يحتفل المسيحيون اليوم بعيد الغطاس الذي يوافق 19 يناير من كل عام لكن هذا العام يوافق يوم 20 نظرا لكون سنة 2016 من السنوات الكبيسة وهو يوم معمودية السيد المسيح في نهر الاردن علي يد يوحنا المعمدان، ومن أبرز العادات بين الأقباط في ذلك العيد تناول القلقاس ومعه أعواد القصب، وتوضح د. سامية قدري استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان اي رمز ثقافي له معني وكان المصريون في بداية المسيحية يتخذون من البيئة رموزا للمعاني الدينية فاتخذوا من القلقاس والقصب اللذين يزرعان في تربة عميقة ويحتاجان الي مياه كثيرة رمزا للمعمودية التي تغسل من الخطية باعتبارها الفكرة الأساسية للعقيدة المسيحية ومن هنا كان أكلهما في عيدالغطاس، ففي القلقاس كما تقول مادة هلامية سامة إلا أنها إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، كذلك من خلال «ماء المعمودية» يتم التطهر من سموم الخطية كما يتطهر «القلقاس» من مادته السامة بواسطة ماء الطهي، كما أن القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصبح طعاماً والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، ويجب أن يتم أولا خلع القشرة الصلدة قبل أكله، وفي المعمودية يتم خلع ثياب الخطية وارتداء الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة. كما توضح أن القصب يرمز للمعمودية ايضا، فهو كنبات ينمو في الاماكن الحارة اشارة الي أن حرارة الروح تجعل الانسان ينمو في القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات ، فنبات القصب ينقسم الي أكثر من عقلة وكل واحدة فيها تمثل فضيلة اكتسبها في كل مرحلة عمرية حتي نصل الي العلو، فالقصب قلبه ابيض وحلو الطعم والمستقيم القلب وينبع من قلبه الحلاوة وكل المشتهيات ويذكرنا ذلك بضرورة العلو في القامة الروحية وافراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية، تعتصر من أجل الآخرين. وكان قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد ترأس امس قداس عيد الغطاس بالاسكندرية الذي يحتفل به الاقباط اليوم. واستقبل البابا أمس في مستهل زيارته للاسكندرية أرامل الأباء الكهنة المتنيحين بالأسكندرية في لفتة انسانية وقدم لهم التهنئة بالعيد . حسني ميلاد وماركو عادل