يتصور المسئول الذي تختاره القيادة السياسية لشغل موقع ما - كوزير أو محافظ أو رئيس مؤسسة أو مصلحة أو هيئة أو حي - أنه جاء ليعمل منفردا، وحسب مزاجه الشخصي، ورؤيته الخاصة للأمور، وقناعاته الشخصية، وتطفح علي مخيلته كل العقد الشخصية من الآخرين، خاصة لو كانوا أكفأ منه أو حتي مثله في الكفاءة أو أقل، ويتحول من مسئول ضمن منظومة حكومية تعمل بفكر ورؤية موحدة لتحقيق هدف أولي وأساسي هو تنمية مصر، ولا يتذكر في عمله سوي الأحقاد والضغائن التي توغر صدره علي من يعمل معه، ويبدأ في التخلص مما سبق ويمحو الإنجازات التي حققها سلفه وإن استطاع أن ينسبها لنفسه لفعل، وهذا للأسف في جينات الكثير من المسئولين في هذا الزمان، وهذه هي أزمة الحكومة بل أزمة مصر كلها. تصور أن رئيس الوزراء أو الوزير الجديد أو المحافظ بدأ عمله باستكمال ما أنجزه سلفه، ستجد مصر كلها إنجازات شاهدة علي إخلاص أبنائها الحاكمين والمحكومين، من هنا يجب أن يكون أول تعليمات يلقنها الرئيس للمسئول الجديد أن ينسي أحقاده خارج الكرسي، وأن تنتهي خلافاته النفسية والشخصية مع الزملاء والجيران، وأن يعلم أنه ضمن منظومة حكومية لها أهداف محددة ومطلوب منه انجازات محددة وفق جدول زمني فإن فشل يتم الاستغناء عنه مباشرة، وبألف سلامة، مصر عامرة بالكفاءات والخبرات. وليس عيبا أن يلتحق الوزير - قبل أن يتسلم كرسي الوزارة - بورشة تدريبية يعرف من خلالها أصول العمل وأخلاقياته، ويتدرب علي فنون البروتوكول والإتيكيت، ويتعلم مباديء العلاقات الدولية، ومباديء التحكيم الدولي، والأخطر من ذلك يتعلم كيف يجري الحوارات الصحفية والإعلامية، وكيف يواجه رجال الصحافة والإعلام، أقول هذا بمناسبة التصرفات الخارجة لعدد من وزراء حكومة شريف إسماعيل. دعاء : أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كلّ شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شرّ ما في هذا اليوم وشر ما بعده، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر.