يا ولاد الذين..!.. كل السنين الطويلة هذه.. وانتم تضحكون علينا، وبنفس طريقة جدتي وهي تحكي لنا عن الغولة أو أبو رجل مسلوخة تحذر من مغبة الخروج من البيت وخطورته!. قالوا لنا أبو رجل مسلوخة هو الاخواني الذي يهدد امن الوطن وسلامة كنائسه ووحدته الوطنية عملوها فزاعة مخيفة وضخموا من وزنها السياسي لانهم كانوا يمثلون حزبا بلا أي وزن سياسي.. حتي باتت الحقيقة واشرقت شمس الثورة وتنفسنا هواء نقيا.. فهمونا والعالم كله أن اقباط مصر في خطر من المد الديني الاسلامي وظهرت حقيقة مصر الطيبة في ميدان التحرير وكل ميادين الوطن.. علي ومحمد حارسين الكنيسة بالليل.. ولم تتعرض كنيسة واحدة لاي طوبة حتي في غياب الامن.. وفي الميدان كان جورج يصب الماء لمصطفي وهو يتوضأ واثناء صلاة الجمعة كان صموئيل وهاني وعزيز وجورج اسحاق وغيرهم يمثلون دروعا بشرية تحمي المصلين يوم جمعة الغضب. فهمونا كمان ان الاخوان هم كل الشارع وانه لا مصد لهم الا الحزب الوطني لكن في التحرير كانت اغاني حليم الثورية وشدو الشيخ إمام وطلقات نجم تلهب حماس الثوار. يا آآآه.. مازال هناك نبض في عروق القومية العربية لسه فيك يسار يا مصر يتغني بكفاح الطبقة العاملة وليبراليون يهتفون للحرية. وصوت يرج الميدان ويكشف ابو رجلة مسلوخة!. ثورة مصر التي ماقامت ونجحت الا لاسهانة إعلام الحزب الوطني وصبيانه بهؤلاء الشباب.. حتي ان عبدالله كمال مفجر ثورة الشباب ضد النظام »!!« كان وقبل 52 يناير في غرف الشات علي الفيس بوك يسخر من هؤلاء الشباب ويرد عليهم.. طب هي الثورة الساعة كام.. وهنتقابل في اي كوفي شوب بعدها.. وكانوا يردون عليه صبرا.. وستري!! وقد كان.. ورأي.. ورأيناه وقرأناه وهو يكتب عن عزل الرئيس بأنه »قرار صائب«» وظني انه كان يقصد قرار صائب عريقات بالاستقالة من السلطة الفلسطينية... من سخروا من شباب الثورة يمكنهم ان يطمئنوا الان حتي بعد ان ركبوا الموجة في مرحلة توفيق الاوضاع النفسية والسياسية الجديدة علي أن مصر جديدة بتتولد. وحتي تكون الولادة صحية مكتملة النمو، وحتي نتخلص من فزاعة الاخوان وتجارتهم وحدهم بالساحة السياسية والحزبية شبه الخالية، افتحوا الباب لشباب الفيس بوك.. لوائل غنيم والذين معه يؤسسون حزبا اشبه بتجربة الوفد الاولي بعد ثورة 9191 حزب جديد للشباب بنفس مطالبهم الي خرجوا من اجلها يوم 52 يناير »عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية«.