لست متأكدة من تعليق اليونسكوعلي المستوي الجمالي لتماثيل الميادين المصرية، ومطالبتها لوزارة الثقافة المصرية بالتوقف عن إنتاج المزيد من التماثيل في الميادين (الخبر متداول بصورة ساخرة، وواسعة الانتشار في العديد من الصحف والمواقع الألكترونية)... وسواء كان الخبر صحيحا أوغير صحيح.. فعلها اليونسكو أو لم يفعلها، فأن التدهور الذي وصل إليه مستوي التماثيل المصرية، حقيقة واضحة نراها رؤي العين في الشوارع والميادين... خلال العام الماضي فقط، أثارت العديد من التماثيل القبيحة والمشوهة، كثيرا من الجدل والإستياء العام.. في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، قام الأهالي بإزالة تمثال مشوه (لرأس نفرتيتي) من مدخل المدينة... وفي مدينة سفاجا بالبحر الأحمر، احتج الأهالي علي رداءة مستوي تمثال (عروس البحر) البعيد تماما عن فكرة عروس البحر، والمفتقد للمقاييس الجمالية... وفي أسوان استمر الجدل طويلا حول تشويه تمثال (العقاد)... تماثيل الميادين التي وضعت في شوارع القاهرة خلال السنوات الماضية لنجيب محفوظ وعبد المنعم رياض وأحمد شوقي وطه حسين، هي أيضا مختلة النسب، وخالية من الجمال والفن، وتشويه للشخص والتاريخ..! أسباب عديدة لتلك الحالة من التردي الجمالي، أولها تدخل السياسة والتجارة، وتحويل العمل الفني إلي عمل من أعمال المقاولات، تكلف به عادة شركات مقاولات، وإدارات هندسية، لا فنانون ونحاتون..علي مدخل قناة السويس الجديدة، أقامت الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، مجموعة من التماثيل والقطع النحتية والجداريات، هي أيضا صورة لتلك الحالة من التردي الجمالي..! والنتيجة أعمال بعيدة عن القيم والمقاييس الجمالية، وإهانة فعلية لتاريخ حضاري فخره العمارة والنحت.