السائق يروى اللحظات العصيبة للحادث علمت »الأخبار« أن الملازم أول صلاح الدين أشرف السجيني المتهم بإطلاق الرصاص علي سائق ميكروباص بشارع الجزائر بالمعادي الجديدة قد تم نقله لأحد مستشفيات الشرطة حفاظاً علي حياته بعد ان ترددت شائعات عن محاولة أهل السائق الفتك به.. تم وضع الضابط داخل غرفة مستقلة تحت حراسة مكثفة من الشرطة بعد ان قررت النيابة حبسه 4 أيام وتجديدها 51 يوماً أخري. وقد واصلت نيابة البساتين تحقيقاتها مع الضابط المتهم وانتقل محمد عبدالمنعم رئيس النيابة الي المستشفي لسماع أقواله فقال الضابط إنه كان قد حصل علي اجازة ثلاثة أسابيع من عمله بالأمن المركزي لاجراء عملية جراحية في كتفه في مستشفي الشرطة بالعجوزة بسبب اصابته بخلع متكرر فيه وأضاف انه عقب حصوله علي قرار التحويل الي قسم العظام توجه الي المستشفي وكان برفقته شقيقه عبدالرحمن »41 سنة« واستقلا سيارته الخاصة وأثناء سيره بشارع النصر وبسبب ضيق الشارع وزحام الطريق توقفت احدي سيارات الميكروباص في عرض الشارع لتحميل الركاب وأمام سيارة الضابط الذي اخذ في اطلاق »الكلاكسات« طالباً من السائق افساح الطريق له الا ان المجني عليه هبط من سيارته وانهال عليه بالسباب والعبارات النابية قائلاً »انتو راح زمنكو خلاص« وأضاف الضابط للنيابة انه توجه للسائق لمعاتبته فنشبت بينهما مشاجرة تدخل فيها زملاؤه السائقون الموجودون بالمنطقة فخشي الضابط من الفتك به فأخرج سلاحه الميري من ظهره وأطلق رصاصة في الهواء لارهاب السائقين الا انهم تجمعوا وحاولوا خطف السلاح منه وأثناء تجاذب الطرفين للطبنجة خرجت رصاصة اخترقت كتفه فسقط في الأرض من أثر الطلقة.. وأكد الضابط في اقواله انه فور سقوط السائق حاول الاطمئنان عليه ونقله للمستشفي الا ان السائقين والأهالي هجموا عليه وانهالوا عليه ضرباً وركلاً ولم يشعر بنفسه الا وهو بالمستشفي.. كما سألت النيابة الضابط هل هناك اي محاولات لانقاذه من قبل الأهالي المارة؟ فأجاب أن شقيقه الصغير عندما شاهد تعرضه للضرب من السائقين اتصل بوالدته المقيمة بمنزل الأسرة بالقرب من موقع الحادث وأخبرها »الحقي يا ماما بيقتلوا صلاح« ولم تمر دقائق قليلة حتي حضرت السيدة وهرعت من مشهد نجلها وخرت علي الأرض في محاولة لحمايته من سيل الضربات. انتقلت »الأخبار« الي مستشفي المعادي العسكري حيث يرقد السائق المصاب عاطف محمد السيد بغرفة العناية المركزة ويسرد القصة قائلا: انه في ظهر يوم الحادث توقف بسيارته الميكروباص بطريق النصر لنزول سيدة مسنة من السيارة الامر الذي ادي الي تعطل المرور للحظات حيث كان الضابط يمر بسيارته من الخلف وعندما تمكن المرور توقف الضابط امام سيارة السائق وانهال عليه بالسباب والشتائم به وبوالدته الامر الذي اصاب نفسيته فهبط من السيارة لمعاتبته فتعدي عليه الضابط بالضرب ثم اخرج مسدسه ووضعه علي صدره وهدده باطلاق الرصاص إلا ان السائق قال له »مش هتقدر تضرب.. كفاية بهدلة في الناس« وما هي إلا لحظات حتي خرجت الرصاصة واصابت كتفه وسقط علي الارض غارقا في دمائه وسط ذهول المارة والاهالي ثم قام الضابط بحمله وشخص كان برفقته الي صندوق السيارة بغلاظة قلب إلا ان السائق رفع يديه عندما شاهد منظر الدماء التي لطختها مشيرا الي رفضه نقله ويقول اللواء طبيب مجدي الشاذلي مدير مستشفي المعادي العسكري ان حالة المصاب مستقرة بعد ان تم ربط وريد اصابته الرصاصة ثم تم نقله للعناية المركزة بسبب اصابته بانسكاب بلوري هوائي علي الرئة ويمكن خروجه من العناية خلال أيام قليلة. وتبين من التحقيقات التي باشرها صلاح جلال مدير نيابة البساتين ان حالة الضابط المتهم سيئة بسبب تعرضه لكدمات شديدة ومتفرقة بجميع أنحاء جسمه أما بالنسبة للسائق المجني عليه فرغم تحسن حالته وافاقته الا ان الطبيب رفض استجوابه من قبل النيابة لحين تحسن حالته تماماً.. أمرت النيابة باشراف المستشار ممدوح وحيد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بتكليف المباحث بسرعة الوصول لسلاح الضابط المستخدم في الحادث وفوارغ الطلقات.