في عالم الصحراء الفسيح يزدهر صيد الصقور الذي قد يقلب حياة اصحابه رأسا علي عقب خاصة ان سعر بعض أنواعها النادرة قد يصل الي مليون جنيه. ونظرا لاهمية هذا النشاط فقد سنّ له ابناء البادية قوانين تنظمه وتمنع اي نزاعات يتوقع حدوثها وتعتبر رحلة الصيد نفسها مغامرة قد تنتهي بمكسب وفير أو يكتب الفشل فيها كلمة النهاية، وتضيع علي الصياد امواله التي انفقها علي «رعاية الطعم» الذي يتكون من طيور اخري مسالمة أو علي ادوات الصيد الثلاث «الشرك، الفريزة، والطباقة». يوضح يادم ناجي العوامي عمدة إحدي القبائل ان تجارة الصقور في مصر بدأت في خمسينيات القرن الماضي وكان سعر الطائر الاصلي يبلغ 1000 جنيه، ثم اخذت الاسعار ترتفع مع اقبال الاخوة في الخليج علي الشراء لان الاسعار هنا ارخص وهو الامر الذي دفع الصيادين الي تطوير ادوات الصيد. ويضيف العوامي : تختلف أنواع الصقور حسب أحجامها وسلالتها ومواصفاتها، وبالتالي تتنوع أسعارها، فمثلا الصقر الأبيض «سقاوه» ويندر اصطياده، لانه من الصعب الإمساك به حتي في حالة وجوده وقد يصل ثمن الواحد منه إلي مليون جنيه، وتكمن صعوبة صيده في أنه يقوم باصطياد فريسته عند ظهورها علي شفق الشمس عند الشروق أوعند الغروب فقط، كما يوجد نوع آخر وهو الصقر «الأشقر»، ويتراوح ثمنه بين 300 ألف و500 ألف جنيه، كما يوجد الصقر «الذهبي» ويصل ثمنه إلي 500 ألف جنيه تقريبا، أما الصقر «الأحمر» و«الثريا» فيتراوح ثمنهما بين 150 ألفا و200 ألف جنيه. ويتابع العوامي قائلا : أما طائرالشاهين، فهو الأنثي، والذكر يطلق عليه «الكراك» ويوجد منه 4 أنواع تقريبا، تتراوح أسعارها بين 300 و500 ألف جنيه.. ويشير الي أنه توجد طيور أقل جودة وسعرا، وتبدأ أسعارها من 70 جنيها، ومنها «القشة» وهو نوع من الصقور لا يتجاوز ثمنه 500 جنيه، ويتغذي علي الحمام والسمان والقمري، أما «الباز» فلا يوجد منه إلا القليل وليس له أية أهمية في صحراء مطروح لأنه يستخدم في صيد الأرانب فقط، وأخيرا «البورقيص» وهو طائر لا يتعدي ثمنه 100 جنيه ويتغذي علي الطيور المهاجرة الصغيرة وبعض الحشرات. ويتحدث حامد عقيله السمالوسي، صاحب محل أدوات صيد الطيور عن تلك المستخدمة في صيد الصقور فيوضح انها 3 أنواع «شرك وفريزه وطباقه» ويشير الي ان «الشرك» عبارة عن 3 خيوط غليظة ومتينة بطول الطائر يتم ربطها ببعض عيدان الأشجار ويخرج من تلك الخيوط خيوط أخري رفيعة بطول 10سم، وفي آخر كل خيط تصنع عين بحيث تنضم العين علي أي جسم يدخل فيها وتقوم بالامساك به، وتوضع علي ظهر الحمام أو السمان أو القمري التي تستخدم كطعم لتوقع بالصقور. أما الفريزة، فهي شبكة من الخيوط علي شكل كرة وتخرج منها الخيوط الرفيعة، يوضع الريش داخلها ويتم ربطها بأرجل «البورقيص» وهو «طعم» آخر لكي يظن الصقر أنه يحمل فريسة وينقض عليه لأخذها منه، وأخيرا «الطباقة» وهي عبارة عن مربع من فردتين من الخيوط الغليظة وبها خيوط رفيعة. ويشير «السمالوسي» الي ان تكلفة الادوات الثلاثة تقترب من 1500 جنيه لكن تكلفة الصيد تزيد علي ذلك حيث يتم شراء البنزين والمياه والأكل وطيور «الطعم» ، في رحلة صيد تستغرق أسبوعا كاملا، ولا يعرف الصياد في النهاية ما إذا كان الحظ سيحالفه أم سيتم انفاق هذه المصروفات دون جدوي، أما في حالة الإمساك بطائر الصقر أو الشاهين فإن الحال سيتبدل إلي الأحسن حيث ستذهب الديون وتتحسن الحالة المادية ويكون لدي الصياد دافع اكبر لمواصلة الصيد حتي نهاية الموسم». ويركز جوبة العوامي علي قوانين الصيد التي يجب ان يلتزم بها الصيادون، فمن يصطاد علي البحر وبجواره صيادون آخرون او حتي مارة يصبح ثمن صيده حقا للجميع، وهذا يحدث في الضبعة فقط، أما في العلمين والعميد فيوجد قانون آخر يمنع أي احد من الاقتراب من الصياد وهو يحاول الإمساك بالصقر أوالشاهين إلا بعد أن يطلب المساعدة بنفسه من الصيادين المجاورين. مطروح - مدحت نصار