بدا حكم الزعيم الليبي معمر القذافي المستمر منذ أربعة عقود في خطر متزايد أمس عندما وصلت الاحتجاجات الدامية المطالبة بإسقاط النظام إلي العاصمة طرابلس للمرة الأولي مع تقارير عن سقوط مدن ليبية عديدة بينها بنغازي وسرت بأيدي المتظاهرين اثر »فرار لعناصر الجيش« منها، كما سقط عشرات القتلي بأيدي قوات الأمن. وأعلن التليفزيون الرسمي الليبي عن سقوط عدة ضحايا لدي قيام قوات الأمن بعملية استهدفت ما أسماه بجهات تخريبية. من جانبها ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن طائرات حربية أطلقت نيران الذخيرة الحية علي حشود من المتظاهرين المناهضين للحكومة في طرابلس. جاء ذلك في وقت أعلن فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن لديه معلومات تشير إلي أن القذافي فر من البلاد وفي طريقه إلي فنزويلا. وكان الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان قد أعلن عن سقوط مدن ليبية عديدة بينها بنغازي وسرت بايدي المتظاهرين اثر عمليات فرار من الجيش مشيرا الي ارتفاع عدد القتلي منذ بدء الانتفاضة الليبية الي 400 شخص في الوقت الذي امتدت فيه الاحتجاجات الي العاصمة طرابلس واندلعت فيه احتجاجات مناهضة للحكومة في بلدة راس لانوف حيث توجد مصفاة للنفط ومجمع بتروكيماويات. واقتحم المتظاهرون الليبيون مبني التليفزيون والاذاعة الحكوميين في طرابلس حيث احرقت ايضا مراكز للشرطة ومقار للجان الثورية. وقال شهود عيان ان مبني يضم قناة الجماهيرية الثانية واذاعة الشبابية تم نهبه لكن مبني قناة الجماهيرية الاولي، القناة الحكومية الرئيسية في ليبيا، لم يمس. واكد شهود اخرون ان عددا من المباني العامة تم احراقها في عدد من احياء العاصمة بينها مراكز شرطة ومقرات للجان الثورية قرب الساحة الخضراء في وسط العاصمة حيث دارت مواجهات عنيفة بين متظاهرين مناهضين للنظام واخرين موالين له. وقال احد سكان طرابلس ان »قاعة الشعب« المبني الواقع في وسط العاصمة والذي تجري فيه غالبا الفعاليات والاجتماعات الرسمية تم احراقه ايضا كما اقتحم حوالي 500 ليبي ورشة بناء كورية جنوبية قرب طرابلس ونهبوا محتوياتها مما اسفر عن اصابة نحو 81 عاملا.