الرئيس التركى إردوغان تبني وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون موقفاً مناهضاً لإبرام اتفاق سريع مع تركيا، يذيب ألواح الثلج التي خيمت علي العلاقة بين البلدين منذ فترة ليست بالقليلة، واعتبر يعالون خلال زيارة عمل للسويد، أنه سيُعارض خلال انعقاد المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية أية فكرة، تدعو إلي الهرولة في تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لاسيما في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها أردوغان منذ تضييق الخناق عليه اقتصادياً من قبل روسيا.وفي سياق مقاله المنشور بموقع «NFC» العبري، قال الخبير والصحفي الإسرائيلي يوني بن مناحم، إن العديد من الدوائر السياسية في تل أبيب غير يعالون، تتبني وجهة نظر وزير الدفاع، التي يعارضها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إذ تشير تقديرات ديوان رئاسة الوزراء في تل أبيب إلي أن نتانياهو يؤمن بتسريع وتيرة الاتفاق مع تركيا والتعاطي مع المطالب وربما الشروط، التي وضعها أردوغان نظير استئناف تقاربه مع الدولة العبرية، لكن المعارضين لذلك وفي طليعتهم يعالون، يؤكدون أن أردوغان «حليف غير مأمون»، وتاريخ علاقته وحزبه بإسرائيل، يؤكد أنه قد يدير ظهره لتل أبيب في أي وقت، ومن دون سابق إنذار. وبحسب مقال الخبير الإسرائيلي، يعتمد أردوغان وحزبه في سياسته علي تطلعات إقليمية، فالرجل وفق تقديرات إسرائيلية يسعي لرئاسة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، ويؤمن بأن تلك المكانة ستدعمه في فرض الهيمنة التركية علي منطقة الشرق الأوسط؛ كما أن تركيا ورئيسها باتا في الوقت الراهن ملاذاً للذراع الإخوانية في قطاع غزة (حماس)، ولعل ذلك كان سبباً في عودة الوفد الإسرائيلي خالي الوفاض من جنيف، بعد المفاوضات التي أجراها مع نظيره التركي، فلم ينه الطرفان تفاصيل الاتفاق النهائي، ولم يجد ممثلو الطاقم الإسرائيلي ما يخرجون بها علي وسائل الإعلام سوي عبارات تقليدية، انطلقت من لسان رئيس الوفد، موفد رئيس الوزراء الإسرائيلي المحامي يوسف تسحنوبر، ونائب رئيس الديوان يعقوب نيجل، إذ قالا في أعقاب اللقاء: «إنه تم إحراز تقدم في المباحثات، لكن لا تزال العديد من الخلافات، التي تفرض نفسها علي الجانب الإسرائيلي، وهو ما يُلزم باستمرار المباحثات». وفي تعليقه بعد عودة الوفد الإسرائيلي من جنيف، قال وزير الدفاع موشي يعالون، انه من المستبعد إبرام اتفاق مع تركيا، التي تصر علي استضافة قيادات العناصر الحمساوية في اسطنبول؛ وأضاف: «إن ما يهتم به أردوغان حالياً في مسألة تحسين العلاقات مع إسرائيل، هو تفادي الأزمة التركية مع روسيا، وتوفير بديل يحصل منه علي الغاز الطبيعي. وفي هذا الإطار رأي الكاتب الإسرائيلي أنه لابد من التعامل بحذر مع أردوغان، لاسيما بعد انقلابه علي الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة، حينما وجه إلي واشنطن رسالة تحذير تحت عنوان «اختاروا بين تركيا أو الأكراد»؛ وفي تلك الإشكالية يقول الكاتب يوني بن مناحم، إن الرئيس التركي يسعي للحصول علي دعم دولي لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا، تحول دون إقامة دولة أو حتي منطقة حكم ذاتي للأكراد علي حدود بلاده؛ ورغم ضعف تلك المؤشرات، إلا أن أردوغان ينظر بعين الرهبة للإنجازات التي يحققها عدوه بشار الأسد علي الأرض، ويعتقد أن ما هو مستبعد قد يري النور بين عشية وضحاها، لاسيما في ضوء الدعم والتعزيزات التي يمنحها الدب الروسي بلا حساب لنظام الأسد.