أدلي الناخبون الإسبان أمس بأصواتهم في انتخابات تشريعية تاريخية من المتوقع أن تنهي هيمنة نظام الحزبين علي الحياة السياسية في البلاد وذلك للمرة الأولي منذ انتهاء حكم فرانشيسكو فرانكو الاستبدادي وعودة الديمقراطية قبل 40 عاما الأمر الذي ينبئ بعهد جديد من السياسات التوافقية. ودعي نحو 36،5 مليون ناخب مسجل لاختيار 350 نائبا. وتظهر استطلاعات الرأي أن الحزب الشعبي المحافظ الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ماريانو راخوي سيفوز في الانتخابات لكنه لن يحصل علي أغلبية مطلقة مثلما حقق في الانتخابات الماضية عام 2011 بسبب الغضب المتزايد من السياسات التقشفية وانتشار الفساد وارتفاع نسبة البطالة التي تصل إلي 21% وذلك علي الرغم من عودة اسبانيا للنمو الاقتصادي بعد الأزمة التي ضربتها عام 2012..ومن المتوقع أن يحتل الحزب الاشتراكي بزعامة بيدرو سانشيز المركز الثاني في حين يتنافس حزب بوديموس (نحن قادرون) اليساري المتشدد المناهض للتقشف بزعامة بابلو ايجليسياس حليف حزب سيريزا اليوناني الحاكم مع حزب المواطنون الليبرالي بزعامة ألبرت ريفيرا علي المركز الثالث مما يجعل لهما دورا في المحادثات التي ستجري لتشكيل الحكومة الجديدة وفي أجواء من الثقة يقول أنصار الحزبين «لقد فزنا سلفا». وتختلف هذه الأجواء عما تشهده اسبانيا منذ السبعينات في ظل حكومات مستقرة تحظي بأغلبية برلمانية وتبادل الحزبان الشعبي (يسار الوسط) والحزب الاشتراكي (يسار الوسط) علي الحياة السياسية. وهيمنت الانتخابات التشريعية علي الصحف الاسبانية فعنونت صحيفة «ال باييس» الأوسع انتشارا في البلاد «الإسبان يحددون ملامح المرحلة السياسية الجديدة» وأشارت صحيفة «ال موندو» إلي الحضور غير المسبوق للأحزاب الأربعة.