قصف إسرائيلي يستهدف مقراً للقوات الحكومية جنوب دمشق    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    رئيس لجنة الحكام يعلن عن موعد رحيله    شاهد، إداري الزمالك صاحب واقعة إخفاء الكرات بالقمة يتابع مباراة البنك الأهلي    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    أيوب الكعبي يقود أولمبياكوس لإسقاط أستون فيلا بدوري المؤتمر    أحمد الكأس : سعيد بالتتويج ببطولة شمال إفريقيا.. وأتمنى احتراف لاعبي منتخب 2008    التعادل الإيجابي يحسم مباراة مارسيليا وأتالانتا ... باير ليفركوزن ينتصر على روما في الأولمبيكو بثنائية بذهاب نصف نهائي اليورباليج    ميزة جديدة تقدمها شركة سامسونج لسلسلة Galaxy S24 فما هي ؟    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    حمادة هلال يهنئ مصطفى كامل بمناسبة عقد قران ابنته: "مبروك صاحب العمر"    أحدث ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    سفير الكويت بالقاهرة: ننتظر نجاح المفاوضات المصرية بشأن غزة وسنرد بموقف عربي موحد    الصين تستعد لإطلاق مهمة لاكتشاف الجانب المخفي من القمر    أمين «حماة الوطن»: تدشين اتحاد القبائل يعكس حجم الدعم الشعبي للرئيس السيسي    سفير الكويت بالقاهرة: نتطلع لتحقيق قفزات في استثماراتنا بالسوق المصرية    في عطلة البنوك.. سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 3 مايو 2024    خطوات الاستعلام عن معاشات شهر مايو بالزيادة الجديدة    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    جي بي مورجان يتوقع وصول تدفقات استثمارات المحافظ المالية في مصر إلى 8.1 مليار دولار    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    منتخب السباحة يتألق بالبطولة الأفريقية بعد حصد 11 ميدالية بنهاية اليوم الثالث    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    حار نهاراً والعظمى في القاهرة 32.. حالة الطقس اليوم    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    بعد 10 أيام من إصابتها ليلة زفافها.. وفاة عروس مطوبس إثر تعرضها للغيبوبة    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    وصفها ب"الجبارة".. سفير الكويت بالقاهرة يشيد بجهود مصر في إدخال المساعدات لغزة    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    ترسلها لمن؟.. أروع كلمات التهنئة بمناسبة قدوم شم النسيم 2024    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    أدب وتراث وحرف يدوية.. زخم وتنوع في ورش ملتقى شباب «أهل مصر» بدمياط    سباق الحمير .. احتفال لافت ب«مولد دندوت» لمسافة 15 كيلو مترًا في الفيوم    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    مياه الفيوم تنظم سلسلة ندوات توعوية على هامش القوافل الطبية بالقرى والنجوع    رغم القروض وبيع رأس الحكمة: الفجوة التمويلية تصل ل 28.5 مليار دولار..والقطار الكهربائي السريع يبتلع 2.2 مليار يورو    مغربي يصل بني سويف في رحلته إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    حدث بالفن | وفاة فنانة وشيرين بالحجاب وزيجات دانا حلبي وعقد قران ابنة مصطفى كامل    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    السيطرة على حريق سوق الخردة بالشرقية، والقيادات الأمنية تعاين موقع الحادث (صور)    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    «الصحة» تدعم مستشفيات الشرقية بأجهزة أشعة بتكلفة 12 مليون جنيه    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    استعدادًا لموسم السيول.. الوحدة المحلية لمدينة طور سيناء تطلق حملة لتطهير مجرى السيول ورفع الأحجار من أمام السدود    مصطفى كامل يحتفل بعقد قران ابنته    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    "أسترازينيكا" تعترف بمشاكل لقاح كورونا وحكومة السيسي تدافع … ما السر؟    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    مدينة السيسي.. «لمسة وفاء» لقائد مسيرة التنمية في سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
جرحي الاستثمار !!
نشر في الأخبار يوم 02 - 04 - 2016

كانت غاية السياسة طوال الاربعين عاماً الماضية هي بيع ما أنجزناه خلال فترة الستينيات قد يتعجب أساتذة الاقتصاد ومفكروه من أصحاب الياقات المنشأة والساعات الذهبية من أن أعظم مستثمر في تاريخ مصر الحديث هو الشعب المصري. ببساطة شديدة أنه في فترة حكم عبد الناصر استطاعت السياسة المصرية أن تجتذب أضخم استثمارات عرفتها مصر.. بنينا في تلك الفترة السد العالي وبنينا مصانع الحديد والصلب وأقمنا مصانع الاسمنت وانشأنا شركة كيما ومئات المصانع والشركات التي استعنا فيها بالخبرة الاجنبية وبالقروض الاجنبية، وقمنا بسداد معظم هذه القروض في صورة سلع تصدير تضمنت بصلاً وأرزاً وبرتقالا وأثاثا من دمياط، ذلك ما أنعش هذه المدينة.
تلك هي انجازات السنوات التي اطلق عليها سنوات الانغلاق. فلما جاءت سنوات الانفتاح لم نر خيراً، فلا استثماراً ذا قيمة. أحدثنا خلال أربعين عاماً من رفع هذا الشعار ولا توظيف للعمالة ولا تشجيع للصادرات حدث بسبب هذه الانفتاح، قصاري ما شاهدناه يا جماعة الخير هو قري سياحية للهو واللعب والسياحة، وذلك استثمار هش سريع التبخر اطاحت به عمليات الارهاب، وأقعدت العاملين به بالبيوت فإذا نحن نهش وننش ونستجدي سياحاً من هنا وهناك.. وطوال سنوات الانفتاح تلك ونحن نوظف في قوانين ونعدل في قوانين ونرفع شعارات هدفها جذب الاستثمارات الخارجية، ونستخدم شعار تدليل المستثمر لوأد أي ميول وطنية تسعي للمحاسبة او الرقابة، وبذلك تم نهب الموارد العامة للدولة.
وكانت غاية السياسة طوال الاربعين عاماً الماضية هي بيع ما أنجزناه خلال فترة الستينيات تحت زعم توسيع قاعدة الملكية والإصلاح الاقتصادي، والطريقة معروفة واصبحت واضحة لكل ذي عينين وهي ترك المشاريع دون تجديد او صيانة فتتعطل، فنخسر، فيخرج علينا جهابذة الاقتصاد يلعنون الملكية العامة ويطرحون احصائيات مشبوهة ثم ينتهي الامر ببيع المصانع والشركات التي تملكها الدولة الي مستثمر أجنبي يطرد عمال المصنع ويعبث بالملكية العامة مع ما يصاحب ذلك من فساد للجان التي قدرت وقيمت واللجان التي باعت.. وبذلك كانت سنوات الانفتاح سنوات للنهب والفساد والانحراف ومناصبة العداء للعناصر الوطنية، ولسنا في حاجة إلي أن ندرس معادلات الاقتصاد المعقدة حتي نفهم كيف تم التلاعب بنا والشواهد لا تحتاج إلي تفكير، فضعف الجنيه المصري حتي أصابه التخفيض بعد التخفيض، وشحت العملة الصعبة واشتد الغلاء كل ذلك بسبب تلك السياسات غير المسئولة وغير الوطنية.
ذلك تاريخنا القريب وقد عاصرنا حقبتين، حقبة اطلقوا عليها الانغلاق، وأخري أطلقوا عليها الانفتاح، والتمييز بين حال وحال لا يحتاج الي نصاحة ولا ثرثرة، انما هم أغنياء نهبوا وينهبون المالية العامة وفقراء لا يجدون ما يقيهم ذل السؤال.. لذلك فإن الاستمرار في تلك السياسات بات معيباً، ولله الامر من قبل ومن بعد، وليس امامنا الآن الا ان نعترف بأن الاستثمار الحقيقي لن ينجح الا بقيادة الدولة هي التي تحدد الاولويات وتعقد الاتفاقيات وتنظم طريق السداد وعليها في كل ذلك أن تراعي اختيار المشروعات كثيفة العمالة ودعم الصناعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ∩بحق وحقيقي وليس بالتصريحات والشعارات فقط∪ حتي يجد شبابنا فرصة للعمل وعلي الدولة ان تراعي ان يكون السداد عن طريق سداد صادرات مصرية حتي نشجع الانتاج والصناعات المصرية.
ذلك هو طريقنا بالتوازي مع المستثمرين الوطنيين والاجانب ولا مجال بعد هذا لكي نسمع من جهابذة الاقتصاد واصحاب الساعات الذهبية، ثرثرة قادتنا الي ما نحن فيه من أزمة مستحكمة وتضخم سبب شللاً للاقتصاد وجرحي وضحايا لذلك الاستثمار.
إن استحداث واعادة وزارة قطاع الاعمال العام في التشكيل الوزاري بعد التعديل، بعد الغائها لا يعني الا شيئاً واحداً هو بيع ما تبقي من الملكية العامة وذلك هو الهلاك المبين. أفيقوا يا قوم.. افيقوا يا قوم فقد ادت هذه السياسة إلي تصدع النظام ووضعت البلد في مأزق علينا ان نستعيد سياسة وطنية عبر دولة قوية قبل أن تتأزم الاوضاع أو تدركنا الكارثة.
ثوار الفضائيات يطلبون الثمن !
تمكين الشباب واحتواء الشباب واشراك الشباب في تحمل المسئولية وتولي قيادة العمل الوطني في مجالاته المختلفة. كل هذه العبارات بكل ما تحمله من معاني عميقة جعلت الكثيرين من الشباب يتصورون ان لهم الحق كل الحق في اعتلاء المناصب العليا نواباً او مساعدين للوزراء والمحافظين، ولماذا لا يكونون هم وزراء او محافظين فالامر لا يقتصر علي مناصب مساعدي او مستشاري هؤلاء المسئولين فالآمال اصبحت بدون سقف والامر وصل بالبعض إلي ان يكون ضمن مستشاري رئيس الوزراء ومنهم من دخل قصر الاتحادية الي جوار الرئيس.
نعم كل ذلك صحيح لكن هل توافرت في الشباب الخبرة والاستقرار لشغل هذه المناصب حتي يتحقق الهدف من مشاركة الشباب في قيادة العمل الوطني بعيداً عن التهميش.. القضية ليست في الكلام فقط او من يستطيع ان يتحدث في هذه القضايا، مع نقص الخبرة العملية.. ملايين من الشباب الباحثين عن وظيفة تناسب مؤهلاتهم الدراسية او خبراتهم العملية، والكثيرين يحملون مؤهلات دراسية وعلمية عليا وشهادات ماجستير ودكتوراه فالشباب الذين شاركوا او كانوا ضمن ثوار يناير او يونية يعتبرون أنفسهم الاحق بتلك المناصب دون أي شروط.
ثم ماذا حدث؟ فشل الجميع في أن يحقق اي اثر يذكر في الوظائف التي شغلوها شكلاً ومنظراً وليس موضوعياً لأنها وظائف شخصية ليست لها اختصاصات محددة ولا توجد في الهيكل الوظيفي للوزارات والمحافظات والهيئات وليس لها تمويل من الموازنة العامة للدولة.
باختصار مع التغييرات الوزارية المتلاحقة والسريعة اختفي الكثير ممن كانوا يشغلون هذه الوظائف لكنهم مصرون علي الاحتفاظ بالمسمي الوظيفي فمنهم من يحمل لقب مستشار رئيس الوزراء سابقاً، او مستشار السيد رئيس الجمهورية السابق وعدد يحتفظ بالمسمي الوظيفي مساعد الوزير سابقاً وهكذا.. معظم الشباب الذين يطلقون علي انفسهم ∩ناشط سياسي∪ وهم منتشرون علي الفضائيات ووسائل الاعلام ويتحدثون علي انهم يمثلون الشباب تحت مسميات وائتلافات لا تعد ولا تحصي بل ليس لها وجود علي ارض الواقع .
الشيء الغريب أن هؤلاء الشباب يعيشون ∩الدور∪ او يحاولون تمثيل دور الزعماء السياسيين وكبار المسئولين في وسائل الاعلام وبمجرد أن يوجه مقدم البرنامج السؤال ينطلق الشاب او الناشط في الحديث وكأنك ضغط علي زر جهاز التسجيل فتسمع محاضرة في السياسة والنضال الاجوف وحقوق الانسان وتمكين الشباب وعقبات الاحتواء والفرق بين الاحتواء والتمكين وان الشباب يرفض الاحتواء ولا يتوقف الناشط أو المرشح السابق الا بعد محاولات متعددة لمقدم البرنامج لايقاف زر التشغيل للجهاز.. اسف ايقاف الناشط عن الكلام!
باختصار فإنهم في الاغلب الاعم كتلميذ يُسّمع نصاً في كتاب أو ابيات شعر لا يمكن ان تفهم منه أي معاني!
المهم هؤلاء النشطاء لا نعرف من أين ينفقون علي أنفسهم أو ما الوظيفة التي تدر عليه دخلاً ينفق منه علي نفسه وتلبية احتياجاته المعيشية، في الغالب الوظيفة هي ناشط سياسي ويبدو ان هذه الوظائف تدر عائداً كبيراً لأن الكثير من النشطاء قمة في الشياكة ويمثلون تيارات سياسة متعددة ليس لها قواعد ولا انصار فقط مقار وزوار!
بعد قيام ثورة 25 يناير ومع بداية التظاهرات العمالية والفئوية والوقفات الاحتجاجية لاعلان المطالب الفئوية، كان المسئولون يطلبون من قادة هذه التظاهرات اختيار عشرة من اعضاء هذه الحشود لمناقشتهم في مطالبهم لمحاولة ايجاد حلول لها.
حدثني أكثر من صديق من الوزراء الذين كانوا مسئولين في تلك الفترة ان العدد الذي يتم الاتفاق علي اختياره من قادة المظاهرات يكون عشرة أفراد نجد ان العدد يرتفع الي ثلاثين او اقل قليلاً او أكثر وكنا نرجو قادة المظاهرات ان يكون العدد قليلا حتي نستطيع ان نصل الي حلول ونوفر مناخاً مناسباً لتدارس المطالب فنجد أن هناك اصراراً علي زيادة أعداد ممثلي العمال.
ولم يختلف الاصدقاء من الوزراء او كبار المسئولين فيما سمعت منهم حكاية واحدة مكررة بعد مناقشة المشاكل والمطالب يتم الاتفاق علي تسوية عدد منها علي ان يتم تأجيل باقي المشاكل والقضايا لمرحلة قادمة للدراسة وتدبير الموارد لاصدار قرارات الحل، فنجد التشدد من البعض والموافقة من الاغلبية. وهناك من يرضي بما تم الحصول عليه، لكن الشيء الذي يكاد يتفق عليه الاغلبية هو أنه اثناء المفاوضات ان الاغلبية من ممثلي المتظاهرين ان كل واحداً منهم يطلب مني دقيقتين بعد الحوار ويتكرر الطلب من اغلب الحاضرين!
وبمجرد أن ينتهي الاجتماع يأتيني كل من طلب دقيقتين ويتنحي جانباً ويقترب من أذني مؤكداً يا معالي الوزير انا لي طلب واحد لو أن سيادتك اوجدت لي وظيفة بجوار سعادتك فلن تري لا احتجاجات ولا اعتصامات ثم يعطيني ورقة بها بياناته!. ثم يأتي آخر يا معالي الوزير لدي أمنية وحيدة طلب تعيين لابني الأكبر خلص جامعة وقاعد في البيت ذي البنت البايرة واعتبرني من رجالتك ومش حتشوف الكلام ده تاني! يعطي الوزير الطلب في ظرف مغلق!. ثم يأتي من بعده آخر يشكو له حالة خاصة وأن حاله وقف واصبح لا يعمل ولديه اسرة ضخمة العدد تحتاج طعاما وكساء وعلاجا ودروسا خصوصية عايز سيادتك تساعدني علي استغلال اعلانات أحد الطرق الصحراوية انا معنديش شغل ثم يتناول الوزير طلب بهذا الشأن مؤكداً له انا بقي حا اريحك من كل الكلام ده بس والنبي معاليك ما تنسانيش!!
وتتكرر الطلبات الفردية والشخصية من قادة المظاهرات وبعض ممن كانوا ينتمون للنشطاء السياسيين للحصول علي مزايا او حل مشاكلهم الشخصية، وبالفعل استطاع كثيرون من هؤلاء ان يحققوا مكاسب قلت أو كبرت لكنها مكاسب لم يكونوا بالغيها لولا قيام الثورة ومشاركتهم فيها!
أما الشباب الثائر الحقيقي الذي ضحي بحياته واصابته في جسده وصحته وقدم الكثير والكثير وفقد كل شيء هؤلاء مازالوا في السجون نتمني ان يخرجوا منها لأنهم ضحوا ويستحقون الحياة بكل الحرية!
دعوة مستجابة لوزير الإعلام !
حالة الفوضي الاعلامية التي نعيشها والتجاوزات والخروقات التي تصدمنا يومياً بانتهاك مهنية الاعلام بكل وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة والاعلام الاليكتروني، حالة التخبط تلك دفعت الكثيرين للمطالبة بضرورة تعيين وزير للاعلام، وفات الكثير منا أن الوضع الاعلامي بعد 25 يناير 2011 اختلف اختلافاً جذرياً عنه قبل 25 يناير.
حيث كان يتولي صفوت الشريف الرجل القوي في نظام الرئيس الاسبق مبارك حقيبة الإعلام الرسمي في يد والإعلام الخاص في اليد الأخري مطبقاً سياسة ∩العصا والجزرة∪ حتي أن بعض المسئولين عن إدارة هذه الوسائل الاعلامية الخاصة ومعظمهم ان لم يكن جميعهم من ابناء المؤسسات الإعلامية القومية، كانوا يقدمون له كل فروض الطاعة والولاء مؤكدين انهم يرحبون ويتشرفون بالعمل في أي مكان يضعهم فيه صفوت الشريف في اشارة لا تخلو من ∩الخباثة∪ منهم إلي تطلع اكثرهم الي تولي رئاسة تحرير أو إدارة المؤسسات الاعلامية الرسمية!
باختصار كانت كل الامور تحت السيطرة إلا عددا محدودا جداً من الكتاب والصحفيين والإعلاميين كانوا خارج تلك السيطرة!. ما يقرب من ربع قرن ادار صفوت الشريف الاعلام المصري وحقق فيه نجاحات لا تنكرر!، وكانت لديه امنية غريبة افصح عنها للمقربين منه كان يرددها وهي ان يكون هو آخر وزير للإعلام في مصر!
وقبل أن يترك حقيبة الاعلام احترق طابقان من مبني ماسبيرو وحاصرت قوات الاطفاء الجوي من القوات المسلحة النيران وأطفأتها تماماً ويبدو ان الله سبحانه وتعالي قد استجاب لدعوته بعد فترة من تركه منصب وزير الاعلام وتحققت امنيته ولكن بعد حين، لكنها تحققت بالفعل، ربما كانت تلك الامنية نابعة من إيمان الشريف بضرورة رفع كل القيود عن حرية الاعلام، ربما كانت هذه الامنية كامنة في صدره وعقله ولا يستطيع ان يعيش حتي يري احداً جالساً علي المقعد الذي تحصن فيه عشرات السنين!
بالفعل لم يهنأ أحد من الذين حملوا حقيبة الإعلام بالمنصب ولم يمكث فيه أحد فترة تتخطي الاسابيع أو الشهور الا وكانت جحيماً مليئا بالمشاكل التي تفجرت والاعتصامات والاحتجاجات من داخل الوزارة او من خارجها بعد ثورة يناير، مما انعكس علي الاداء الاعلامي بصورة سيئة مهنياً، حتي الغي المنصب في التشكيل الجديد طبقاً للدستور الجديد. لكن تلك الامنية التي تحققت استجابة لدعوة الشريف لم تكن هي الاولي التي تحققت فقد اعتلي الشريف منصب رئيس مجلس الشوري، وكان غير راض عن ترك منصب وزير الاعلام، لكن من اوفده لرئاسة مجلس الشوري أسر إليه هامساً.. لقد كنت تتمني ان تسيطر علي الصحافة ابشر فكلها دانت لك من خلال مجلس الشوري فأرني ماذا ستفعل.. ابتسم الشريف وتعهد خيراً لمن كلفه!
وبنفس طريقة أنا آخر انسان في المكان التي سار عليها الشريف بالفعل كان هو آخر رئيس لمجلس الشوري قبل ثورة يناير وقبلها بسنوات احترق مبني المجلس التاريخي والاثري بصورة مرعبة وكاد ان يختفي من الوجود تماماً وكان الشريف رئيساً له وتمكن من اعادة بنائه، تم تشكيل المجلس بعد ثورة يناير ولم يستمر سوي عام تقريباً في ظل حكم جماعة الإخوان وتم حله مع ثورة 30 يونية بل والغي تماماً بحكم الدستورية تلبية لامنية الشريف الذي كان آخر رئيس للمجلس قبل ثورة 25 يناير! الاكثر غرابة ايضاً ان المجلس الاعلي للصحافة الذي كان يرأسه صفوت الشريف احترق بالكامل اثناء ثورة 25 يناير وكان الشريف آخر رئيس له ايضاً.. كما كان الشريف آخر أمين عام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم (المنحل) وقد احترق المبني التاريخي الذي كان يضم مكاتب الحزب وقاعاته المختلفة بالكامل واستمر الحزب حاكماً لمصر لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً ترك فيها بصماته علي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر وكان اخطرها هو تجريف مصر من القيادات وحرمانها من اصحاب الخبرات، ونهب بعض المسئولين واصحاب النفوذ أموال وممتلكات الشعب المصري ووضع اسس التوريث الذي طبق في جميع المجالات ومؤسسات الدولة ولم يتمكن من تطبيقه من حاولوا اختراعه وتطبيقه في مؤسسة الرئاسة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.