شهدت منطقة مدينة السلوم فرارا جماعيا للمصريين من ليبيا بعد الاحداث الدامية التي تشهدها الجماهيرية منذ 71 فبراير الحالي.. تدفق اكثر من 5 آلاف مصري علي المنفذ البري امس وقامت القوات المسلحة باعداد 3 مستشفيات ميدانية تضم 06 طبيبا لتقديم الرعاية الطبية للعائدين كما تم اعداد 08 خيمة للنازحين مزودة بوسائل الاعاشة لهم. »الأخبار« وصلت الي الحدود المصرية الليبية بمنفذ مساعد الليبي والتقت المصريين الفارين من انهار الدم الموجودة بشوارع ليبيا علي حد وصفهم.. وقد ازدحم طريق مرسي مطروح- العلمين بمئات السيارات التي تحمل العائدين حيث اصطفت السيارات علي الطريق للبحث عن اية اطعمة بعد ان عاشوا اياما وليالي عانوا فيها من الجوع والخوف. التقت »الاخبار« بالعائدين شهود العيان علي ما شهدته المدن الليبية حيث اكد العائدون ان شعبية محافظة بني غازي والتي يقطنها مئات الآلاف من المصريين العاملين في ليبيا شهدت احداثا مأساوية وفقد المصريون تحويشة العمر وهربوا من الجحيم. رحلة الموت قال خالد إبراهيم "30سنة "من مركز منفلوط بمحافظة أسيوط وأحد العائدين من ليبيا أنهم لا يجدون كلمات تعبر عن الاهوال التي شهدوها في ليبيا طوال رحلة العودة أو "رحلة الموت" -كما اسموها ذ فبوجه شاحب مازال يعتليه الخوف والرعب بدأ خالد يحكي "للأخبار" عن مأساتهم قائلا: أيام قليلة بعد بدء المظاهرات في ليبيا الخميس الماضي بدأ ينفد الطعام والخبز الذي قمنا بتخزينه تحسبا لإضطرار أصحاب المحلات لإغلاقها نظرا للظروف التي تمر بها البلاد.. عندها خرجنا للشارع بحثا عن اي أطعمة فلم نجد وكدنا نموت من الجوع والخوف معا.. وقال ان الجيش الليبي أطلق الرصاص الحي علي المتظاهرين دون رحمة ورصاصاته لم تفرق بين مصري أو ليبي مما أدي إلي إصابة العديد من المصريين.. واشار إلي أن المواطنين الليبيين لم يملكوا سوي الحجارة والقنابل الجيلاتينية التي يستخدمها الصيادين في صيد الاسماك.. وأضاف شقيقه جمعة إبراهيم "أحد العائدين من ليبيا" أن المواطنين الليبيين كانوا يعاملون العمال المصريين معاملة جيدة. . مؤكدا أن مواطني بنغازي كتبوا علي أسوار منازلهم عبارات مثل "المصريون يساندون ثورة الشعب الليبي".. مشيرا إلي أن عددا كبيرا من العمال المصريين الذين تمكنوا من الخروج من منازلهم اثناء هذه المواجهات قاموا بالتوجه إلي مستشفي الجلاء ببنغازي التي تضم مئات المصابين والجرحي وذلك للتبرع بالدم لإنقاذ ارواح أخوانهم الليبيين.. مشيرا الي ان فرقة كاملة من مظلات الجيش الليبي إنضمت إلي المواطنين ببنغازي، مؤكدا أن الجيش الليبي لم يعد له سيطرة علي مدينة بنغازي بالكامل سوي مطار "بنينة" احد أكبر المطارات بالمدينة. قطع وسائل الإتصال وعن كيفية وصولهم الي الاراضي المصرية قال مصطفي غباشي انهم عثروا علي سيارة بالصدفة وافق سائقها علي نقلهم من محافظة بنغازي الي معبر السلوم مقابل 003 جنيه للراكب الواحد رغم ان الاجرة في الايام العادية لا تتجاوز ال 05 جنيها. يقول علي محمد علي »32 سنة« عامل زراعي من مدينة المنصورة انه كان يعمل في احدي المزارع الخاصة بمدينة بنغازي ومنذ بدء الثورة لم يبال بالاحداث واستمر في عمله الي ان زادت بشكل كبير في اليومين الماضيين وانقطعت الاتصالات وبدأنا نسمع اطلاق رصاص حي في شوارع بنغازي وفررنا من الجحيم ونحمد الله علي وصولنا الي منفذ السلوم واستقبلتنا القوات المسلحة.. ويقول ايمن خليفة من قرية الحواتكة بمحافظة اسيوط ان الشعب الليبي حملنا امانة توصيل ما يحدث علي الاراضي الليبية من قتل وازهاق ارواح من النظام الليبي.. اما عبدالقادر احمد سليمان فقال: ان قصف الطائرات زاد في اليومين الماضيين واصوات الرصاص نسمعها كل دقيقة من الصباح وحتي منتصف الليل ونحن لم نخرج من الغرفة منذ اندلاع الاحداث. جثث ومقابر جماعية ويقول محمد صلاح عبدالله يوسف من بني مزار بمحافظة المنيا ان اكثر من 01 آلاف من المرتزقة الافارقة يستعملهم النظام الليبي في ابادة الثوار الليبيين وقمنا انا وزملائي بحفر اكثر من 05 قبرا لجثث ليبيين في منطقة الكوفيه ببنغازي وعدنا عن طريق السيارات الليبية الي مصر.. ويقول فتحي كمال احمد عثمان حلواني شاهدنا الموت باعيننا ولكن الشعب الليبي تتم ابادته وقام صاحب المصنع الذي نعمل به بتوصيلنا الي المنفذ الليبي. قوافل طبية وقامت قافلة طبية من اتحاد الاطباء العرب »لجنة الاغاثة والطواريء« برئاسة رأفت سعد زغلول مدير الطواريء بلجنة الاغاثة وتضم 54 طبيبا ومحملين بأكثر من 4 أطنان ادوية بالدخول للاراضي الليبية واقامة مستشفيين ميدانيين بمدينتي بنغازي وطبرق بالاضافة الي نقطة اسعاف رئيسية علي اقرب نقطة بالحدود الليبية.