الدم وصوت الرصاص والذل والاهانة والاستبداد والرشاوي وغياب تام للسفير المصري هي العناوين التي قالها المصريون العائدون من طرابلس علي الجسر الجوي الذي نظمته مصر للطيران وقوامه خمس رحلات، انفجر المصريون من مختلفي الطبقات طارة بالبكاء وأخرها بتحيا مصر فور وصولهم صالة الوصول بمطار القاهرة الدولي، كما طالب كل العائدين بتوفير جسر جوي اكبر من ذلك لإنقاذ آلاف الذين يفترشون مطار طرابلس، فالبعض قام بقضاء يومين وثلاثة أيام بجوار صالات السفر بمطار طرابلس ليتمكن من العودة إلي مصر وترك كل ما يملكه هناك كما ان البعض لا يحمل أي أموال معه، عدم وجود المأكولات والمشروبات والمعاملة السيئة وعدم توافر دورات مياه وإذا رغب احد دخولها يقوم بدفع رشوة بالمطار، كما تسبب خطاب سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي معمر القذافي الذي وصف المصريين بأنهم محرضين في هذه الثورة مع التونسيين في معاملة سيئة للمصريين . في البداية أكد اشرف إبراهيم عامل كان يسكن بمنطقة سوق الجمعة بطرابلس أن ضرب النار كان بكثافة ومن كل مكان ومن الصعب أن تحدد من يقاتل من إلا انه تمكن من خلال أصدقاء ليبيين له من الهروب عبر الشوارع الداخلية وترك كل ما يملكه هناك حتي تمكن من الوصول إلي مطار طرابلس حيث وجد معاملة سيئة من العاملين هناك، انتظر بجوار صالات السفر ثلاثة أيام دفع خلالها 500 دينار رشوة حتي تمكن من ركوب الطائرة والعودة إلي مصر.. بينما أكدت الصيدلانية رضوي مؤمن التي تعمل بأحدي شركات الأدوية هناك أنها كانت تسكن مع أسرتها بمنطقة الزاوية ودائما ما كانت تسمع أصوات طلقات النار قادمة من كل الاتجاه إلا أن الشركة التي تعمل بها قامت بتجميع الأسر المصرية والتي بلغت 20 أسرة ونقلتهم إلي مطار طرابلس عبر الأتوبيسات لتبدأ مرحلة جديدة من العذاب هناك فكان دخول المطار صعب للغاية بينما تم السماح لجنسيات أخري بالدخول قبل المصريين، قالت قمنا بدفع رشاوي حتي تمكنا من الدخول وحجز مكان لنا علي الطائرة القادمة بينما هناك آلاف المصريين هناك ينتظرون الطائرات..إلا أن احمد عبد الناصر خفاجي مهندس بأحدي شركات البترول ومقيم هناك منذ عشر سنوات أكد أن الدم كان هناك منظر عادي في الشوارع وأفارقة يحملون أسلحة وأهل البلد الكل يطلق رصاص من كل الاتجاهات، وأكد ان جاره الليبي هو الذي احتضنه هناك لمدة ليلتين مع أسرته وبعد ذلك تمكن من الوصول إلي المطار ولم يجد دور واضح للعاملين بالخارجية المصرية ولا احد يسهل الإجراءات بالمطار بينما هناك سفارات أخري تقوم بتقديم كافة الخدمات للرعايا العاملين هناك وتسفيرهم. وأضاف محمد مناع ويعمل سباك وكان ساكن بمنطقة أبو سليم أن آلاف المصريين جالسين بجوار المطار ولا احد يسأل عنهم وعندما توجهوا إلي السفارة المصرية للسؤال عن السفير المصري هناك لم يجدوا أي إجابة سوي حاولوا التوجه إلي المطار للعودة إلي مصر، وقال انه لولا علاقته الطيبة مع الليبيين هناك ما كان تمكن من الوصول إلي المطار فقد قام بدفع 300 دينار ليبي للذين يقفون في الطرقات حتي يصل للمطار كما قام بدفع رشوة للدخول إلي صالة السفر وحجز مكان علي الطائرة ليعود إلي مصر وأضاف انه كان يشاهد الضرب في الشوارع والجثث وانه أن لم يكن سوف يدفع الرشوة كان سوف يكون هذا مصيره .