون الاستثمار ولكنه حتي الآن غير واضح، كما أن قرارات وزارةالتجارةوالصناعةرقم (991، 992، 43) الخاصةبتقييدالاستيراد، والتي بدأ تنفيذها منذ أسابيع، تؤثر علي المستثمرين سلبا لأنها تجعلهم غير متأكدين من صحة المناخ الاقتصادي وأن الاستثمار حر، وهو ما جعل بعض المستثمرين – وليس كلهم – يتراجعون عن قرارهم في الاستثمار بمصر .. أدرك أن قرارات تقييد الاستيراد لمنع خروج مزيد من العملات الأجنبية ولكن ذلك يشبه من يطلق النار علي قدميه لأن أفضل طريقة لجلب مزيد من النقد الأجنبي هو جذب مزيد من الاستثمار الأجنبي، لأن تلك القرارات تطرد الاستثمار الأجنبي.
كما أننا نحتاج الي إقامة حوار مع السلطات المصرية حول أهمية اقرار تشريعات اقتصادية جديدة، لأن التشريعات القائمة قديمة جدا يرجع بعضها الي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تحت شعارات حماية الاقتصاد والصناعة المحلية وغيره، وهو ما لا يتماشي مع نظام العولمة الحالي المطبق في كل أنحاء العالم مهما كانت درجة اختلافنا أو اتفاقنا معه .. مصر تستحق الأفضل ، ولذلك يجب مناقشة قضية توزيع عائدات التنمية لأن مصر حققت معدلات تنمية جيدة بين أعوام 2003 -2009 بسبب فتح المجال للاستثمار ولكن دون توزيع عادل لعائداتها علي جميع أفراد الشعب، وأتمني ان تعود البلاد لنفس المعدلات ولكن مع نظام جيد لتوزيع عائدات التنمية.
استئناف المساعدات
هل تم استئناف المساعدات الأوروبية التي تم تعليقها منذ سنوات بسبب عدم وجود برلمان؟
خلال الصيف المقبل في أحد شهري يوليو أو سبتمبر سيعقد وزراء الخارجية الأوروبيين اجتماعاً سيكون من بين أجندته بحث السياسة الأوروبية تجاه مصر وفقا للنقاشات التي يجريها الاتحاد الاوروبي والبرلمان الأوروبي مع المسئولين والبرلمانيين المصريين، وإذا رأت الدول الأعضاء ان الأوضاع في مصر جيدة سيتم انهاء تجميد بعض برامج دعم الموازنة لمصر، والتي تم تجميدها منذ نحو عامين.. وأتصور أنه وفقا لسياسة الجوار الاوروبية الجديدة ستكون الأجواء مواتية لاتخاذ قرار بانهاء تجميد المساعدات ولكني لا أريد اعطاء توقعات أو استباق للأحداث، لأن انعقاد مجلس النواب ليس العامل الوحيد الذي سيتخذ القرار علي أساسه، وأعتقد ان وفد البرلمان المصري الي بروكسل سيبحث استئناف تلك المساعدات.
وهل اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الصيف المقبل سيبحث انهاء حظر تصدير بعض الأسلحة الشرطية الي مصر؟
سيتم مناقشة ذلك الموضوع .. ولكن مازال يتبقي شهران أو ثلاثة علي عقد الاجتماع قد تحدث مستجدات تؤثر في القرارات التي ستتخذ خلال الاجتماع.
خلال الأسابيع الماضية شهدنا جدلاً بين الحكومة المصرية والحكومات الغربية حول القضايا ضد بعض نشطاء المجتمع المدني .. ما تعليقك؟
يجب الانتباه الي وضع المجتمع المدني في مصر الذي يتعرض لضغوط كبيرة خلال الأشهر الستة الأخيرة، ونحتاج خلال الفترة المقبلة تخفيف ذلك الضغط الذي شهدناه في عدة حالات ولكن ما أذكره حاليا مركز النديم لرعاية ضحايا التعذيب الذي تحدث ضده ضغوط حكومية عديدة لا يدرك المسئولون في أوروبا سببها، لأن المركز له أهداف إنسانية ويتمتع بتنظيم جيد وسمعة حسنة ، بالاضافة الي كثير من المنظمات الحقوقية وهو ما يدعو للقلق، وأتمني ان يساعد البرلمان في حل تلك الأزمة.. أتفهم لماذا علي الحكومة أن تكون حذرة وجميع الحكومات يجب أن تكون كذلك لأن الكثير من الأشخاص ذوي النوايا السيئة يتخفون في المنظمات الأهلية ، لكن تحطيم جميع المنظمات بسبب تلك الشكوك أمر سييء وغير مفيد لمصر.. وبالطبع تعامل الحكومة مع المجتمع المدني أحد العوامل التي تحدد مستوي العلاقات بين القاهرة وأوروبا.
قانون التظاهر
هل سيبحث الاتحاد الاوروبي مع مصر تعديل قانون التظاهر خاصة بعد انعقاد البرلمان؟
منذ صدور قانون التظاهر لدينا تحفظات عليه، فعلي الرغم من احتياج كافة الدول لقانون ينظم التعبير عن الرأي ووجود قانون مماثل في كل الدول إلا أن العقوبات التي وضعها القانون وكذلك كيفية صدوره نري انها لم تكن أفضل ، ونأمل أن يراجع البرلمان ذلك، واتوقع أن يناقش ذلك وفد مجلس النواب مع البرلمان الاوروبي، كما انه من المهم مناقشة قانون الجمعيات الأهلية في البرلمان، ووضع صيغة مناسبة ليس للمجتمع الدولي أو أوروبا وإنما للشعب المصري.
هل لا تستطيع مصر إيضاح مخاوفها ودوافعها للقرارات التي تعترض عليها أوروبا أم أن الأوروبيين لا يهتمون بما تريد مصر توضيحه؟
كل منهما صحيح، لأن مصر مرت بمراحل تاريخية صعبة خلال السنوات الخمسة الأخيرة منذ ثورة 25 يناير وهناك تباين شديد في وجهات النظر بين المواطنين الأوروبيين ما بين من يري ان الجيش أطاح برئيس منتخب ديمقراطيا ومن يري أن الجيش أنقذ مصر ، وبالتالي من الصعب علي مصر أن توصل الصورة الحقيقية في ظل ذلك التباين ، وعلي الجانب الاخر وسائل ايصال الرسائل إلي أوروبا من مصر بها بعض الخلل، بعض الوزراء والشخصيات العامة استطاعوا التواصل عبر وسائل الاعلام الاوروبية، وبالتالي هناك مشكلة في التواصل واعتقد ان رئاسة الجمهورية تدرك ذلك ولديها مستشارين للتواصل والإعلام، لإيصال رسائل ايجابية عن مصر.
وكيف يمكن حل تلك المشكلة في التواصل بين مصر وأوروبا؟
بتخفيف القيود علي الصحفيين .. لأن حبس العديد من الصحفيين يعطي صورة سلبية عن مصر وكل الصحفيين في العالم يتبنون صورة سلبية بسبب حبس الصحفيين في مصر، وهناك تصور عام بانه هناك تضييق علي الصحافة في مصر وهو ما يدمر سمعة البلاد خاصة في الغرب، وبالتالي مصر تحتاج بعض من تخفيف القيود علي المجتمع المدني والصحافة .
هجرة غير شرعية
ما تقييمك للتعاون المصري الأوروبي في مجال الهجرة غير الشرعية؟
يمكن أن يصبح أفضل مما عليه حيث يمكن أن يقوم الطرفان بدور اكبر.. الاتحاد الاوروبي كان قد أطلق عملية بحرية ضد مهربي البشر في البحر المتوسط، ولكن مع استمرار الوضع الحالي في ليبيا ستستمر أزمة التهريب، وبالطبع سنواصل التنسيق مع القوات المسلحة المصرية وخاصة البحرية باعتبار مصر أهم قوات بحرية في جنوب المتوسط خاصة في ظل الوضع الليبي.. وبخصوص الهجرة غير الشرعية للمصريين رأينا تحركات وزيرة الهجرة بشأن تهريب الأطفال الي ليبيا، وهو عمل اجرامي مشترك لعصابات التهريب في مصر وأوروبا ونريد ضبط هؤلاء المجرمين.
مع تفاقم الوضع في ليبيا وظهور داعش هناك ما التحرك الاوروبي المتوقع لحل الأزمة الليبية التي تمثل خطراً بالغاً علي أمن أوروبا؟
الخطوة الأولي حاليا هي دعم حكومة فايز السراج للعمل من طرابلس وهو ما تساعد فيه مصر، لإقامة مؤسسات دولة من جديد في ليبيا .. وبخصوص داعش نحتاج الي الحذر منها.
وهل سنشهد تحالفاً دولياً ضد داعش ليبيا يشمل حتي الحكومة الشرعية؟
أعتقد ذلك.. ولكن أولا نريد خلق حكومة قوية داخل البلاد، والجميع بما فيهم الأمم المتحدة تدعم عمل الحكومة ومجلس النواب المعترف به والحوار الليبي المشترك، وحين يتحقق ذلك سيتم العمل علي القضاء علي داعش.
ابتسامة المصريين
ستنهي خدمتك في مصر خلال العام الحالي بعد 4 سنوات من تواجدك .. ما أكثر ما عانيت منه في حياتك اليومية بالقاهرة خلال السنوات الماضية؟
أجاب ضاحكا: زحام المرور لأنه يتطلب يوميا الكثير من الطاقة والصبر.
وما أكثر ما ستفتقده؟
حس الفكاهة لدي المصريين والذي ظهر في حادث اختطاف الطائرة، وهو ما يساعد المصريين علي تجاوز كل شيء فرغم الارهاب أو المرور مازالت الابتسامة علي وجوه المصريين.. بالطبع سافتقد الحفاوة والترحيب وكرم الضيافة لدي المصريين، وبالتأكيد سافتقد الآثار المصرية التي تعتبر الشاهد علي عبقرية حضارة المصريين، وسافتقد النيل الذي اتطلع إليه دائما من مكتبي.
وما أصعب المراحل التي مرت بك خلال السنوات التي شهدت الكثير من الأحداث في مصر؟
الأيام الأخيرة في عهد محمد مرسي حين كانت المظاهرات تملأ الشوارع وكذلك يونيو ويوليو وأغسطس 2013، كما كان ذلك الوقت الأكثر إثارة لأنه مليء بالاختلافات والتنوع، وتعلمت خلاله الكثير ليس فقط عن مصر ولكن عن الاسلام السياسي وهو ما لم اكن لاتعلمه أبدا .. ولذلك أنا ممتن لتلك الأوقات الصعبة وممتن لمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.